الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مفاوضات سياسية على أعتاب موت الإنسانية فأي كذبة لتلك الحقوق الرأسمالية؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مفاوضات سياسية على أعتاب موت الإنسانية
فأي كذبة لتلك الحقوق الرأسمالية؟!

 


الخبر:


أعلنت مينسك، الأربعاء، أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتفقا على بدء مفاوضات على مستوى أوروبي لحل أزمة المهاجرين عند حدود الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا.


وقال المكتب الإعلامي للرئيس البيلاروسي في بيان إن ميركل ولوكاشنكو اتفقا على أن "المشكلة بمجملها تعود إلى مستوى علاقات بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي".


هذا وقد عثرت السلطات البولندية على جثة شاب لاجئ من سوريا يدعى أحمد الحسن 19 عاما تطفو فوق نهر بوج في أثناء محاولته العبور باتجاه أوروبا بحثاً عن حياة جديدة ومستقبل أفضل.


يذكر أن آلاف المهاجرين معظمهم من الشرق الأوسط يُخيّمون منذ أيام عند حدود بيلاروسيا مع بولندا، على أمل دخول الاتحاد الأوروبي.


ويتهم الاتحاد الأوروبي مينسك بتنظيم تدفق آلاف المهاجرين إلى حدود بولندا وليتوانيا، بدعم من موسكو، انتقاماً للعقوبات المفروضة عليها إثر القمع المستمر للمعارضة البيلاروسية منذ 2020. (العربية نت)


التعليق:


من مظاهر حقوق الإنسان في المواثيق الدولية، حق الحياة، فللإنسان حقه الكامل في الحياة دون أن يتعرض إلى أي انتهاكٍ لهذا الحق بالقتل أو التعذيب المفضي للموت، أو الإيذاء.


أين مواثيق المنظمات العالمية لحقوق الإنسان مما يحدث بين الحدود البيلاروسية والبولندية؟! وأي تصديق لهذه الحقوق والوعود بتحقيقها من دول يتجمع على حدودها آلاف المهاجرين بأوضاع مأساوية؟!


يظهر جلياً كيف أن الدول الغربية التي تحمل لواء حقوق الإنسان، تمارس أعمالاً بعيدة كل البعد عن كرامة الإنسان، فهي تمارس التمييز العنصري وفق القومية والوطنية، وتمارس سياسة استعمارية فوقية ضد غيرها من الشعوب والدول، وتكيل بمكيالين في مواقفها من المشاكل الدولية، ومشاكل حقوق الإنسان، فها هم الآلاف من المهاجرين الذين تقطعت بهم السبل وأصبحوا عالقين بين حدود تلك الدول، فبولندا طردتهم وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع وفتحت خراطيم المياه لإبعادهم عن السياج الحدودي الذي تعلوه الأسلاك الشائكة بعد أن نشرت 15 ألف جندي على طول حدودها، وبيلاروسيا ترفض السماح لهم بالعودة بعد أن دفعتهم إلى عبور نهر بوج، وألمانيا فرضت طوقاً أمنيا على طول حدودها مع بولندا، كل ذلك رغم وجود كثير من الأطفال والنساء، ينامون في خيام وبدرجة حرارة تحت الصفر وسط نقص الغذاء والماء والدعم الطبي.


فأي كذبة لتلك الحقوق الرأسمالية النفعية التي تحول آمال الناس وكرامتهم إلى كرة تتقاذفها الدول الغربية في ملاعبهم السياسية لتحقيق أطماع انتخابية؟! وأي شعارات طنانة رنانة تلك التي ميزت المهاجرين وانتزعت منهم صفة الإنسانية لتسلبهم تلك الحقوق الوهمية التي لا تطال سوى شعوب محددة وفئات معينة في الوقت الذي يُحرَم منها المستضعفون لأنهم مهاجرون؟!


إن الفكر الغربي الرأسمالي النفعي يظهر التناقض في دعوتهم إلى حقوق الإنسان فتميز ابن البلد عن المهاجر، ما يجعل واقع حقوق الإنسان في النظرية الديمقراطية حقوق الإنسان الغربي فقط، وحقوق من تتركز لديه الثروة والقوة المادية، فهي ليست حقوقاً عالمية شمولية للإنسان، وإن ادعى مفكرو الغرب ذلك. بخلاف الحقوق الشرعية في الإسلام، فإنها ليست حقوقاً ترتبط بالظروف السياسية المصلحية، ولا هي حقوقاً قومية عنصرية. قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ فالحقوق الشرعية الإسلامية حقوق شمولية للإنسان لأن مصدرها الأوامر والنواهي التي جاء بها الوحي من الله تعالى، وليست ذات مفهوم مصلحي أو متحيز كما هي الحال في الحقوق الإنسانية الطبيعية في الحضارة الغربية.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

 

آخر تعديل علىالجمعة, 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع