الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إلاههم فيليب!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إلاههم فيليب!

 

 

 

الخبر:

 

شاطر سكان مجتمع قبلي في إحدى جزر المحيط الهادئ، التي تبعد آلاف الكيلومترات عن المملكة المتحدة، البريطانيين حزنهم ونعيهم للأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الذي توفي الأسبوع الماضي.

 

وعلى مدار الأسابيع القادمة، سيجتمع أهالي القبيلة بشكل دوري لإقامة شعائر وفق طقوسهم الخاصة للدوق، الذي يعتبرونه "سليلا، أو أحد تجليات، لروح قوية أو إله يعيش في أحد جبال (الجزيرة)"، وفقا لما نقله عالم الأنثروبولوجيا كيرك هافمان، الذي درس القبيلة منذ سبعينات القرن الماضي.

 

ويعيش سكان القرية حياة بسيطة في غابات تانا، تشبه إلى حد كبير حياة أسلافهم. ويشيع ارتداء الملابس التقليدية حتى الآن، ويندر استخدام الأموال والتكنولوجيا الحديثة، كأجهزة الهاتف النقال، في المجتمع المحلي.

 

ووفقا لثقافة وعقيدة السكان المحليين، التي ترجع لمئات السنين، فإنهم يعتبرون تانا هي أصل نشأة العالم، ويهدفون إلى نشر السلام، وهنا يأتي الدور المحوري للأمير فيليب.

 

ومع الوقت، اعتقد المحليون أن الأمير فيليب واحد منهم، تحقيقا لنبوءة بأن أحد أفراد القبيلة "غادر الجزيرة في صورة روحانية ليجد زوجة قوية خارجها"، على حد قول هافمان. (بي بي سي، 2021/4/13)

 

التعليق:

 

أحد التفاسير تقول إن الحركة ظهرت "كرد فعل للوجود الاستعماري، ومحاولة لنزع القوة الاستعمارية وإعادة توجيهها عن طريق إلصاقها بأنفسهم، من خلال شخص يجلس بجوار حاكم الكومنويلث ويعتبر يده اليمنى"، وفقا لمكغاري الذي يلمح أحيانا إلى التاريخ الاستعماري العنيف في فانواتو.

 

لكن خبراء يؤكدون أن هذه الحركة ترسخت في سبعينات القرن الماضي، بعد الزيارة الملكية لفانواتو (نيو هيبرايدز آنذاك)، والتي شارك خلالها الأمير فيليب في طقوس شرب الكافا. وبحسب الخبر فإن الأمير فيليب "بدا متقبلا لتقديسهم له..."، وقبل هداياهم وقرابينهم، بل إنه التقى خمسة منهم في بريطانيا عام 2007 وأجابهم عندما سألوه متى "سيعود إلى تانا؟" قائلا "عندما يصبح الجو دافئا، سأبعث رسالة".

عندما قرأت هذا الخبر دار في خلدي أمران:

 

أما الأول فهو الدور الاستعماري البريطاني وبشاعته، فنظرة "السيد والعبد" تجسدها معتقدات هذه القبيلة والتي رعاها الإنجليز وغذوها بصورتها "الإلهية" تلك. وهذا هو الوجه الحقيقي للرأسمالية وأصحابها في الغرب وهذه هي نظرتهم للشعوب والأمم، فالأمير فيليب معروف عنه "صراحته بشكل لا يراعي الحساسية الثقافية" ومع ذلك "كان شديد الدعم والحساسية" فيما يتعلق بمسألة جزيرة تانا كما يقول كاتب المقال. كيف لا وقد توج "إلها" لهم و"بدا متقبلا لتقديسهم له..."!

 

فصورة فيليب عند هذه القبيلة أنه "كان يحكم المملكة المتحدة بمساعدة الملكة، ويحاول أن ينشر السلام واحترام التقاليد في إنجلترا وغيرها من دول العالم. وحال نجاحه، يعود إلى جزيرة تانا. لكن السبب الذي منعه من العودة هو - وفقا لرأيهم - حماقة البيض وغيرتهم وجشعهم وصراعاتهم المستمرة".

 

وهذا قادني إلى الأمر الثاني، فقد تذكرت نظرة حكام المسلمين للغرب وسياساته، واستحضرت تبعيتهم وعمالتهم وخدماتهم الجليلة والمجانية لساداتهم وتقديم آيات الطاعة والولاء لهم، فقلت ما الفرق؟!

 

ثم استحضرت قول القائل "إن السعودية والولايات المتحدة قطبا هذا العالم في التأثير، ويقودان العالم والإنسانية إلى مرافئ الأمن والسلام والاستقرار والازدهار" فقلت وا عجبا!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. حسام الدين مصطفى

آخر تعديل علىالأربعاء, 14 نيسان/ابريل 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع