الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لو كان في لبنان دولة رعاية!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لو كان في لبنان دولة رعاية!

 

 

 

الخبر:

 

يتعرض لبنان لعاصفة ثلجية باردة، كما أن أهله يعانون الجوع والعطش والمرض.

 

التعليق:

 

وظيفة الدولة وبالتالي الحاكم هي رعاية شؤون الناس رعاية حقيقية ومسؤولة في كل الحالات والظروف نيابة عن الأمة، وحسب الأنظمة والقوانين التي بني عليها النظام، هذا على العموم وحتى في الدول التي لا تحكم بالإسلام كما في الشرق والغرب مع التفاوت بينها، ومع ملاحظة عدم وجود دولة إسلامية ترعى شؤون الناس حسب نظام الحكم في الإسلام حتى اليوم للأسف الشديد، ومع الأمل واليقين بأن هذا النظام الفريد في الحكم سيطبق قريبا بإذن الله سبحانه وتعالى في بلاد المسلمين ليشمل بعد ذلك العالم كله.

 

أما في لبنان فلا يكفي أهله الكيان الهش الذي تتلاعب به دول الغرب كالكرة بينها، ولا النظام الفاسد العفن الطاغوتي المنبثق عن النظام الفرنسي الرأسمالي وبصورة مشوهة أيضا، ليزيد الطين بلة تلك الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة والجاهلة والعميلة للغرب وعلى رأسه أمريكا، لتكون هذه الأشياء كلها عنوانا لدولة فاشلة في لبنان من كل الجهات وحسب كل المقاييس، ليزيد من هذا الأمر قبول معظم الناس لذلك وعدم محاسبتهم الفعالة وعدم سعيهم للتغيير الجدي والجذري مع أهل المنطقة لتغيير الحكام وتغيير النظام والمحاسبة بعد ذلك حتى ولو كانت الدولة إسلامية ولو كان الحكام أتقى الأتقياء، فالمحاسبة هي التي تضمن حسن التطبيق عدا عن كونها فرضا علينا بوصفنا مسلمين من رب العالمين.

 

وبالعودة إلى ما يحصل في لبنان مؤخرا من عاصفة ثلجية باردة يعجز معظم الناس عن مواجهتها بالقدرة على شراء ما يلزم من مواد الدفء والأكل واللباس بل والمأوى بعد أن سرق الحكام أموالهم وبات معظمهم لا يعرفون لمن يلجؤون، ويطلبون من الله سبحانه وتعالى العون والحل.

 

ولكن رب العالمين قد بين لنا الطريق والحل، وطلب منا العمل على هذا الأساس وعدم انتظار المعجزات لأنه حتى للأنبياء لم تحصل معجزات تغيير المنكر وتغيير المجتمعات، بل أمرهم رب العالمين بأخذ الأسباب للتغيير، فالأولى أن نقوم نحن به للتغيير فنعمل مع العاملين الواعين للتغيير الجذري وتغيير النظام العفن إلى نظام إسلامي راق ونختار خيارنا ليحكمونا، يخافون رب العالمين فينا وفي أعراضنا وفي دمائنا وأن نحاسبهم بعد ذلك.

 

 إن من أوجب الواجبات على من تقلد منصب الحكم، وفي مثل هذه الظروف الصعبة جدا، وبصرف النظر عن الأسباب، فأول الأولويات تأمين المال اللازم والمواد اللازمة لحل مشاكل الرعايا بصرف النظر عن دينهم وقربهم أو بعدهم عن الحاكم.

 

بكلام أوضح: على الحاكم أن يوفر من خزينة الدولة المال اللازم لذلك، فإن لم يكن متوفرا فعليه الاستدانة من القادرين، أو فرض الضريبة على أغنياء المسلمين، للقيام بواجب الرعاية حتى يتحقق الأمر وتحل مشاكل الناس الأساسية من مأكل وملبس ومسكن ومن حالات اضطرارية كالتي نعيشها اليوم بالإضافة إلى الطبابة والتعليم المجّانَيْنِ.

 

هذا واجبنا عندما نكون حكاما في دولة إسلامية واحدة جامعة ومنها لبنان، فعليكم أن تختاروا أيها الناس أية دولة تريدون لحل مشاكلكم حلا حقيقيا؛ الدولة المصطنعة التي أوجدها وثبتها الغرب في بلادنا ومنها لبنان، أم دولة رعاية حقيقية ومسؤولة في كل الحالات والظروف وحكامها يخافون الله ومستعدون للمحاسبة التي هي واجب علينا؟! قرروا قبل فوات الأوان، والعاقل يعرف ما يختار أيها الأبرار.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد جابر

رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير في ولاية لبنان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 15 آذار/مارس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع