الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بريطانيا تسحب إعلانا اعتبرته مهينا للمرأة لأنّه صوّرها أمّا وربّة بيت!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بريطانيا تسحب إعلانا اعتبرته مهينا للمرأة لأنّه صوّرها أمّا وربّة بيت!

 


الخبر:


اضطرت الحكومة البريطانية إلى سحب إعلان إرشادي عن فيروس كورونا المستجد، بعد شكاوى من كثيرين ممن اعتبروه "مهينا للمرأة".


ويحث الإعلان السكان على البقاء في المنزل، ويظهر 4 أسر من بينها 3 لديها نساء يعتنين بالأطفال ويقمن بالأعمال المنزلية، بينما تبدو في الأخيرة امرأة مستلقية على ذراع رجل على أريكة.


وأثار الإعلان ضجة في بريطانيا، حيث رأى كثيرون أنه يقصر أعمال المنزل والاعتناء بالأطفال على النساء.


التعليق:


كثرت التعليقات المستهجنة للإعلان؛ فقالت مديرة خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا كيت جارمان متهكمة: "ما الذي تفعله المرأة فعليا أكثر من رعاية الأطفال والمنزل؟"، حسبما أفادت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية. بينما وصفت عالمة البيانات براغيا أغاروال الصورة بأنها "غير متجانسة"، وأضافت أنها "تعزز وجهة النظر القائلة إن وظيفة المرأة هي التعليم المنزلي والتنظيف ورعاية الأطفال". وقال نواب حزب العمال إن الأمر "سخيف"، واتهموا الوزراء بوجود "مشكلة في النظر إلى النساء". ودفع ذلك كله الحكومة إلى اتخاذ رد فعل سريع، حيث قال المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون إنه تم سحب الإعلان، مؤكدا أنه "لا يعكس وجهة نظر الحكومة بشأن المرأة".


فعلا غريب أمر من ثارت ثائرته من أجل تسويق إعلان يظهر المرأة أمّا وربّة بيت وهو كل يوم يشاهد تسويق صورتها كسلعة تباع وتشترى ولم يحرك ساكنا!


لا تخلو النسبة العظمى من الإعلانات في بريطانيا وغيرها من استغلال جسد المرأة ورغم ذلك لم يوضع الموضوع على الطاولة بشكل جدّي ولم يقع استهجانه من النخبة التي قامت ولم تقعد من أجل محاربة تسويق صورة المرأة كونها تعتني بأطفالها وتنظف بيتها.


ذكرت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية في وقت سابق أن نتائج البحث الذي أجراه موقع مامزنت البريطاني وشمل ألف أم عاملة حول تقسيم الأعمال المنزلية فى بيوتهن، أن المرأة تقضي في المتوسط 10 ساعات في الأعمال المنزلية، بينما يقضي الرجال 5 ساعات فقط أو أقل، كما يضطلع 5% فقط من الرجال بمسئولية تنظيف المنزل مرة في الأسبوع، مقارنة بـ71% من النساء. كما أشار الاستطلاع إلى أن المرأة هي التي تتولى في المقام الأول مسئولية حياة أطفالها، مثل رعايتهم صحيا وشراء ملابسهم وترتيب حقائبهم المدرسية وغيرها من مسئوليات. ورغم ذلك ورد في التقرير أنّ ثلثا النساء اللاتي شملهن الاستطلاع لا يرغبن في مشاركة أزواجهن في المزيد من الأعمال المنزلية، إما لأنهن مرتاحات بهذا الوضع أو لاعتقادهن بأن الرجال لا يمكنهم تنفيذ تلك المهام "بالمستوى المطلوب". انتهى التقرير


إذن حسب ما ورد في البحث المذكور غالبية النساء في بريطانيا نفسها يقمن بالأعمال المنزلية ويهتممن بأطفالهنّ حتى لو كنّ عاملات وطبيبات ومهندسات وغير ذلك لأنّ الأمر طبيعي ويتوافق مع الفطرة، بل مثلما جاء في التقرير أيضا أنّ غالبية أولئك النساء راضيات بالأمر ولا يرغبن في مشاركة أزواجهن في المزيد من الأعمال التي يقمن بها.


بناء عليه وعلى الواقع الملموس فإنّ الادعاء القائل بأنّ انشغال المرأة بشؤون بيتها وأطفالها هو انتقاص من قيمتها هو مخالف للسائد والطبيعة والمألوف، وإنّ المتتبع للأمر يجد تسويق ذلك الادعاء قد تزامن مع دعاوي إخراج المرأة للعمل إبّان الثورة الصناعية لإيجاد اليد العاملة الرخيصة واعتبار مهمّة الأمّ وربّة البيت غير مربحة اقتصاديا.


إنّ المرأة في الإسلام لتفخر كونها أمّا تربي الأجيال وهي تقوم بأعمال المنزل محتسبة الأجر ولا ترى في ذلك أي انتقاص بل ترى نفسها راعية ومسؤولة عن رعيّتها أمام ربّها، لذلك هي تنظر بازدراء لمثل تلك الدعاوي الخبيثة وتعي جيّدا منشأها ومآربها.


فيا ليت المرأة الغربية أيضا تعي على ما يحاك لها.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي – ولاية تونس

 

آخر تعديل علىالسبت, 30 كانون الثاني/يناير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع