الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مبادرة بناء الجسور: كيف يمكن الوثوق بك وهذا هو تأثير فأسك؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مبادرة بناء الجسور: كيف يمكن الوثوق بك وهذا هو تأثير فأسك؟
(مترجم)

 


الخبر:


في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2020، تم إطلاق تقرير مبادرة بناء الجسور رسمياً للجمهور في بوماس الكينية، ويأتي إطلاق التقرير بعد ما يقرب من عام على الكشف عن المسودة الأولى في المكان نفسه في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وبعد ذلك تراجع فريق فرقة العمل لجمع آراء الكينيين لإدراجها في التقرير النهائي. تتمثل خارطة الطريق لمبادرة بناء الجسور في أنه ستكون هناك لجنة تنفيذية ستكلف بتحديث التقرير وتحديد مشاريع القوانين التي يجب القيام بها أولاً من خلال التعديل الدستوري والتشريع والسياسة الإدارية. إنّ المقترحات الرئيسية من مبادرة بناء الجسور هي توسيع هيكل الحكم من خلال إنشاء مكتب رئيس الوزراء ونائبيه، ورفع أعضاء الجمعية الوطنية من 349 إلى 360، ورفع أعضاء مجلس الشيوخ من 67 الحالي إلى 94.


التعليق:


إن تقرير مبادرة بناء الجسور هو فكرة وليدة "المصافحة الذهبية" بين الرئيس أوهورو كينياتا ورئيس الوزراء السابق رايلا أودينجا. منذ صدور تقرير اللجنة التوجيهية حول المبادرة، كان هناك نقاش ساخن حول ما إذا كانت المقترحات الواردة في الوثيقة ستجعل الحياة أكثر صعوبة أو أفضل للكينيين. بصرف النظر عن ذلك، بينما يبدو أن الرئيس يحشد الكينيين لدعم المبادرة، كان نائبه ويليام روتو يجوب البلاد، برفقة أنصاره ينتقدون جدول الأعمال والحملات الانتخابية لانتخابات 2020 من خلال "الروايات الخادعة". وفي الحملة الانتخابية الأخيرة، كان كلاهما يتجولان في البلاد لبيع روايتهما "توكو باموجا" ولكن بعد عامين فقط، انتقد كل منهما الآخر مما أدى إلى استقطاب البلاد. وبالمثل، فإن رايلا أودينجا الذي كان آنذاك منافساً قوياً لأوهورو وبعد أن وضع البلاد في طريق مسدود، الآن يطلق على أوهورو أخاً. في الواقع يظهر هذا في السياسة الديمقراطية على أنه لا يوجد أعداء دائمون ولا أصدقاء دائمون بل مصالح دائمة.


أما فيما يتعلق بمقترحات توسيع نظام الحكم، فتبين بوضوح أن النفعية السياسية ستكون المستفيد الوحيد في الحكومة الكبيرة وليس الرجل العادي. والجدير بالذكر أن النواب الكينيين الحاليين يظلون من بين المشرعين الأعلى أجراً في العالم، متغلبين حتى على نظرائهم في الاقتصادات المتقدمة. بالتأكيد سيتم امتصاص دماء الرجل العادي إلى أقصى حد لإطعام الحكومة الكبيرة. هذه حالة حقيقية من سياسات المصلحة الذاتية للديمقراطية التي أصبحت أكثر الأعمال التجارية المربحة فيها هي للسياسيين. بغض النظر عن وجود حكومة كبيرة، ستظل رفاهية الناس العاديين سراباً في الديمقراطية. القصة الحقيقية لهؤلاء الذين يحتشدون وراء مبادرة بناء الجسور هي نفس قصة أولئك الذين يعارضونها، فكلاهما يناضل من أجل السلطة وليس لشيء آخر.


تسرد مبادرة بناء الجسور العديد من المشاكل، لكنها تفشل في الكشف عن المصدر الرئيسي لجميع المشاكل. إنّ التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد هو ارتباطها بنظام الرأسمالية الفاسد. لذلك لا يبدو أن أي شيء مقترح قد يغير هذا الوضع بشكل جدي. بالإضافة إلى ذلك، فإن مهندسي هذه المبادرة لن يحلّوا المشاكل لأنهم هم المخططون للمشاكل، فإن وضعهم يشبه المثل العربي الذي يقول كيف أثق بك وهذا هو تأثير فأسك؟


إنّ كينيا والعالم بأسره بحاجة إلى مبدأ عميق وهو الإسلام، له عقيدة قوية تُستنبط منها أحكام وقوانين الله خالق الإنسان والكون والحياة. وعند تأسيس الدولة، يتم تأسيس النظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي... علاوةً على ذلك، من خلال هذه العقيدة، يتم ربط الناس معاً ليكونوا أمة موحدة، كلهم عباد الله سبحانه وتعالى. هكذا صنع الإسلام لقرون في ظل الخلافة سياسيين حقيقيين أتقياء كانت لديهم إرادة سياسية حقيقية جعلتهم يحققون الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ونحن نؤمن بالتأكيد أن الخلافة قائمة قريباً بإذن الله وستقود العالم إلى سياسة حقيقية من شأنها أن تبشر بالحقّ والعدالة للعالم كله.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلّم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

 

آخر تعديل علىالجمعة, 06 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع