الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مصر بحاجة لدولة الخلافة الراشدة ومشروع الإسلام الرائد

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مصر بحاجة لدولة الخلافة الراشدة ومشروع الإسلام الرائد

 

 

 

الخبر:

 

ذكرت قناة صدى البلد على موقعها الأربعاء 2021/10/6، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجه حديثه للمواطنين قائلا: "الشرطة والقضاء والإعلام إيد واحدة، ولو عاوزين نحقق العديد من الإنجازات، كونوا دائما على قلب رجل واحد"، وأضاف الرئيس، خلال الندوة التثقيفية "أكتوبر 73 والعبور إلى المستقبل"، "عندما حاول جمال عبد الناصر أن يستقيل وقت هزيمة 67، حينها وقف الشعب بأكمله وراءه، واستعدنا توازننا وقوتنا مرة أخرى، وأعدنا النصر للدولة المصرية"، وحذر الشعب من التفرقة أمام أي تحد أو صعاب، لأن المحاولة دائما على تفرقة المصريين وزرع الخلاف بينهم، ودعا الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا: "أسالك يا الله بأسمائك التي لا يعلم مكانتها سواك، أن تعطينا وترضينا وتكرمنا وتنصرنا وتسترنا وترزقنا.. اللهم آمين يا رب العالمين".

 

التعليق:

 

لا تختلف خطابات العملاء ولا أحاديثهم في تزييفها للواقع والكذب على الناس ومدح أسلافهم في العمالة بل ومدح عمالتهم وخياناتهم لدينهم وأمتهم، فامتدح الرئيس المصري سلفه عبد الناصر معتبرا إياه من رواد التنمية لمصر وأهلها بينما على الحقيقة فإنه وكل من حكم مصر من عسكر أمريكا قد دمروا صناعة مصر وزراعتها على مدار العقود الماضية، ثم امتدح سلفه الآخر السادات بقرار الحرب، الخدعة التي خدع الناس بها، ثم قرار السلام، الخيانة الذي مكن كيان يهود من الاستقرار في المنطقة والشعور بشيء من الأمن فوق أرض الإسلام المحتلة لعقود، يؤمنهم ويحفظ حدودهم ويؤمن بقاءهم الجيش المصري بقادته العملاء.

 

نعم إن الشرطة والقضاء والإعلام ومعهم قادة الجيش يد واحدة لكنها يد على الشعب وليست يداً في يد الشعب، يد قاهرة تعتقل وتحاكم وتقتل وتشوه كل من يعارض سياسات النظام الكارثية وقراراته القمعية وتبرر هذه الأفعال وتصف هؤلاء المعترضين بأنهم خونة إرهابيون يحاولون شق الصف وتقسيم مصر، بينما الذي يفرّق بين أهل مصر هو النظام الذي يعيد إحياء الطبقية بجعل الجيش والشرطة والقضاء والإعلام فوق باقي الشعب؛ لهم نواديهم ومستشفياتهم ومميزاتهم التي تميزهم عن باقي الشعب الكادح الذي يدفع كل الفواتير؛ من فواتير التنمية المزعومة إلى العاصمة ذات الأسوار والطرق والكباري التي تمهد وتُنشَأ لخدمة ساكنيها مستقبلا من تلك الطبقة العليا.

 

إن الدولة المصرية لا تستعيدها مشاريع وهمية ولا فرقعات إعلامية ولا حتى مشاريع حقيقية دون رؤية مبدئية ومشروع حضاري حقيقي صالح للنهضة، والقول بأن الشعب وقف خلف عبد الناصر وأعيدت الدولة المصرية هو كذب محض، اللهم إلا إذا كان المقصود بها استعادة الثقة في النظام العميل من جانب سادته في البيت الأبيض وتمكنهم من خداع الناس لمرحلة مستقبلية، لكن هذا ليس استعادة لدولة حقيقية فمصر في ظل عسكر أمريكا منذ ثورتهم الأمريكية على الملك عميل الإنجليز لم تر خيرا حتى وقتنا هذا بعد تعاقب العملاء وادعاء التنمية والخطط الخمسية المتعاقبة رغم وجود إنشاءات ملموسة إلا أنها لا تخدم الناس وإن تيسر بها بعض أمور حياتهم لأن صناعها من العملاء لم يصنعوها إلا خدمة للغرب ومصالحه ولتمكينه من السيطرة على البلاد لعقود مقبلة، فكل ما يتم من مشاريع وغيره مبني على أساس وجهة نظر الغرب ورأسماليته وبقروض من صندوق النقد الدولي تكبل البلاد وقراراتها وتعمق تبعيتها للغرب الكافر، فما يقوم به العميل حتى لو كان ظاهره في صالح الناس فهو في حقيقته سم زعاف يقتل كل من يتجرعه، فالأفاعي تبث السموم ولا تخرج العسل.

 

إن ما يعيد مصر حقا وينهض بها نهضة تعيد لأهلها عزتهم وكرامتهم ويوحد صفهم ويمكنهم من تحدي كل الصعاب والتصدي لكل ما يحاك لهم من مؤامرات إنما هو الإسلام بعقيدته الراسخة في النفوس ومشروعه الحضاري المنبثق عن هذه العقيدة وما يملكه من دولة قادرة على تحقيق العدل الذي يرجوه الناس، والتنمية التي يرغبون فيها، والنهضة التي تمكنهم من سيادة الدنيا، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بما فيها من أحكام شرعية تعالج أزمات مصر وكل الأمة بل والعالم أجمع وتنجيه من الرأسمالية التي تغرق وتغرقه معها.

 

أيها الرئيس المصري! إن اللجوء إلى الله وطلب عطائه ورضاه وكرمه ونصره ورزقه وستره لا يكون قولا دون فعل، بل يجب أن تصاحبه طاعة مطلقة تستحق هذا العطاء، وهذه الطاعة لا تكون بتعطيل أحكام الله وشرائعه وقوانينه والامتناع عن إقامة دولته، بل لازم من لوازمها أن تنصر الله عز وجل بإقامة الدولة التي تطبق أحكامه وتنفذ شرعه وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد؛ رسالة هدى ونور يخرج الله بها الناس من الظلمات إلى النور، حينها تستحق نصر الله ورضاه وعونه وعطاءه بلا حدود، يقول الله عز وجل: ﴿إِن تَنصُرُواْ الله يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ ولتعلم أنه لا نصر بدون طاعة ولا عطاء مع معصية، وإن ما تظنه عطاء إنما هو مهلة من الله يمدها للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: «إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ».

 

فاللهم نصرا لمن نصرك بالعمل لإقامة دولة العز، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، اللهم عجل بها واجعل مصر حاضرتها.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

آخر تعديل علىالأحد, 10 تشرين الأول/أكتوبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع