الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
من حفر جُبّاً لأخيه وقع فيه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

من حفر جُبّاً لأخيه وقع فيه

 


الخبر:


طلب وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز من المواطنين أن يقتصدوا في استعمال الغاز الطبيعي والكهرباء والمحروقات التي ارتفعت أسعارها مؤخرا. الوزير دونماز الذي طالب المواطنين بأن يقللوا من استعمال المدافئ في منازلهم، وعدهم بخفض الفواتير بنسبة 7% في حال حصول تغير في درجات الحرارة بنسبة درجة مئوية واحدة. (آخر دقيقة، 2021/11/03م)

 

التعليق:


في حين رفعت حكومة أردوغان مرارا وتكرارا من أسعار الغاز الطبيعي بعد أن سجل الدولار أرقاما قياسية نتيجة لسياسة العملة الخاطئة، زاد المسؤولون والمتصيدون من نصائحهم بشأن الحفاظ على الطاقة، خاصة مع حلول فصل الشتاء.


أردوغان، الذي قال: "السمعة لا يمكن التنازل عنها"، كان قد شيد قصورا صيفية وشتوية في مختلف مدن البلاد، بينما أنفق بحسب الادعاءات على التدفئة فقط بالغاز الطبيعي للمجمع الرئاسي ما مقداره 2 مليون 734 ألف ليرة تركية في عام 2015 والتي تعادل اليوم ربما 10 ملايين ليرة تركية. ومن المفارقات العجيبة وفي خضم كل هذا ينصح المسؤولون الناس بالاقتصاد في استعمال المياه والكهرباء والغاز الطبيعي! إذا أراد أردوغان وشركاؤه المسؤولون عن رعاية شؤون الناس أن ينصحوا الناس بالاقتصاد في استعمال الطاقة فعليهم أولا أن يربطوا على بطونهم حجارة كما فعل الرسول ﷺ في وقت المجاعة والجوع، وبدل أن يركبوا مئات المركبات وأسراب الطائرات عليهم أن يكتفوا بأقل منها كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث اضطُر أن يتناوب على ركوب الناقة مع خادمه لأنه لا يملك غيرها. إذا أراد المسؤولون أن ينصحوا الناس بالتقشف فعليهم أن يطبقوا سياسة التقشف هذه على أنفسهم أولا إذ لا معنى أن يطالبوا الناس بشيء هم لا يفعلونه. هل يُعقل أن ينفق المسؤولون ملايين الليرات على التدفئة بالغاز الطبيعي - ناهيك عن المصاريف الأخرى - في الوقت الذي لا يجد فيه الفقراء والمشردون وذوو الدخل المحدود ما يقيهم برد الشتاء؟! أين هذا من الدين والإيمان والشريعة؟ هل يليق هذا بحكام يدعون أنهم مسلمون؟! لأن الحاكم في الشريعة أول من يجوع وآخر من يشبع، بينما حكام اليوم هم أول من يشبعون وآخر من يجوعون، بل إنهم لا يجوعون.


على الرغم من فشل الحكام فإن إصرارهم على تطبيق الرأسمالية العفنة أدى إلى اصطفاف الناس في طوابير لشراء البصل والبطاطا، وفي الوقت الذي تنتشر فيه في مدن عدة من البلاد صور الناس المتجمعين لجمع فتات الطعام من القمامة، وهي صور تتقطع لها الأفئدة، نجد أن بذخ أردوغان وزوجته على كل لسان. إذا ظهرت صور الجوع في وسائل الإعلام اليوم، فإن المسؤول الرئيسي بالدرجة الأولى هو النظام الرأسمالي الذي يصر المسؤولون المبالون أو غير المبالين على تطبيقه، والذين لا يكترثون بمعاناة الناس، والذين يقولون إن السمعة لا يمكن التنازل عنها والمولعون بالتفاخر ومظاهر الأُبَّهة.


إن أعظم حلم للحكام اليوم وعلى رأسهم أردوغان هو حماية مصالح أسيادهم أمريكا وإنجلترا وفرنسا ولو على حساب شعبهم، وليس حمل الإسلام إلى الإنسانية جمعاء كما فعل الخلفاء الراشدون وغيرهم من الخلفاء وإنقاذهم من شر الأنظمة الوضعية وتحقيق الرفاهية والسعادة في الدارين للناس المسؤولين عنهم.


لذلك فإن العبارات التي يرددها الناس في الشوارع بصوت عال مثل "أشعر بالبرد" "أتجمد" "أنا جائع بشدة" "لا أجد عملا" "أنا مريض" "أنا غارق ومرهق ومحترق" "غلاء المعيشة قصم ظهري" وأمثالها تُجابهها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية كمعالجة لها بعبارات "التقشف" "الغلاء الفاحش" "الصبر" "الرضا بالقليل"، بينما أردوغان ووزراؤه يواصلون ممارسة مظاهر الترف والإسراف!!


أما الحاكم في الإسلام فإنه مسؤول عما استخلفه الله فيه ومَن كانوا تحت حكمه، فهو يشبع الجائع منهم ويداوي المريض ويوفر العمل للعاطل عن العمل، فالحاكم في الإسلام ليس كحكام اليوم المنافقين إذ تراهم يغرفون المال غَرفا لكنزه بينما الناس يتضورون جوعا، وهم يعيشون في قصور من ورق الذهب بينما الناس والطلاب لا يجدون سكنا يأوون إليه أو حتى يستأجرونه، والقائمة تطول؛ لأن الرسول ﷺ قال: «الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش

 

آخر تعديل علىالأحد, 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع