الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تحت شعار تنشيط السياحة لدعم الاقتصاد تُنتهك الحرمات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تحت شعار تنشيط السياحة لدعم الاقتصاد تُنتهك الحرمات

 

 

 

الخبر:

 

أكد تقرير جديد لشركة جلوبال داتا لتحليل البيانات أنَّ الإنفاق الرأسمالي في قطاعي السياحة والتصنيع يُعد مفتاحاً لتعافي صناعة البناء والتشييد في السلطنة، مشيراً إلى أنَّ هذه القطاعات تُعد محركات طويلة الأجل لتنويع الإيرادات والنمو الاقتصادي للسلطنة". (الرؤية)

 

وتحت عنوان "السياحة... قطاع حر يكره القيود" نشرت جريدة الرؤية مقالة دعا فيها صاحبها إلى رفع القيود عن السياحة معتبرا أن هناك قيودا وتشددا في بعض القوانين التي تجعل من الانفتاح السياحيّ أو التسهيل انفتاحاً مشروطاً بالعديد من الإجراءات والأنظمة التي تعرقل نمو القطاع السياحي، وأضاف "وبالطبع فإنَّ الهدف الاقتصادي هو زيادة عدد السياح الذين لديهم القدرة على إضافة قيمة اقتصادية للقطاع؛ من خلال تسهيل وصولهم إلى السلطنة، وإغرائهم بالبقاء لفترات طويلة من خلال توفير أنشطة وأجواء تُناسبهم".

 

التعليق:

 

إنه أمر طبيعي في ظل هذه الأنظمة التي تطبق النظام الرأسمالي وتسير وفق إملاءات خارجية أن يخرج ثلة من المضبوعين والمنبهرين بهذا النظام الرأسمالي بدعوات لترسيخ سياسة الانفتاح الحضاري على الغرب واستيراد كل ما تنتجه حضارة الغرب الكافر من إفرازات.

 

إنهم يريدون سياحة دون شروط ولا قيود، كما يريد صندوق النقد الدولي، بحجة إنعاش الاقتصاد وزيادة الدخل وتعديل الموازنة. سياحة توفر للسياح ما يناسبهم من أجواء لممارسة العهر والفجور وانتهاك الحرمات، وتزيل كل ما يعكر مزاجهم أو يحد من حرياتهم، فأي مصلحة سوف تأتينا منها غير الخراب والدمار؟! وهل نحن فعلا بحاجة إلى السياحة والترفيه وإخضاع العباد والبلاد للسائح الأجنبي وقيمه التي تتعارض جملة وتفصيلاً مع قيم المجتمع لكي نتعافى اقتصاديا؟!

 

ألا يكفينا ما يجري في البلاد نتيجة غياب حكم الإسلام من فساد خلقي وضياع للشباب وظهور ظواهر شاذة لم تألفها بلادنا الإسلامية من قبل مثل الإلحاد وحالات الاكتئاب والانتحار في صفوف الشباب والأطفال، حتى نطالب برفد البلاد بالسياح دون انتقاء (مهما كانت انتماءاتهم وما يحملون من معتقدات وأفكار وأخلاق وضلالات...) ما داموا سيجلبون المال وينعشون الاقتصاد؟!

 

إن المفاسد التي تترتب على الانفتاح السياحي عظيمة، ونحن نعلم ونرى ما يدور في البلاد الأخرى من موبقات وانتهاك الحرمات وتفشٍّ للفواحش والمنكرات تحت ذريعة الحريات والسياحة. فها هي دبي التي تصرف في قطاع السياحة أموالاً طائلة، وفتحت الأبواب لكل ما هو غير إسلامي، حتى أصبحت تعاني من زيادة في عدد الإناث المدمنات على المخدرات نتيجة الانفتاح على الثقافة الغربية القذرة والتغير الكبير في الحياة في السنوات الأخيرة. وأصبحت رؤية أماكن بيع الخمور والنوادي الليلية من المشاهد المألوفة ناهيك عن تدفق يهود الغاصبين للقدس إليها بالآلاف بعد التطبيع العلني معهم وإقامة شعائرهم وطقوسهم الدينية في أبرز الأماكن السياحية، وها هم يعيثون فيها فسادا وسرقات في الفنادق وبغاء وتجارة للمخدرات وقد أزكمت أخلاقهم الأنوف. وليس بعيدا عنا ما جرى في مسجد ومقام النبي موسى في فلسطين المباركة من رقص وفجور وتحويله لمكان سياحي وغرف فندقية وتأجيره لشركة سياحية غربية في حرب صريحة على ثقافة الأمة ومقدساتها.

 

إن السياحة بحسب وجهة نظر النظام الرأسمالي الخبيث فوق كونها فسوقا وعصيانا فهي ليست حلا سحريا للأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد والتي هي نتيجة حتمية للتبعية العمياء للغرب وللنظام الرأسمالي العالمي الفاسد. وإن علاج مشاكلنا وأزماتنا مهما كثرت وتنوعت لا يكون على حساب ثقافة الأمّة وهويتها الإسلامية، وحتما لا يأتي من الأنظمة التابعة للغرب التي لا تقيم وزناً لمقياس الحلال والحرام. بل إن العلاج يكمن في تطبيق شرع الله الذي به وحده تسعد البشرية وتُحَلُّ مشاكلها. ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً﴾.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فاطمة بنت محمد

آخر تعديل علىالأحد, 10 كانون الثاني/يناير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع