الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحصاد المشؤوم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحصاد المشؤوم

 

 

 

الخبر:

 

ماذا سيحدث لو انهارت أسواق المال الأمريكية؟

 

إذا حصلت خسائر كبيرة فإن السؤال المهم بالنسبة للمستثمرين ومحافظي البنوك المركزية والاقتصاد العالمي هو: هل النظام المالي سيمتصها بأمان أو سيضخمها؟

 

لا يبدو النظام المالي الأمريكي اليوم كما كان عليه قبل انهياري 2001 و2008، ومع ذلك ظهرت مؤخرا بعض العلامات المألوفة على وجود تخوف في بورصة وول ستريت مثل وجود أيام يكون التداول فيها جامحا بلا نتائج حقيقية، وتقلبات أسعار مفاجئة، حيث إن النظام المالي الأمريكي الجديد لا يزال مليئا بالمخاطر في ظل ارتفاع أسعار الأصول، في وقت تقوم فيه البنوك المركزية برفع أسعار الربا لترويض التضخم.

 

التعليق:

 

بعد أن قفزت الأسهم في وول ستريت عام 2021، انخفضت الشهر الماضي بنسبة 53% وهذا أسوأ أداء لها منذ عام 2009، ورغم اختلاف الأوضاع اليوم عن 2008 إلا أن النظام المالي الأمريكي مثقل بالمخاطر، فقد بلغ تضخم أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة 7% في كانون الثاني/يناير وهو أعلى مستوى له منذ ما يقرب من 40 عاما، وهذا الارتفاع يزيد الضغط على البنك الاحتياطي الفيدرالي المركزي، ليس فقط لرفع أسعار الربا، ولكن أيضا لتقليص الميزانية العمومية التي تزايدت بالفترة الأخيرة من عمليات الشراء الضخمة للسندات في الأسواق.

 

حيث من المتوقع أن يقوم البنك الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الربا بعد اجتماع السياسة النقدية في 15 و16 آذار/مارس المقبل.

 

فقد صرح جيروم باول: "أن سوق العمل حققت تقدما ملحوظا وتحسنا منتشرا على نطاق واسع، وأن التضخم ما زال فوق المستوى الذي نستهدفه".

 

وقد قال مسؤولو مجلس الاحتياطي أنه ستكون هناك حاجة لرفع سعر الربا القياسي لودائع الليلة الواحدة من المستوى الحالي الذي يقترب من الصفر إلى 0.95% بحلول نهاية 2022 على أن يرتفع إلى 1.06% في 2023 وإلى 2.1% في 2024.

 

ويقول فيليب ماري كبير المحللين الاستراتيجيين لدى رابوبانك "بما أنه لا أحد يعرف بالضبط أين هو السعر المحايد فقد ينزلق بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى منطقة تقييدية في وقت أقرب مما هو متوقع، ما يؤدي إلى الركود".

 

ومع كل ما سبق فإن الاحتياطي الفيدرالي لن يصل إلى خفض التضخم كما يرغب هو إلى هدف 2% ولن يتحقق قبل نهاية عام 2024، هذا إذا كان له أن يتحقق.

 

إن الأوضاع الاقتصادية اليوم في العالم برمته تعاني من التضخم غير المسبوق، وهذا سببه السياسات الاقتصادية الرأسمالية، والحلول الترقيعية التي لا يملك هذا النظام الرأسمالي غيرها، وسوف تقود العالم إلى أزمات اقتصادية، وتضخم عالٍ جدا ما سوف ينعكس على الأوضاع السياسية والإنسانية حيث لا يسعنا نسيان أن الغرب سابقا اشتهر بعنفه الشديد وثوراته وحروبه الشديدة، وهذا ما يجعل الانقلاب الشعبوي بعد رفاهية عالية جدا وخاصة لدى أهل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، ومن يدري؟!

 

فقد أعلنت فاينانشال تايمز عن استطلاع حول إرهاصات هذا النوع من المفاجآت التي قد لا تبقى طويلا، مفاجآت إذا ما ثبت للجميع أن الأزمة المالية الأمريكية العالمية الجديدة ليست مجرد سحابة صيف عابرة كما يعتقدون.

 

إن العالم حقيقة يدفع ثمن النظام الرأسمالي الفاشل الذي جثم على قلوب البشر، ونهب ثرواتهم وجعلها بأيدي فئة قليلة لا تعدو 10% من سكان العالم، وباقي العالم يعيش بثروات لا تتعدى 10% من ثروات العالم، والأيام القادمة هي أيام حصاد مئة عام من انعدام العدل، وسيطرة النظام الرأسمالي المتوحش.

 

فيجب على المخلصين في هذا العالم أن يبحثوا عن نظام يستطيع أن يقتلع الرأسمالية التي بان عوارها ولم تعد تصلح لتكرر نفسها بعد هذا الحال الذي وصلنا إليه.

 

ولا يوجد نظام يوافق طبيعة البشر سوى نظام الإسلام، فهو النظام الرباني الذي يعالج جميع علاقات البشر موافقا لفطرتهم، ويحقق لهم السعادة والطمأنينة.

 

نداء إلى أهل القوة والمنعة اليوم وهذا هو عملكم وتستطيعون إنقاذ هذا العالم والبشرية برمتها من الظلم الذي لحق بها وترضون الله بصدقكم وإخلاصكم وتنقذون العباد من هذا الشر المستطير.

 

أليس فيكم سعد؟ ألم تلد أمهاتكم رجلاً ينصر دين الله؟ هبوا لنصرة حزب التحرير الذي يتبنى إقامة دولة الإسلام على منهاج النبوة لتسعد البشرية بحياة كريمة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نبيل عبد الكريم

آخر تعديل علىالسبت, 19 شباط/فبراير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع