الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ازدواجية معايير الغرب

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ازدواجية معايير الغرب

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

"خلال بضعة أيام محمومة، رمى الغرب بمسرحيته التي كان يلعبها لعقود ضد الكرملين وقام بعزل روسيا من خلال عقوبات لا مثيل لها" (نيويورك تايمز)

 

التعليق:

 

في 24 شباط/فبراير، تدفقت الدبابات والقوات الروسية على الحدود الأوكرانية. وتمت مهاجمة المطارات والمقرّات العسكرية، بعد ذلك توالت الدبابات والقوات من روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا وحليفتها بيلاروسيا. وتم قصف مدن كبيرة، وتدمير أحياء بأكملها، وهرب ملايين الأوكرانيين من بيوتهم.

 

ونتيجة لذلك، قام الناتو فورا بتحريك قوة الاستجابة السريعة، وهي نوع من فرق قوات التدخل العسكرية، وذلك لأول مرة في التاريخ لردع عدو. ولم يكن ذلك سوى واحد من عدد من الحركات التدميرية، التي كُشف عنها في الوزارات وقاعات الاجتماعات من واشنطن إلى لندن ومن بروكسل إلى برلين. إن صدمة الهجوم الروسي قادت ألمانيا إلى تجاهل ستة عقود من السياسة المعارضة للعسكرية والتي تجذرت من خلال خبرتها في زمن الحرب. حيث أعلن المستشار أولاف شولتس أن ألمانيا سوف ترسل إلى أوكرانيا 1000 صاروخ مضاد للدبابات محمول على الكتف، و500 صاروخ من طراز ستينغر أرض - جو، و2700 صاروخ محمول على الكتف من زمن السوفييت، إضافة إلى الشروع في برنامج ضخم لإعادة التسلح في بلادها بقيمة 110 مليارات دولار.

 

لقد قاد كل هذا، الاتحاد الأوروبي المفكك إلى الاتحاد وراء العقوبات الخانقة، والتي ستمنع البنك المركزي الروسي، الذي يحفظ صندوق بوتين الحربي، من أن يبيع أي أصول للبنوك الأوروبية. أما بروكسل التي لطالما تمت السخرية منها على أنها عملاق اقتصادي لكنها قزم في السياسات الخارجية، فقد تعهدت بصرف 500 مليون دولار على الأسلحة الدفاعية لأوكرانيا. وخلال ليلة وضحاها، قام عمالقة النفط مثل بريتش بتروليوم وشيل وإكسون بالتخلي عن استثمارات عملاقة في روسيا. كما قامت شركات تكنولوجية مثل أبل بإيقاف المبيعات في روسيا، وقامت جوجل بسحب الإعلام الروسي من شبكاتها. أما الهيئات الرياضية كالفيفا ولجنة الألعاب الأوليمبية العالمية فقد منعت روسيا من المشاركة.

 

إن التي تدعى بأنها الأمة الراقية، أي أوروبا، قد أظهرت عرضا رائعا للوحدة ضد الغزو والعدوان الروسي، لكن هذا ليس مماثلا للجميع، فشارلي دي أغاتا، وهو مذيع منصف في إذاعة سي بي إس، قال واصفا أزمة اللاجئين الأوكرانيين: "لكن هذا ليس مكانا، مع كل الاحترام، مثل إيران أو أفغانستان". إن مثل هذه التصريحات تظهر نفاق الغرب عندما يتعلق الأمر بدماء المسلمين.

 

وها نحن الآن نشهد تحركات الغرب ضد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، ولكن وفي الوقت نفسه، فإن الغرب أيضا يبقى صامتا بشكل مجرم في الطرف الآخر من العالم، عندما يتعلق الأمر بالصهاينة وما يمارسونه من ظلم واضطهاد غير مسبوق للمسلمين من أهل فلسطين في ذكرى الإسراء والمعراج، عندما قاموا بإطلاق قنابل الصوت والغاز والرصاص عليهم، لمنعهم من دخول المسجد الأقصى. إن ما يقوم به كيان يهود من مصادرة الأراضي والممتلكات، والقتل، والتهجير القسري، والقيود الصارمة على الحركة والتنقل لأهل فلسطين، كلها مكونات لنظام يرقى إلى مستوى الفصل العنصري بموجب القانون الدولي. إنه نظام قائم على الانتهاكات. لكن وسائل الإعلام الإلكتروني، والغرب، وحكام المسلمين العملاء الذين يخدمون الغرب، كلهم يلتزمون الصمت المطبق، ولكن في المقابل ترى أن كل حدث يحصل في أوكرانيا تتم تغطيته وكل العالم يدينه. إنه الغرب نفسه الذي ساند وحشية أمريكا في العراق وأفغانستان، والاضطهاد الهندي للمسلمين في الهند وأماكن أخرى من العالم. فحسب المعايير الغربية، فإن الشعب الأوكراني هم بشر، والمضطهدون في بلاد المسلمين هم مسلمون.

 

إن الخلافة وحدها هي التي ستنهي الاضطهاد والقمع غير المسبوق الذي يتعرض له المسلمون حول العالم، وفقط تحت ظلال الخلافة سيتمكن المسلمون من الدفاع عن عرضهم وأموالهم وبلادهم من القوى الاستعمارية الظالمة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد عادل

آخر تعديل علىالسبت, 12 آذار/مارس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع