الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
عبودية باكستان لأمريكا هي سبب أزمة اللاجئين الأفغان التي طال أمدها (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عبودية باكستان لأمريكا هي سبب أزمة اللاجئين الأفغان التي طال أمدها

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

إنّ الولايات المتحدة تريد من باكستان إبقاء حدودها مع أفغانستان مفتوحة أمام اللاجئين الأفغان. حيث قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية أثناء إطلاع الصحفيين على برنامج قبول اللاجئين الأمريكي الجديد للمواطنين الأفغان، "لذا، في مكان مثل باكستان، سيكون من المهم أن تظل حدودهم مفتوحة". (الفجر الباكستانية)

 

التعليق:

 

قال مستشار الأمن القومي، مؤيد يوسف، احتجاجاً على المطالب الأمريكية الأخيرة، "لماذا جعلهم بلا مأوى؟ اتخذ الترتيبات اللازمة لهم داخل بلدهم. لا تملك باكستان القدرة على استقبال المزيد من اللاجئين" (الفجر الباكستانية). على الرغم من اعتراضات يوسف، فإن الحقيقة الصارخة هي أن باكستان على مدار الأربعين عاماً الماضية قد استوعبت دائماً اللاجئين الأفغان الذين دفعتهم مشاريع السياسة الخارجية الأمريكية إلى أفغانستان.

 

في ثمانينات القرن الماضي، أدى الغزو السوفيتي لأفغانستان، الذي تلاه دعم أمريكا العلني للمجاهدين الأفغان، إلى وصول الموجة الأولى من اللاجئين الأفغان إلى باكستان. حيث خشي السوفييت من انتشار ثورة الخميني في إيران، فقاموا بغزو أفغانستان لمنع انتشار الإسلام إلى دول آسيا الوسطى. ردّت أمريكا باستخدام باكستان كقناة لتدريب وتجهيز المجاهدين الأفغان في المناطق القبلية لمحاربة السوفييت. إنّ الحرب الدموية - من بنات أفكار خطة العلم الأخضر لبريجينسكي لاستخدام الإسلام لهزيمة الجيش الأحمر - أدت إلى هروب الأفغان إلى كل من باكستان وإيران.

 

جاءت الموجتان الثانية والثالثة من اللاجئين الأفغان بعد هزيمة السوفييت في عام 1989. وأدت الحرب الأهلية التي تلت ذلك من عام 1992 إلى عام 1996 بين أمراء الحرب الأفغان، والتي بدأها استيلاء طالبان على كابول، إلى عبور المزيد من اللاجئين الأفغان إلى باكستان وإيران. كان صعود طالبان مدفوعاً بسعي أمريكا إلى أفغانستان مستقرة لتسهيل خط أنابيب نفط بطول 1800 كيلومتر من تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند. وقد بدأت المشروع شركة يونكال وتكفلت به واشنطن.

 

حدثت أكبر اضطرابات لباكستان عندما شنت أمريكا حربها العالمية على (الإرهاب) ضد طالبان في تشرين الأول/أكتوبر 2001. وتمثل هذه الموجة الرابعة من اللاجئين الأفغان الفارين إلى باكستان. يوجد حالياً 2.8 مليون لاجئ أفغاني يقيمون في باكستان. هذا، بعد أن أعادت باكستان 3.8 مليون أفغاني منذ عام 2002 وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. (وكالة الأناضول).

 

إلا أن هذه الفترة شهدت أيضاً تهجير الجيش الباكستاني لملايين الباكستانيين في المناطق القبلية والشمالية لإرضاء أمريكا. ففي عام 2009، نفذ الجيش الباكستاني عملية العاصفة الرعدية السوداء بأمر من أمريكا لقطع الدعم عن المقاومة الأفغانية. وقد تسبب ذلك في نزوح 2.3 مليون باكستاني. (تايمز أوف إنديا). علاوةً على ذلك، شجع الغرب والهند القوميين البلوش على الاشتباك مع الجيش الباكستاني، مما أدى إلى المزيد من النازحين داخلياً من الباكستانيين.

 

اليوم، بعد هزيمته على يد طالبان والقبائل الأفغانية، يريد بايدن فتح الحدود الباكستانية لقبول المزيد من "اللاجئين الأفغان" - وكثير منهم في الواقع من المتعاونين الأمريكيين الهاربين من حركة طالبان المتقدمة. لذلك يستمر وصول اللاجئين الأفغان إلى باكستان؛ كنتيجة مباشرة لمساعدة باكستان للسياسة الأمريكية في أفغانستان.

 

يمكن لأي شخص لديه قدر ضئيل من الفطرة السليمة أن يرى أن دعم إسلام أباد لأعمال السياسة الأمريكية والتغيرات في أفغانستان قد أنتج عواقب وخيمة على باكستان في أفغانستان وكذلك في الداخل. يُنظر إلى باكستان في أفغانستان على أنها البديل الأمريكي، وفي الداخل، فإن القيادة المدنية والعسكرية الباكستانية مكروهة بسبب خضوعها للمصالح الأمريكية.

 

إنّ الحل الوحيد لمشكلة اللاجئين الأفغان والمشردين داخلياً الأفغان والباكستانيين هو أن يعمل الناس في كلا البلدين معاً لإقامة الخلافة الراشدة الثانية. وحده الإسلام يستطيع التغلب على العداء والشقاق الذي زرعه الغرب بين الأشقاء الأفغان والباكستانيين. قال الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.

 

 

 

#Afghanistan   #Afganistan

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي

آخر تعديل علىالخميس, 12 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع