الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل هناك من يكشف زيف أمريكا المحتلة ويطالب بتغيير النظام العالمي؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل هناك من يكشف زيف أمريكا المحتلة ويطالب بتغيير النظام العالمي؟!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في يوم الثلاثاء، 3 آب/أغسطس، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الأفغاني أشرف غاني، التزام أمريكا القوي والدائم تجاه أفغانستان. وأعلن بيان وزارة الخارجية أن كلا الجانبين، بالإضافة إلى إدانته لهجمات طالبان "التي نتج عنها وقوع حياة الشعب وحقوق الإنسان بمنحى خطير"، أكدا على ضرورة التعجيل بالمحادثات الأفغانية للسلام والتفاهم السياسي. كما شددا على أهمية الحل السياسي، واحترام حقوق جميع الأفغان، بمن فيهم النساء والأقليات، وحق الشعب في أن يكون قادرا على انتخاب زعيمه، والالتزام بعدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد أمريكا وحلفائها وشركائها.

 

التعليق:

 

منذ بداية الاحتلال، لم تكن حكومات أمريكا وحلفائها صادقين أبدا مع شعوبهم وشعب أفغانستان، ولو للحظة واحدة. لأنهم في الأيام الأولى من الاحتلال، تحدثوا بصوت عال عن بناء دولة ديمقراطية، وإعادة الإعمار، وحقوق المرأة، وحقوق الإنسان، في حين ذكر ترامب وبايدن صراحة أن أهداف أمريكا في أفغانستان كانت تتعارض تماما مع ما كانا يرددانه سابقا. وقال ترامب: "نحن لا نبني الدولة مرة أخرى، بل نقتل الإرهابيين". وأضاف أيضا "... أن البقاء في أفغانستان مضيعة كاملة للوقت". أما الآن، فإن بايدن يعطي الخطاب نفسه الذي يقول "لم نذهب إلى أفغانستان لبناء دولة".

 

في أعقاب المقاومة الشرسة للمجاهدين الأفغان، بدأت أمريكا في ترديد نشيد السلام في زمن الاحتلال الذي صاحبته حرب دامية وخسائر مالية وبشرية ضخمة. وبعد اتفاق الدوحة، كانوا يتحدثون عن انسحاب قواتهم، حيث إن هذه العملية على وشك الانتهاء في الوقت الراهن. وفي حين تشن قواتها الجوية غارات على طالبان يوميا، فإن المدنيين والأطفال والنساء يقعون نتيجة لذلك في العدد الكبير من الضحايا، مما يتسبب في فرار آلاف الأفغان الأبرياء من ديارهم.

 

على الجميع أن يدرك أن أمريكا كذبت على كل من شعبها وشعب أفغانستان والعالم فيما يتعلق باحتلالها لأفغانستان. عليهم أيضا إدراك أن عملية السلام هي مجرد كذبة لأن هذه لا تبدو عملية سلام، ولكنها عملية انسحاب آمن لقوات أمريكا وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان.

 

فهي الآن، من ناحية، تعلن التقدم في عملية الانسحاب خطوة بخطوة؛ بينما من ناحية أخرى، فإنها تشن ضربات جوية بشكل يومي للحفاظ على التوازن في ساحات القتال لصالح حكومتها العميلة. كما تحافظ أمريكا أيضاً على تمويل القوات الأفغانية وتجهيزها، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي، في محادثة هاتفية مع أشرف غاني، على "الالتزام القوي والمستدام لأمريكا تجاه أفغانستان"، مما وضع الأفغان في مستنقع كامل من الحرب بتكلفة كبيرة؛ من أجل الانتقام لخسائرهم وهزائمهم المخزية من خلال عدم السماح للمجموعة المنتصرة بالتحول إلى نموذج ملهم للمجموعات الأخرى من الأمة لتكون قادرة على القتال ضد المستعمرين.

 

هذا الشر الذي يحتمل أن يسود أمريكا، من ناحية، يهدف إلى نشر الإرهاب بين الأفغان، بينما من ناحية أخرى، يجعل السفارات وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان واللجنة الأفغانية لحقوق الإنسان لنشر تقارير عن أفغانستان لتصويرها كملاذ للإرهاب، مما يجعل البلاد غير مناسبة للمترجمين وأولئك الذين عملوا مع الغربيين من خلال توسيع خططها لنقلهم إلى أمريكا وأوروبا. وفي الوقت نفسه، فإن أمريكا، بالتعاون مع عملائها في باكستان وتركيا وإيران والهند والسعودية، أصابت الأفغان بشدة بالحرب الشاملة والبطالة والفقر والتشريد.

يجب على الأفراد الواعين في أمريكا والعالم أن يتساءلوا عن الذين يقفون وراء الوضع الفوضوي الحالي في أفغانستان ناهيك عن الاحتلال وأمريكا وحلفائها وعملائها؟! أليست أمريكا هي التي كثفت الوضع الراهن في أفغانستان؟!

 

كما وصف المفتش العام الأمريكي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان "سيغار" في تقرير جديد أن الحكومة الأفغانية تعاني من "أزمة وجودية". أليست أمريكا نفسها هي التي كثفت الحرب للحفاظ على الجمهورية والمكاسب التي تحققت في السنوات العشرين الماضية من خلال توقيع اتفاق الدوحة مع طالبان للانسحاب الآمن لقواتها، وفي وقت لاحق، تقديم دعم واسع النطاق للحكومة لمنع سقوطها من أجل الحفاظ على التوازن على جبهات القتال من خلال شن الغارات؟!

 

لذلك، يجب على جميع العناصر المخلصة داخل طالبان والحكومة الذين لديهم على الأقل ذرة من الإيمان في قلوبهم أن يدركوا النفاق الأمريكي، وبدلا من محاربة الأفغان وقتل المدنيين وتدمير المرافق العامة، يجب أن يتكاتفوا ضد الاحتلال وأعوانه من خلال الجهاد حتى يتم طرد آخر فرد من الاحتلال وعملائه. ولن يحدث هذا الأمر إلا إذا ركزوا على القضية الحيوية للمسلمين، الغائبة عن الساحة الدولية منذ قرن، أي إقامة الخلافة مع مسلمي المنطقة وحزب التحرير. لا تسمحوا لأمريكا وحلفائها بفرض نظام علماني بثوب إسلامي، مما يجعله يُظن أنه مخطط إسلامي على مجاهدي أفغانستان لأن هذا النظام لا يمكن أن يحل مشكلة الشعب الأفغاني المسلم وليس هو بأمر يرضي الله سبحانه وتعالى.

 

 

 

#Afghanistan        #Afganistan

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

آخر تعديل علىالأحد, 08 آب/أغسطس 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع