الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الأمريكيون يتلاومون حول فشلهم في أفغانستان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأمريكيون يتلاومون حول فشلهم في أفغانستان

 


الخبر:


في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي كشف رئيس هيئة الأركان الأمريكي مارك ميلي أنه نصح الرئيس جو بايدن بتأجيل الانسحاب من أفغانستان، وكان بايدن قد نفى تلقيه هكذا نصائح، وأقر ميلي بأن "الحرب في أفغانستان لم تنته وفق الشروط التي وضعناها، وقد تكبدنا خسائر كبيرة". وأما وزير الدفاع الأمريكي أوستن فقد قال إن بلاده لم تكن تدرك حجم الفساد الذي كان مستشريا في حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني في أفغانستان.

 

التعليق:


لا يغطي على انتصارات المسلمين في أفغانستان سوى مسار مفاوضات الدوحة، فأمريكا قد أنهكتها أفغانستان على مدار 20 عاماً، وكانت تبحث عن خروج مشرف لها أقل وقعاً من الهزيمة، وهكذا كان فظهر الفشل الأمريكي المريع في أفغانستان والذي هو دون الهزيمة، وكانت مشاهد الجلاء من مطار كابل صوراً لن تخطئها العين لمدة طويلة قادمة وشاهدةً على فشل أمريكا وأدواتها، فالحكومة العميلة في أفغانستان لم تكن لها أي جذور في البلاد وتخشى أمريكا أن الحكومات المختلفة التابعة لها في البلاد الإسلامية ليس لها أي جذور ويمكن أن تندثر كلياً لو حصلت هزات هددت وأبعدت المنافع من أموال ومناصب عن أفرادها.


واليوم يتلاوم الأمريكيون حول من كان السبب، ويتحدثون عن فساد بالقنطار في حكومة أشرف غني، ولا يقرون بأنهم هم من أسس لهذا الفساد، وإلا فلماذا يتبعهم المسلمون في أفغانستان رغم قتلهم للشعب الأفغاني بوحشية، فحتى من يبيع دينه وأمته يريد أن يتنفع من الاحتلال والنفوذ الأمريكي، بمعنى أن الفساد والإفساد والمنافع والمناصب هي أدوات أمريكا للسيطرة والهيمنة في البلاد الإسلامية، وها هي ترى اليوم النظام السوري وهو يحتضر ولا يبقيه إلا أجهزة التنفس الصناعي التي توفرها إيران وروسيا، وربما ستحتاج إيران غداً لهذه الأجهزة لنفسها، وكل عملاء أمريكا باتوا بحاجة إلى شيء من أجهزة التنفس من أجل البقاء في ظل شعوب باتت واعية وتزداد مطالباتها بحقوقها.


أمريكا هزمت في أفغانستان، وإذا ما اتبعت حركة طالبان سياسة إسلامية صحيحة فإن الكثير من المشاكل الإضافية ستطفو لعدو الله أمريكا على السطح في باكستان وغيرها، وأفغانستان تعطي مثالاً واقعياً على قدرة الأمة على كنس أمريكا ونفوذها وملاحقتها وهزيمتها وجعل قادتها يأكلون وجوه بعضهم بعضاً، إذ إن النفوذ الأمريكي والهيمنة حول العالم مبني في جزء كبير منه على وهم القوة التي يظنها الأمريكيون لأنفسهم، وكانت كل معارك أمريكا مع المسلمين في العراق وأفغانستان تنذر بهزيمة مدوية لها لولا أنها كان ينقذها مسار المفاوضات التي هي بارعة فيه، ولها من حكام المسلمين من ينقذها من أزماتها كما فعلت قطر وباكستان في المفاوضات مع حركة طالبان.


والمسلمون يتم اصطيادهم في المفاوضات لأن الوعي السياسي ضعيف لديهم، بل ضعيف للغاية، فيثقون بتركيا كما في فصائل سوريا، ويثقون بقطر ومصر كما في فصائل فلسطين، ويثقون بقطر وباكستان كما في فصائل أفغانستان، لكن الأخيرة كانت درساً وموعظةً لمن يريد وجه الله ولا يبالي بأمريكا.


وإذا ما أصر المسلمون على جعل أمريكا وراء ظهورهم فإنهم منتصرون بإذن الله، وفي الطريق إلى ذلك عليهم أن ينفضوا أيديهم من كل الأنظمة العميلة القائمة في البلاد الإسلامية والتي ما وجدت إلا لمساعدة الكفار المستعمرين، بل وتتسابق لخدمته خاصة أمريكا على أمل أن ترضى عنهم.


ولو أبصر المسلمون لكان لهم أمر عظيم سريع، فالأوضاع تغلي في كل البلاد الإسلامية، ولم تعد أمريكا تملك إمكانيات وموارد السيطرة كما كانت في السابق في ظل انكشاف رهيب لحجم خيانة الحكام لأمتهم ونزع الثقة والشرعية عنهم، وما على المسلمين في أفغانستان وغيرها إلا أن يتوكلوا على الله ويحسموا أمرهم مرة واحدة ويعقدوا عزيمتهم للسير في اتجاه واحد، خلافة على منهاج النبوة، ثم يكون لهم الأمر والعز وتوفيق الله تعالى.


#أفغانستان Afganistan #Afghanistan#

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال التميمي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع