الحدود البحرية بين لبنان وكيان يهود

الخبر:

قال المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية دايفيد شينكر في مقابلة على تلفزيون الحرة إن حزب إيران سيجعل من الحدود البحرية مع كيان يهود منطقة نزاع جديدة مثل مزارع شبعة.

التعليق:

إنه من المعلوم أن أمريكا هي من أرادت دفع عملية المفاوضات بخصوص الحدود البحرية بين عملائها في لبنان وكيان يهود. وفي كل مرة يوقف يهود المفاوضات تعود أمريكا وتضغط عليهم للعودة إلى الطاولة.

ومؤخرا جاء المبعوت الأمريكي دايفيد هيل ليعيد مسار المفاوضات بعد أن توقفت لأشهر. وبعد زيارة هيل تم تجميد مرسوم 6433 الذي أقرته الحكومة اللبنانية والذي يضيف مساحة تقارب 1430 كيلومترا مربعا للمنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان عند حدوده الجنوبية. وقبل أسبوع من المحادثات صرح الرئيس اللبناني ميشال عون أنه لا ينبغي أن تكون هناك شروط مسبقة لإجراء محادثات مع كيان يهود بشأن النزاع الحدودي على البحر المتوسط​​، وبرر عون ذلك حيث قال إن هذا أمر أساسي لآمال لبنان في العثور على احتياطيات الغاز وسط أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وهكذا تم شطب مئات الكيلومترات من الحدود البحرية - كما تنص القوانين الدولية - وذلك لدفع عملية المفاوضات طاعةً لأمريكا. وأما زعيم حزب إيران فلقد التزم الصمت حيال هذا الأمر ورمى كامل مسؤولية ترسيم الحدود والمفاوضات مع يهود على الدولة اللبنانية.

إن الواضح من المسار التفاوضي وممارسة أمريكا ضغوطها لإنجاز ملف ترسيم الحدود هو أمران:

الأول هو إن إنجاز ملف الترسيم يفتح مجال إعادة شركات النفط والغاز لاستكمال أعمال التنقيب إذ إن المنطقة الحدودية المتنازع عليها يرجح فيها وجود آبار النفط والغاز. وهذا الاكتشاف - إن حصل - سيشكل رافعة لعملاء أمريكا ويحقق لهم استمرارية في الحكم.

أما الأمر الثاني فهو كما لمح دايفيد شينكر في مقابلته على قناة الحرة وهو أن وجود نزاع حدودي مع يهود أو حتى لاحقا آبار نفط وغاز سيشكل شرعنة "وطنية" - لا دخل لها بالقضية الفلسطينية - لبقاء حزب إيران كتنظيم مسلح "يحمي لبنان ويقوي موقفه التفاوضي" كما يسوق حزب إيران بخصوص هذا الملف.

وهكذا تكون أمريكا من خلال ملف النفط والغاز في لبنان دعّمت مواقف عملائها وأعادت شرعنة سلاح حزب إيران داخليا.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد اللطيف داعوق

نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان