الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
سد النهضة الإثيوبي: الجسّ بعد الذبح!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سد النهضة الإثيوبي: الجسّ بعد الذبح!

 

 

 

الخبر:

 

بعد فشل كل المحاولات للوصول إلى اتفاق بشأن الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي المزمع في تموز/يوليو، هدد وزير الري السوداني ياسر عباس بإحالة النزاع إلى مجلس الأمن إذا بدأت إثيوبيا ملء السد مرة أخرى دون اتفاق بين الدول الثلاث. وسرد السفير المصري لدى الولايات المتحدة في مقالة له المخاطر التي تواجه مصر والسودان فقال: "إذا تم ملء وتشغيل السد من جانب واحد فقط فسيتسبب في إلحاق أضرار اجتماعية واقتصادية وبيئية لا تحصى في مصر والسودان، وقد انتهكت إثيوبيا معاهدة عام 2015م، وقامت بعملية ملء أولي للسد ـ وتمضي حالياً إلى مرحلة ثانية كبيرة في ملء الخزان خلال هذا الصيف ورفض الدعوات إلى حل عادل" (صحيفة الشرق الأوسط، السبت 2021/05/01م، العدد (15495) "بتصرف").

 

التعليق:

 

لقد وقع رؤساء مصر والسودان في آذار/مارس 2015م اتفاقية مع إثيوبيا سميت باتفاقية إعلان المبادئ حول بناء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وكانت هذه الاتفاقية تفويضاً من حكام مصر والسودان لإثيوبيا ببناء السد دون أي التزام من جانب إثيوبيا تجاه البلدين، فخطورة هذه الاتفاقية في كونها تمثل نقضاً للاتفاقيات السابقة، وإلغاء للحقوق المكتسبة، وضوءا أخضر لإثيوبيا لبناء السد دون أي ضمانات، فقد ورد في البند (11) مبدأ "التسوية" (تقوم الدول الثلاث بتسوية منازعاتهم الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق بالتوافق من خلال المشاورات أو التفاوض وفقاً لمبدأ حسن النوايا...)، وهذا يعني أنه لا توجد آلية محددة لفض النزاع، وترك الأمر لحسن النوايا! ما يعني تفريط حكام مصر والسودان في الأمر منذ البداية، وها هم الآن يهيمون على وجوههم تارة يطلبون وساطة الاتحاد الأفريقي، الذي أثبت فشله الذريع خلال الجولات الماضية، وتارة يسعون إلى أمريكا والأمم المتحدة، والنتيجة واضحة ومحسومة أن إثيوبيا ماضية في الملء الثاني دون أي اتفاق ملزم كما حدث في الملء الأول، وما تفعله حكومتا مصر والسودان هو أشبه بالذي يقوم بجسّ الذبيحة بعد ذبحها!

 

إن الكارثة التي أوقعنا فيها حكام مصر والسودان، أنهم سكتوا عن أمان السد، وأصبح الحديث عن الملء والتشغيل، وحتى هذه لا تريد إثيوبيا أن تعطيهم ما يحفظ ماء وجوههم إن كان بها ماء أصلاً.

 

لن تحل هذه القضية بصورة حاسمة إلا بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي ستضع يدها على السد وتعمل لما فيه مصلحة الأمة لا مصلحة الأعداء.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم عثمان أبو خليل

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالإثنين, 03 أيار/مايو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع