الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مسبار الأمل: الإمارات تصل إلى المريخ

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مسبار الأمل: الإمارات تصل إلى المريخ

 

 

 

الخبر:

 

بي بي سي عربي: سجل التاريخ يوم الثلاثاء الماضي نجاح الإمارات في أول مهمة لها إلى كوكب المريخ بعد أن نجح مسبارها الاستكشافي، مسبار الأمل، في دخول مدار الكوكب الأحمر. وبذلك تصبح الإمارات خامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وأوروبا والهند.

 

التعليق:

 

أولا: أول ما سمعت بهذا الخبر تذكرت الطرفة التالية: أن رجلا أراد الانتقال من مدينة إلى أخرى ولكنه لا يملك المال لدفع أجرة المواصلات. ففكر وجلب معه صندوقا وركب في سيارة أجرة ليذهب إلى المدينة التي يريد، وأثناء الرحلة أوحى الرجل للسائق أنه يتصل هاتفيا بصديق له يخبره أن الـ100 ألف دولار في الصندوق وأنه وضعها فيه للتمويه وأنه في طريقه إليه، وعند الوصول إلى المدينة التي يريد طلب الرجل من السائق أن يتوقف عند إحدى الدكاكين، نزل الرجل وترك الصندوق في السيارة، وما إن نزل الرجل من السيارة حتى انطلق السائق مسرعا ظنا منه أنه قد ظفر بالصندوق الذي فيه 100 ألف دولار دون أن يأخذ أجرة الطريق. الشاهد من الطرفة أن الغرب يحقق أهدافه من مسبار الأمل على نفقتنا.

 

ثانيا: أذكر أني قرأت قبل سنوات في تقرير لمؤسسة راند مقترحاً تجاه مال الخليج الكثير، وكان من الاقتراحات أن يتم صرف هذه الأموال وتبذيرها في مشاريع لا تسمن ولا تغني من جوع، ومسبار الأمل مثال على ذلك. والأدهى والأنكى والأمر أن أموال الخليج هذه تذهب إلى شركات غربية ما كان لمسبار الأمل أن يتم بدونها.

 

ثالثا: يقول الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾. فالعظمة والتقدم المدني لم يرفع عذاب الله تعالى عن قوم عاد وثمود إذ أعرضوا. فما فائدة الوصول إلى المريخ إذا أوردت نفسك وقومك إلى عذاب الله؟! إن الحكم بغير ما أنزل الله وموالاة الكفار إثم عظيم يجلب غضب الله تعالى، حيث يقول الله تعالى: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾، فبمجرد أن لا يحكم الحاكم بالحق الذي أنزل، يكون قد اتبع الهوى، ويكون قد ضل عن سبيل الله، فله عذاب شديد.

 

وأخيرا: إن هذا التلميع المقصود لدولة الإمارات يجب ألا يصرف نظرنا عن المقياس الصحيح. فالعبرة ليست في أن يكون الحاكم ناجحا في رفع مستوى اقتصاد بلده على أساس النظام الرأسمالي، ولا أن يكون إداريا ناجحا دون أن يكون للإسلام أي دور في إدارته، ولا أن يصل إلى المريخ وهو بعيد كل البعد عن شرع الله، بل العبرة بأن يحكم بما أنزل الله، وإلا فهو كما وصف رب العالمين سبحانه وتعالى من لم يحكم بما أنزل، إما أن يكون كافرا أو ظالما أو فاسقا.

 

﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

جابر أبو خاطر

آخر تعديل علىالثلاثاء, 16 شباط/فبراير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع