الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أردوغان يبتلع لسانه الذي هاجم به اتفاقيات التطبيع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أردوغان يبتلع لسانه الذي هاجم به اتفاقيات التطبيع

 

 

الخبر:

 

أكد الرئيس التركي أردوغان على رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع السعودية، واتخاذ خطوات إيجابية في هذا الاتجاه خلال الفترة القادمة، جاء ذلك في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى السنغال في إطار جولة أفريقية.

 

وفي سياق آخر، أعرب الرئيس التركي عن اهتمامه بزيارة إسحاق هرتسوغ المرتقبة إلى تركيا، معتبراً أن الخطوة التي سيتم اتخاذها في العلاقات التركية (الإسرائيلية) خلال هذه الزيارة ستنعكس على أبعاد أخرى لاحقاً. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

إن هذه التصريحات لو قُرأت بشكل طبيعي وبعيداً عن التبرير والتعاطف القاتل تظهر أن أردوغان وبشكل واضح وصريح يقول إنه متحمس لمزيد من التطبيع مع كيان يهود وأنه يطمح في أن ينعكس ذلك على مجالات أخرى خاصة الاقتصادية، حيث تأتي هذه الزيارة خلال جولة له في أفريقيا لرفع التبادل التجاري معها حيث إنه أشار إلى أن تركيا تسعى إلى رفع حجم التبادل التجاري مع الدول الأفريقية إلى 75 مليار دولار، وهنا يرد تساؤل هل تركيا التي بحسب أردوغان توسع التبادل التجاري مع قارة بأكملها بحاجة إلى كيان يهود لمزيد من التبادل التجاري؟! وهل باتت حفنة من الدولارات عند أردوغان أغلى من قضية فلسطين والمسجد الأقصى إحدى خطوطه الحمراء؟!

 

إن القضية أبعد من مصالح اقتصادية وبيع لقضية فلسطين بثمن بخس وإن كان ذلك أمراً غير مستغرب على عقليات رأسمالية قومية تفكر بالربح والمصالح الاقتصادية، والبعد الذي نقصده هو البعد السياسي، فأردوغان حتى تحركاته في أفريقيا وإن كانت تحقق مصالح اقتصادية لتركيا ولكنها تحقق مصالح سياسية لأمريكا كما فعل في ليبيا والشام، وهي كذلك بالنسبة لكيان يهود، فإن كانت العلاقات معه سوف تحقق بعض الربح وربما هو لكيان يهود أكبر ولكن الهدف الأكبر هو سياسي ينسجم مع السياسة الأمريكية الهادفة إلى دمج كيان يهود في المنطقة وجعله جزءاً منها ومن تحالفاتها بخط مواز مع العمل على تصفية قضية فلسطين وعدم ربط نجاح الأول بإتمام الثاني.

 

إن أردوغان الذي هاجم الإمارات والبحرين بعد اتفاقيات أبراهام يبتلع لسانه اليوم بل يطيله أكثر منهم ويسابقهم في نسج العلاقات مع كيان يهود تماشياً مع السياسة الأمريكية الحالية ومنسجماً مع العقلية البراغماتية التي تقدس المصلحة وتجعلها مشرعاً من دون الله، فلا شيء ثابت في قاموس النفعية والرأسمالية، فبالأمس كان يهاجم التطبيع واليوم يتحدث عن تعزيز العلاقات مع كيان يهود.

 

إن قضية فلسطين ليست سلعة يوماً تباع ويوماً تشترى بحسب ما تحققه من مكاسب في السوق المحلي والدولي والإقليمي، بل هي قضية ثابته لا تتغير، قضية أرض إسلامية يغتصبها كيان مجرم يسفك الدماء ليل نهار ويهجر الناس ويبتلع الأرض، قضية أرض مباركة يجب تحريرها فوراً ويحرم التنازل عنها أو التطبيع مع من يحتلها. ومن يفعل ذلك فهو خائن لله ولرسوله وللأمة الإسلامية سواء أكان بستار إسلامي أو علماني أو قومي أو رأسمالي، ولا يوجد تبرير للخيانة في قاموس الفطنة والوعي السياسي، فالخيانة توصف بالخيانة والخائن يعامل ويعاقب بقدر خيانته، ولا خيانة أعظم من خيانة الأمة وقضاياها ودينها، ومن أراد أن يبحث لأردوغان عن تبرير يجده في مذكرات عرفات وعبد الناصر والسادات وحسين وحافظ الأسد.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. إبراهيم التميمي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة (فلسطين)

 

آخر تعديل علىالسبت, 26 شباط/فبراير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع