الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تعديل الدّستور يؤسّس لبناءٍ صمّمه الغرب ولن يغيّر ذلك من الأوضاع شيئا بل سيزيدها سوءا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تعديل الدّستور يؤسّس لبناءٍ صمّمه الغرب

ولن يغيّر ذلك من الأوضاع شيئا بل سيزيدها سوءا

 

 

 

الخبر:

 

يصوّت الجزائريّون الأحد على تعديل دستور البلاد الذي تبشّر السّلطات بأنّه يؤسّس لبناء "الجزائر الجديدة"، في ظلّ سعي الرّئيس عبد المجيد تبون إلى طيّ صفحة الحراك الشّعبيّ الدّاعي لرحيل كافة رموز النّظام. وتعتبر نسبة المشاركة في هذا الاستفتاء الرّهان الأساسيّ للسّلطة، بعد أن سجّلت الانتخابات الرّئاسيّة في 12 كانون الأوّل/ديسمبر الماضي، نسبة 39,93 بالمائة، الأدنى بالنّسبة لجميع الانتخابات الرّئاسيّة التّعدّديّة في تاريخ الجزائر. (فرانس 24، 2020/11/01م)

 

التّعليق:

 

يتكرّر سيناريو كتابة الدّستور وتنقيحه في دول الرّبيع العربيّ التي شهدت ثورات نادت فيها الشّعوب بإسقاط النّظام وكانت نتيجتها التّخلّص من حكّام أذاقوها كلّ أصناف الظّلم والقهر. خرجت إلى الشّوارع رافعة الشّعارات آملة في غد أفضل وحياة أجمل. انطلقت الشّرارة من تونس وانتشرت كاللّهب في دول أخرى عدّة كمصر وليبيا واليمن وسوريا، كما رمت بشظاياها في الجزائر التي شهدت حراكا جماهيريّا ينادي بتغيير الوجوه والتّخلّص من أزلام بوتفليقة.

 

ولم تكن الجزائر الدّولة الأولى في دعوتها إلى رحيل رموز النّظام بل سبقتها في ذلك تونس ومصر واليمن حيث نادت الشّعوب في هذه البلدان بذلك، ولكنّ الغرب - الذي يرقب الأوضاع - حرَف سير الشّعوب ليوجّه حراكها وجهةً هو يرضاها ويباركها ويصرف هذه الشّعوب المسلمة عن البحث عن الحلّ الصّحيح المنقذ لها من براثن هذه الأنظمة الظّالمة القاهرة.

 

ألبس الغرب عليها الأمور وزيّف الوقائع وزيّن أفكاره التي ينادي بها ويسعى جاهدا لنشرها فأوهم الشّعوب بالتّغيير وبالانتقال الدّيمقراطي والسّلمي للسّلطة واستعمل لذلك آلية الانتخابات المخادعة حتّى تصدّق الشّعوب شفافيّة العمل السّياسيّ ونزاهته في وضع الحكّام وتحسب أنّها قد غيّرت من أوضاعها بتغييرهم!

 

جاء الغرب بوجوه جديدة لتكمل له برامجه ومخطّطاته ويمتصّ بذلك غضب الشّعوب الثّائرة والتي اختلطت عليها الأمور وتعقّدت وحسبت أنّها حين انتخبت هذه الوجوه الجديدة قد حقّقت بذلك مكاسب وأنّ ثوراتها قد آتت أكلها. ولكن ثبت لها فيما بعد أنّ الأوضاع بقيت على حالها بل ازدادت سوءاً وأنّ ما قامت به هذه الوجوه لا يختلف عمّا كان من أسلافها.

 

سقطت الأقنعة وانكشفت الحقائق وتبيّن أنّ التّغيير لا يكون بتغيير وجوه بوجوه وإبقاء النّظام الرّأسماليّ أسّ الدّاء. واتّضح جليّا أنّ التّغيير لا يكون بانتخاب وجوه لا تحيد عمّا يرسمه لها الغرب لتنفيذ مآربه.

 

إنّ الإقبال الضّعيف على الانتخابات في الجزائر يكشف رفض الشّعب لها وأنّه على يقين بأنّها لن تغيّر من الأمور شيئا بل ستزيدها سوءا، وما حدث في تونس مثلا لهو خير دليل على أنّ الحلّ ليس برحيل رموز النّظام بل برحيل النّظام نفسه؛ باقتلاعه من جذوره التي لا تمتّ بصلة لواقع الشّعوب ولا لعقيدتها.

 

إنّ السّعي الحثيث لإتمام الانتخابات وبناء "الجزائر الجديدة" ليس سوى سعي نحو إبقاء البلاد والعباد بين براثن أنظمة الغرب الفاسدة وصرفهم عن الحلّ الصحيح المنبثق عن عقيدتهم. تلاعب وخبث لنشر أفكارهم المسمومة التي يزيّنونها ويرفعونها لتكون المقياس الوحيد للتّقدّم والرّقيّ والنّهضة وتحقيق الدّيمقراطيّة المزعومة.

 

نتوجّه لإخوتنا في الجزائر ونناديهم ونقول لهم: لا تنخدعوا بهذه الانتخابات واعتبروا بتجارب الدّول الأخرى التي لم ولن تحقّق أهداف ما قامت به من ثورات إلّا بإسقاط النّظام الرّأسماليّ واستبدال نظام ينبثق من عقيدة شعوبها به.

 

ارموا بهذه الحلول الواهية ولا تأملوا خيرا في انتخابات ستأتي بوجوه جديدة كالحة تواصل بكم المسير في ظلمات نظام رأسماليّ لن يخرجكم ممّا أنتم فيه بل سينفذ بكم إلى هاوية لا قرار لها. فلترفعوا سقف مطالبكم وطالبوا بتحكيم شرع الله فيكم وبرمي كلّ هذه القوانين التي يسنّونها من دون الله فتفلحوا وتصلحوا.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت

آخر تعديل علىالإثنين, 02 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع