الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لم تعثر دابة بل جاع أطفال العراق يا خليفتنا!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لم تعثر دابة بل جاع أطفال العراق يا خليفتنا!

 

 

 

الخبر:

 

في تقرير للجزيرة نت بتاريخ 11/20 تحت عنوان: "حرمان وعمالة وتعنيف.. هذا ما يواجه الطفل العراقي في يومه العالمي"، ورد أن العراق بات ضمن أخطر 10 دول لعيش الأطفال في العالم، وفق تقرير أصدرته منظمة "أنقذوا الأطفال" المعنية بحماية حقوق الأطفال.

 

التعليق:

 

يصادف العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر كل عام اليوم العالمي للطفولة. وتحث الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع الدول على إحياء هذا اليوم؛ وذلك من أجل تعزيز التفاهم وضمان رفاه الأطفال حول العالم.

 

الأمم المتحدة التي تضع الخطط التنموية للألفية لتحقيق الأمن والسلام العالميين كما تزعم، وحددت خططها لـ2030. لا تزال منذ عقود تقدم التوصيات لمعالجة مشاكل الجوع المتفاقم، والمرض المستشري دون علاج، وفقدان الأمن، والموت جوعاً، والفقر المدقع التي تنتشر انتشار النار في الهشيم بين أطفال العالم دون حل ولا حتى تخفيف من وطأة حدة هذه الكوارث بحق الطفولة.

 

أطفال العراق الذين يتحدث عنهم التقرير ويظهر فجاعة مأساتهم، حيث 90% محرومون من التعليم المبكر، ويعاني حوالي 10% من أطفال العراق من التقزم بسبب نقص الغذاء، ليسوا وحيدين. فأطفال اليمن أيضاً في اليوم العالمي للطفل يموتون جوعاً!

 

الواقع مؤلم جداً، وربما ما يساهم في عدم إحساسنا بالألم بما يوازي حجم الكارثة هو أننا غارقون في هذا الواقع منذ قرابة القرن، اعتدنا عيش الذل، لافتقادنا الحياة العزيزة الكريمة، فليس الجوع ولا الفقر هما أول أو آخر همومنا تحت الحكم الجبري. لكن عند الوقوف على هذه المأساة أتساءل كأم: كيف تمضي امرأة يومها وهي ترى فلذة كبدها يموت جوعاً؟ كيف تستطيع أم من العراق أن تهنأ بعيش وطفلها محروم من أبسط حقوقه كإنسان؟

 

يطل عبر تقرير الجزيرة مدير المرصد العراقي لحقوق الإنسان مصطفى سعدون ليخبرنا: "أن أجيال ما بعد عام 2003 عانت من وجود بيئة غير آمنة بسبب انفلات السلاح ووجود الفكر المتطرف والفوضى وغياب القانون، وهذه عوامل مركبة أدت بالمحصلة إلى وجود أجيال عراقية "مشوّهة"!

 

ويبدو أنه نسي أو يتناسى أن العراق في 2003 قد وقع تحت الاحتلال الأمريكي ولا زال حتى اليوم يعاني من تبعات هذا الاحتلال الغاشم الذي سلب أهل العراق أمنهم ومقدراتهم وعقولهم وانتهك حرماتهم وأعراضهم وقتل أبناءهم فيتّم الأطفال ورمّل النساء. فعن أي فكر متطرف يتحدث سعدون؟ أي قانون يا ترى ذاك الذي غاب معه الأمن وحقوق الأطفال؟ هل هو القانون نفسه الذي يشرعن لحفنة من الفاسدين وجودهم لامتصاص ما تبقى من خيرات في العراق تحت مسمى دولة؟ وهي ليست إلا حجر الشطرنج الذي تحركه أمريكا عن بعد في مستعمرتها الخلفية التي يبدو أنها لم تشبع من دماء أهلها بعد؟

 

الأمم المتحدة التي تتخمنا سنوياً بتقارير تضخ في الأمة الخيبة والألم وتجرعها المرارة وهي ترصد أعداد الجوعى والمحرومين الذين يعانون من ضنك المبدأ الرأسمالي الذي فرضه الغرب علينا، لا تستطيع يا للعجب أن ترصد الموازنات مثلاً ولا أن تشرعن لقوانين تحمي الشعوب من امتصاص خيراتها ولا حرمانهم من حياة كريمة. إنما للمفارقة تسن قوانين جدية وبخطا متسارعة وجهود حثيثة لشرعنة الزنا والفجور وفرض أجندتها عن النوع الجنسي والمساواة عبر أذرعها المتعددة من جمعيات نسوية ومجالس تشريعية ووسائل إعلامية ارتضت أن تبيع دينها بالدولار، بينما يُترك الأطفال الذين تشرعن لهم الفجور والخنا وتريد تربيتهم عليه تحت مسمى الحرية والتحضر ليموتوا جوعاً وجهلاً.

 

وكأن الأمم المتحدة تنتهج سياسة التجهيل لأطفال المسلمين ومنهم أهل العراق: موتوا جوعاً وجهلاً وسنفتح لكم آفاق "الحرية" وأبواب الانحلال على وسعها. وحتى نرفع عنا العتب سنخصص يوماً كل سنة للتذكير بمعاناتكم، وندعو لإعطائكم حقوقكم!

 

في هذه الأنظمة يموت الطفل في الحالتين: إما إلى القبر وإما إلى حياة باطن الأرض فيها خير من ظاهرها. تولى أمورنا شرارنا الذين نلعنهم ويلعنوننا. ورحم الله زماناً خاف فيه خليفة المسلمين وهو في المدينة المنورة أن يسائله الله عن دابة في العراق لِمَ لَمْ يسوِّ لها الطريق.

إن الخلاص لأطفال العراق والمسلمين معروف لا مجهول، وهو دولة عز وكرامة تطبق الإسلام الذي يجعل كرامة الإنسان وحماية حياته ضرورة فوق حماية دينه، ويجعل مأكله ومشربه ومسكنه حاجات فرضٌ على الدولة ضمان توفيرها لكل فرد فيها سواء أكان مسلماً أم غير مسلم. دولة تقوم على رعاية شؤون الناس بالإسلام فتحفظ لهم أموالهم وكراماتهم، وتكرس كل مواردها لرعايتهم وخدمتهم، فينفق خليفة المسلمين حتى يكنس بيت المال فلا يبقى فيه ذرة تراب يسائله رب العالمين عنها. وتجعل تعليم المسلمين فرضاً تقوم به تكليفاً لا منّة تمن به على الناس ولا تسلبهم أموالهم مقابله.

 

هذه الحياة العزيزة نعم المسلمون في ظلها قروناً، وستنعم الأمة عما قريب بها وتستظل بظلها. هذا ما وعدنا الله ورسوله. فنسأله سبحانه أن يرفع عنا وباء الأنظمة الجبرية وبلاء الحضارة الرأسمالية ويكرمنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

آخر تعديل علىالإثنين, 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع