الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مرسوم صدم الغزاة والمافيا والكارتلات!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مرسوم صدم الغزاة والمافيا والكارتلات!

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

أصدر المرشد الأعلى للإمارة الإسلامية الشيخ هبة الله أخوند زاده، في 3 نيسان/أبريل، مرسوماً يقضي بمنع زراعة وإنتاج وبيع وشراء وتصدير واستيراد أي نوع من المخدرات في أفغانستان، فضلاً عن معاملة المخالفين بما يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية. إلى جانب ذلك، ينص المرسوم أيضاً على حظر استخدام ونقل وتجارة واستيراد وتصدير جميع أنواع المخدرات مثل الخمور والهيروين والحشيش وحبوب المخدر، وما إلى ذلك، بما في ذلك مصانع الأدوية.

 

التعليق:

 

كان السبب الرئيسي لزراعة الخشخاش والحشيش في أفغانستان هو عقود الحرب والفقر الناتج عن الاحتلال البريطاني والسوفيتي والأمريكي وحلف شمال الأطلسي للبلاد والذي أثر بشكل مباشر على المسلمين والمجاهدين في أفغانستان، ومع ذلك، فإن الأدنى من الفائدة الكبيرة من محاصيل الخشخاش ذهبت إلى المزارعين الأفغان حتى الآن. على العكس من ذلك، فإن المافيا والشركات العملاقة والقوى الاستعمارية في العالم هم الفاعلون الرئيسيون الذين يتاجرون ويعالجون ويوردون الأدوية للأسواق العالمية، ويحققون أرباحاً ملحوظة من هذه الأعمال الهائلة. إن عصابات المافيا الكبرى والكارتلات هي التي تصادف أن تحول الخشخاش والحشيش إلى مسكنات ومسكرات ومخدرات وتزود الأسواق العالمية بها من خلال القنوات الحكومية والخاصة. لذلك، يتبين أن أفغانستان ليست أكثر من مزرعة منخفضة التكلفة لمثل هذه الأعمال التجارية العالمية.

 

لذلك، فإن مثل هذا المرسوم الصادر عن قيادة الإمارة الإسلامية يعتبر خطوة قيمة نحو تطبيق الشريعة الإسلامية. وحتى من وجهة النظر السياسية، فهي تعتبر وسيلة للضغط على الولايات المتحدة والغرب لأنه قبل النظام الحالي، كان نطاق واسع من تجارة الأفيون تقوم به بشكل غامض وكالات الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، ما أدى إلى تغذية الأسواق العالمية. تم استخدام الأموال التي جنتها هذه التجارة الشريرة لإخضاع الحكام الخونة، والبحث عن التجسس، وتعزيز الحروب بالوكالة في البلاد الإسلامية.

 

خلال الفترة الأولى من حكم طالبان لأفغانستان، حظر زعيمها آنذاك زراعة الخشخاش، ما أدى إلى انخفاض كبير في إنتاج الأفيون في البلاد. أفاد مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) عن انخفاض بنسبة 91% في زراعة الخشخاش في أفغانستان في عام 2001.

 

على الرغم من عدم وجود إحصاءات واضحة لإظهار الوضع الدقيق لتجارة المخدرات العالمية، فمن المقدر أن قيم إيرادات هذه التجارة تتجاوز مئات المليارات من الدولارات في جميع أنحاء العالم. في أفغانستان، قدرت قيمة عائدات المخدرات بين 1.8 مليار دولار و2.7 مليار دولار العام الماضي، وفقاً للأمم المتحدة. تشير أحدث سجلات وزارة الصحة الأفغانية إلى أنه قبل الإمارة الإسلامية، بلغ عدد المدمنين في البلاد 2.5 مليون، منهم حوالي 850 ألف امرأة. وهكذا، فإن النمو المميت والكارثي لزراعة المخدرات وإنتاجها والاتجار بها وإدمانها في أفغانستان شوهد بعد احتلالها من أمريكا وحلف شمال الأطلسي.

 

هذه هي بالفعل طبيعة الرأسمالية، التي تحول ما حرم الله سبحانه وتعالى إلى منهيات مشروعة، لمجرد المصالح المادية. قبل 1400 عام، كان الإسلام قد حرم جميع أنواع المخدرات قبل أن يلحق ذلك الأذى بالمجتمع البشري كما يفعلون اليوم، بل ووصف بعضها كالخمر مثلا وعرفها بأنها نجس. وقد اعتُبر هذا كواحد من حدود الله سبحانه وتعالى التي يتعرض منتهكها للجلد 80 جلدة وفقاً للشريعة الإسلامية. يجب اعتبار وصية الإسلام التي تهدف إلى حماية المجتمع البشري من أعجوبات الإسلام في عالم اليوم.

 

يجب أن تدرك المجتمعات البشرية الحالية أن السبب الرئيسي لتدمير المجتمعات السابقة كان دوما المبادئ التي وضعها الإنسان، وبخاصة الرأسمالية. لأنه في الرأسمالية، يهدف العمل أساسا إلى كسب المصالح حيث يتم تهميش القيم الأساسية كالروحية والإنسانية والأخلاقية، ما يشجع التفكير والتصرف على أساس نيل أكبر قدر من المصالح. ومن هنا، ومن أجل تأمين المصالح الفردية، حول هذا المبدأ المجتمعات إلى مجتمعات فاسدة بفرض قوانين من صنع الإنسان وتشجيع العلاقات من خلال تعاطي المخدرات والخمور وما إلى ذلك. كما أنها دمرت البيئة بشكل خطير بما في ذلك الماء والهواء والتربة لتحقيق ذات المصالح المادية.

 

وهكذا، فمن الواضح تماماً أن المجتمع البشري كان يتجه بسرعة نحو الإبادة ببعده عن تطبيق الإسلام وغياب الخلافة. ومما لا شك فيه، إذا ما درس المرء الأسباب الجذرية للأزمة والحروب في البلاد الإسلامية، بما في ذلك أفغانستان، فإنه سيكتشف أن الغرب الكافر والأنظمة التابعة هم الذين زادوا من الأزمات المختلفة من مثل الفقر والحرب والبؤس. إلى جانب ذلك، يجب ألا تُمنح هذه الوحوش الفاسدة مرة أخرى فرصة العودة إلى أفغانستان تحت ستار المنظمات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية وموظفي الأمم المتحدة والصحفيين ورجال الأعمال والمحسنين لتأمين نفوذهم الاستخباري والسياسي في البلاد.

 

لقد آن الأوان لتتكاتف الإمارة الإسلامية مع حزب التحرير، تماما كالأنصار ومهاجري الدولة الأولى، لتطبيق الإسلام بالكامل في جميع مجالات الحياة وللقضاء على القيم الفكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية للغرب كما فُعل بالاحتلال العسكري الغربي.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 25 تشرين الأول/أكتوبر 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع