الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
يا صويلو! النتائج لا تأتي بالثرثرة بل بالعمل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

يا صويلو! النتائج لا تأتي بالثرثرة بل بالعمل

 


الخبر:


قال وزير الداخلية سليمان صويلو: "كما أننا نجحنا في تحقيق الأمن والسلام في بلدنا على الرغم من عرقلة الغرب لذلك، وكما أننا نجحنا أيضا في إبقاء هؤلاء الأطفال في بيئة مريحة وسلمية أثناء حربنا على الإرهاب في مناطق الشرق والجنوب الشرقي من البلاد، فإن الله شاهد على أن رئيس جمهوريتنا قادر على أن ينقذ منطقة الشرق الأوسط من أتون الحرب وأنه سيصنع السعادة والسلام للبلاد المجاورة".


التعليق:


يبدو أن صويلو يتحدث عن السلام والأمان لفئة معينة من الناس ويقصد بهم سكان القصر الجمهوري! في البلد الذي يسوده السلام والأمان عادة لا يقوم المسؤولون فيه بزيارة أصحاب الحِرف أو بالجلوس على مائدة الطعام في بيوت أحد الرعية بمعية المئات من الحماية. وفي حديقة القصر الجمهوري التي تشبه في تحصينها القلعة المحصنة بحراسة مشددة لا يسمح فيها بممارسة الرياضة ولو حتى على سبيل التقاط الصور. فلو كان هناك سلام وأمان في بلد ما، لكان الحكام يسافرون بدون حماية مثل ما فعل الخليفة عمر رضي الله عنه، وينامون دون حاجة لحماية ولا خوف تحت ظل شجرة بسلام وأمان.


إن الحديث عن السلام والأمان يكون عندما يتحقق العدل، كما أن الحديث عن السلام والاستقرار والعدل والأمن والأمان في بلد فيه الشعب والنظام يعادي بعضهما بعضا وعلى طرفي نقيض أشبه بمن يبحث عن إبرة في كومة قش! إذا كان هناك جو من الأمن والسلام في تركيا فلماذا يتم كل عام أو كل ستة أشهر القيام بعمليات "السلام"؟ ترى أيهما سنصدق، ما يقولونه أم ما يفعلونه؟ إن مرآة المرء هي فعله وليس قوله.


بحسب صويلو فإن القسم الشرقي والجنوب الشرقي من البلاد يتمتعان بالراحة والرفاهية، وسبب قوله هذا هو إما أنه لم يذهب إلى القسم الجنوبي والجنوب الشرقي من البلاد أو أنه عندما يذهب يكون محاطا بجدار من البشر إلى درجة أنهم لا يتعين عليهم المرور بنقاط التفتيش كما يمر عبرها المواطنون والتي تقام بين مسافات متباينة.


في البلاد التي يسودها الاستقرار الاقتصادي والسلام والتضامن المجتمعي لا يتعين على الناس مغادرة بلادهم. وهذا يعني بالضرورة أنه إذا أُجبر الناس في مجموعات على ترك منازلهم وذويهم وأطفالهم وهم غارقون في البكاء آخذين بنظر الاعتبار جميع أنواع المخاطر، فهذا لا يجتمع مع الحديث عن السلام والأمان في ذلك البلد. فعلى سبيل المثال المسلمون في جميع البلاد الإسلامية من إندونيسيا إلى المغرب بما فيها تركيا أيضا، يضطرون إلى ترك منازلهم بسبب الخوف على أرزاقهم أو بسبب اضطهاد الأنظمة لهم.


أما عن القول بأن تركيا قادرة على صنع السلام والطمأنينة في الشرق الأوسط وما حوله، ترى هل صويلو نفسه يصدق ما يقوله؟! أم أنه يقولها فقط على سبيل المزاح؟ أم أنه يرى تركيا في مرآة كبيرة؟ إن الجمهورية التركية على وشك أن تدشن المئوية الأولى من عمرها، فإذا كانت قد عجزت عن صنع السلام والأمان في منطقة الشرق الأوسط طوال المائة سنة الماضية بل يتحكم فيها غيرها، فكيف يكون لها ذلك الآن؟!


وهل تأسست تركيا لكي توفر الأمان والسلام أم لاستخدامها ضد من يعمل على جلب الأمان لبلادهم كما حصل في سوريا، وللزج بالذين يبحثون عن العدل في ظل الخلافة في السجون، ولحماية النظام الرأسمالي الذي هو مصدر القلاقل والظلم؟!


إن الاستقرار والسلام، والاستقرار السياسي والاقتصادي، والوحدة والأمن، والتنمية الاقتصادية والثقافية للمجتمع، وقيادة العالم، كل ذلك ممكن فقط في ظل حكم الخلافة، تماما كما كانت في الماضي قبل أن يتمكن الكافر المستعمر من هدمها. وما عدا ذلك فهو هراء.


يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أرجان تكين باش

 

آخر تعديل علىالجمعة, 08 تشرين الأول/أكتوبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع