الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رعاية شؤون الناس واجب الدولة وليس المنظمات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

رعاية شؤون الناس واجب الدولة وليس المنظمات

 


الخبر:


جدد رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك التزام الحكومة بتسهيل عمل جميع المنظمات من أجل ضمان تقديم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين بالبلاد. جاء ذلك لدى لقائه اليوم بمكتبه برئاسة مجلس الوزراء وفد منظمة أطباء بلا حدود السويسرية برئاسة المدير العام ستيڤن كورنش، وذلك بحضور المستشار الاقتصادي لرئيس مجلس الوزراء د. آدم الحريكة.

 

التعليق:


إن المنظمات الدولية ليست منظمات مهنية ومستقلة عن المتحكمين في الموقف الدولي في العالم، بل هي منظمات مدعومة مالياً وسياسياً من الدول الرأسمالية وعلى رأسها الدول الاستعمارية، وهذه الدول تستغل المنظمة وتتحكم بقراراتها بما يخدم مصالحها الدولية، ولا غرابة في النظام الرأسمالي الذي يسود العالم ومنه السودان أن تتنصل فيه الحكومات من مسؤولياتها تجاه رعيتها وأن تسمح للمنظمات الإجرامية برعاية شؤون الناس؛ لأن النظام الرأسمالي أصلاً لا يقوم على الرعاية، ولا يكتفي بعدم الرعاية بل يضيق أشد التضييق على أهل البلد من فرض الضرائب والجمارك على السلع والتي بدورها تجعل الحياة جحيماً لا يطاق وبالأخص في السودان حيث الغلاء الفاحش؛ فهناك زيادة على السلع والخدمات شبه يومية، وقد أوجب الإسلام رعاية شؤون الناس على الحاكم وتوفير سبل العيش الكريم لهم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.


وليس هذا منة منه بل هو واجب عليه وتحاسبه الأمة إذا قصر أو توانى في ذلك، بل وحفز النبي عليه الصلاة والسلام على هذه المحاسبة ورفع المحاسب مكاناً علياً. فعَنْ أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه عنِ النَّبي ﷺ قال: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» رواه أبو داوود.


ولما علم المسلمون أن واجب الرعاية من صميم عمل الحاكم طالبوه بحقوقهم التي فرضها الله عليه؛ فها هو الأعرابي يسأل عمر: يا عمر الخير جزيت الجنة اكس بنياتي وأُمَهُنَّ، وكن لنا من الزمان جنة، أقسم بالله لتفعلن. فقال عمر: فإن لم أفعل؟ قال الأعرابي: إذاً أبا حفصٍ لأذهبنّه. قال عمر: ثم ماذا؟ قال الأعرابي: والله عن حالي لتُسألنّ يوم تكون الأعطيات مِنّة، وموقف المسؤول بينهنّ إما إلى نار وإما جنّة. فبكى عمر وقال: يا غلام أعطه قميصي هذا لذلك اليوم لا لشِعره، والله لا أملك غيره!


نعم هؤلاء هم حكام دولة الرعاية التي أسسها نبينا الكريم ﷺ قد ضربوا أروع الأمثلة على التفاني في رعاية شؤون الناس والذي بلغ بسيدنا عمر بن الخطاب أن يقول "والله لو عثرت بغلة في سواد العراق لرأيت أن الله سائلني عنها لماذا لم تسوِ لها الطريق".

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الخالق عبدون علي
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 09 شباط/فبراير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع