الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
جشع أمريكا في هيمنتها على العالم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جشع أمريكا في هيمنتها على العالم

 

 

الخبر:

 

ذكرت إنترفاكس الأوكرانية أن حلف شمال الأطلسي "ناتو" يبدأ اليوم السبت مناورات عسكرية في إستونيا تستمر حتى التاسع من الشهر المقبل، وفي وقت تحدثت فيه وزارة الدفاع الروسية عن نشر 12 منظومة صاروخية في بيلاروسيا، قالت السفارة الأمريكية في أوكرانيا إن الكرملين يعمل بسرعة على إخفاء استعداداته للحرب.

 

وصرح بايدن في تصريحات صحفية أنه سيرسل قوات ليست بالكبيرة إلى أوروبا الشرقية ودول حلف الناتو في المدى القريب. (الجزيرة)

 

التعليق:

 

هذا ديدن أمريكا في سياستها لتهيمن على العالم؛ فهي تحاول جاهدة أن تظهر بمظهر الأب الروحي لجميع الدول، وأنها طرف يحاول دائما صنع السلام، لكنها في الحقيقة هي مثل ذلك الرجل الذي يمسك بزمام جميع الخيوط في لعبة العرائس على المسرح، فنجد أنها تظهر للجميع أنها لا تريد حربا في المنطقة، لكنها في الحقيقة تشعل فتيل الحرب في المكان الذي سيقف أمام مصالحها.

 

فبعد فشل قوة روسيا أمام إعادة أوكرانيا إلى أحضانها، سواء في موضوع تقاسم أسطول البحر الأسود في التسعينات، أو في مسألة أنابيب الغاز التي بناها الاتحاد السوفيتي داخل أوكرانيا ليتم نقل الغاز من أوكرانيا إلى أوروبا. فمنذ ثلاثة قرون مضت ورغم تفوق روسيا عسكريا والتي كانت تطمع وما زالت في منتجات الأراضي الأوكرانية الخصبة، إلا أنها لم تتمكن من إعادة هيمنتها على أوكرانيا.

 

وبعد عودة أوكرانيا إلى أحضان الغرب وطلبها الانضمام إلى حلف الناتو بعد أن حاصرتها روسيا ببتر شبه جزيرة القرم وضمها لها والتي تملك قواعد عسكرية ضخمة، وإشعال الانفصاليين الروس في أوكرانيا المناطق الشرقية وإعلان استقلال المحافظتين وتقديم الدعم العسكري لها، أخذ الغرب يلعب لعبته مع أوكرانيا ويظهر لها بمظهر المدافع عنها وبدأت هي تجتمع بحلف الناتو خاصة عندما اشتدت الأزمات مع روسيا دون أن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي، هنا لعبت أمريكا دورها بتدريب جيشها ودعمها بالمليارات والمساعدات العسكرية.

 

فما زالت روسيا تنظر لأوكرانيا على أنها جزء لا يتجزأ منها من حيث تاريخها واقتصادها، فلن تتركها لقمة سائغة لأمريكا والناتو.

 

فأوكرانيا تشكل أهمية قصوى وخطاً استراتيجياً في الأمن القومي الروسي حيث صرح الرئيس بوتين في كتاب له من 5000 كلمة أصدره في تموز/يوليو 2021م حيث قال: "إن قيام حكومة معادية لموسكو في أوكرانيا هي بمثابة استخدام سلاح دمار شامل ضد روسيا"، لذلك فإن وجود الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي غير مرغوب به من طرف روسيا حيث وصف رئيس أوكرانيا الأخوة ردا على تصريح بوتين بقوله "نحن إخوة ولكن مثل أخوة قابيل وهابيل" في إشارة منه إلى أن روسيا مثل قابيل قاتلها.

 

إن مسألة أوكرانيا ليست جديدة بل هي على الساحة الدولية منذ 14 عاما فلماذا تم تحريكها الآن ومن المستفيد من ذلك، وهل هي بمثابة مكافأة من أمريكا على كل ما قدمت في سوريا مثلا؟

 

من جهة روسيا لا خلاف مطلقا أنها تتحين الوقت المناسب الذي تكون فيه أوروبا في أضعف حالاتها حتى تنقض على المناطق التي تريد ضمها ولكن نعلم أيضا أنه لا يتم ذلك دون ضوء أخضر ولو من تحت الطاولة من أمريكا.

 

ولكن أيضا أمريكا تعمل على مصالحها وتريد تعزيز الخلافات لضمان التوتر في هذه المنطقة ولا أظن أنها تمانع إذا نشبت حرب ضمن الأطر التي تخدم مصالحها في تعزيز وجودها في أكثر المناطق حساسية بالنسبة لأوروبا ولا تريد انضمام أوكرانيا للناتو فنلاحظ أن أمريكا تسعى لتوريط أوروبا في هذه الحرب لتزيد من ضعفها وتتحكم بها اقتصاديا وسياسيا وقد تعمل لأكثر من ذلك بأن تهيئ الظروف لخلق طرفي نزاع عالمي وتورط الصين مع روسيا، وهي بذلك تعيد فكرة توريط دولة الخلافة العثمانية بالحرب العالمية الأولى لدعم حليفتها ألمانيا.

 

إن هذا المكر العظيم الذي تخطط له الولايات المتحدة سوف يجر العالم إلى الدمار العام وهي لا يهمها دم البشر الذي سوف يسكب بقدر ما يهمها تحقيق مصالحها ومحاولة البقاء على كرسي السيادة العالمية.

 

إن العالم اليوم أحوج ما يكون لتغيير هذا النظام العالمي الذي سقطت أدواته وبقي هيكله، فنجد اليوم أنه لا وجود للأمم المتحدة ولا لأي هيئة دولية تتدخل لمنع الحروب مع أن قيامها أي الهيئات الدولية كان على أساس حفظ الحقوق وعدم التعدي وما شاكل ذلك، ونجدها اليوم تتحرك إذا طلبت منها أمريكا ذلك ولا تنبس ببنت شفة إذا كانت المصالح أمريكية صرفة.

 

يا أهل الفكر والرأي في العالم: هبوا لقلع هذا الأخطبوط الذي يمص دماء البشر ولا يأبه إلا لمصالحه ولو على جبال من الجثث ودمار البشرية.

 

إن العالم بحاجة إلى نظام عالمي يصون النفس البشرية مهما كان عرقها أو لونها ويحقق العدل للجميع، ولا وجود لهذا النظام سوى في المبدأ الإسلامي الذي يصون البشرية لأنه منهج رباني يقنع العقل ويوافق الفطرة البشرية ويملأ القلب طمأنينة.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

 

آخر تعديل علىالسبت, 05 شباط/فبراير 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع