الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أعلنوا رفضكم لقانون تدمير الأسرة، لا تسكتوا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أعلنوا رفضكم لقانون تدمير الأسرة، لا تسكتوا

 

 

 

الخبر:

 

نشرت وكالة فلسطين الإخبارية على صفحتها على فيسبوك وقفة احتجاجية لاتحاد الجمعيات النسوية التنموية في بيت لحم، يوم الأحد 20 الشهر الجاري. حيث قالت منظِّمة الوقفة إنها نظمت احتجاجاً على حادثة القتل التي حصلت خلال الأسبوع المنصرم وللمطالبة بتطبيق قانون حماية الأسرة.

 

التعليق:

 

أبعاد هذا الخبر متعددة، وسأحاول التعليق عليها باختصار ووضوح، والله المستعان:

 

  • الوقفة التي لم يتعدّ المشاركون فيها المئة شخص على أبعد تقدير، تُسخّر لها المنابر الإعلامية والدعم الحكومي، وتفرش لها الشوارع بالورود، رغم مطالبهم المنسلخة عن عقيدة أهل البلد، وتمويلهم الأجنبي المشبوه، ومعاداتهم لدين الله علناً. بينما الجموع الحاشدة من أهل البلد ومثقفيها ووجوه الناس فيها برجالهم ونسائهم الذين اجتمعوا للدفاع عن أعراضهم وعن أي محاولة للمساس بدينهم وقيمهم، كان الرد عليها كما رأى الجميع بالقمع واعتقال الشرفاء والمخلصين! ما يوضح توجه السلطة وحقيقة دورها الذي صار يتمثل ليس في بيع الأرض بالتنسيق مع الاحتلال أمنياً فحسب، بل بيع الأعراض بالتنسيق مع الجمعيات النسوية والممولين؛ ما يعني أنها سلطة لا يهمها سوى زيادة دخل رجالاتها على حساب أهل الأرض المباركة ودينهم وأعراضهم وأرضهم.
  • بالنسبة لجريمة القتل التي حدثت، فإن الضحايا فيها كانوا من الرجال والنساء. ولن نخوض هنا في تفاصيل ما حصل وأدى لهذه الجريمة، فما يعنينا بشكل خاص هو استغلال النسويات لهذه الحادثة كما في كل مرة للضغط والمطالبة بقانون حماية الأسرة. فالمسؤولة عن وقفة بيت لحم قالت بكل صراحة: نريد قانون حماية الأسرة لنحمي النساء من هذا العنف، ولإيقاف حالة الفلتان.

تريد حماية النساء، متجاهلة وجود اثنين من الرجال ضحايا في الحادثة، لكن النسويات اعتدن التصيد في الماء العكر، واستغلال كل جريمة للطعن في المجتمع وعقيدته والمطالبة بتنفيذ قوانين لا توافق شرع الله ولا تعالج الواقع.

 

  • جريمة القتل ما كانت لتحصل لو كان شرع الله مطبقاً. ونحن إذ نرفض سيداو ومولودها المسخ قانون حماية الأسرة، فإننا نرفضهما من منطلق شرعي بحت، فنرفض معهما كل منكر ومنه قتل الأرواح وإزهاقها، ونرفض العبث بأعراض الناس والتساهل في الاعتداء عليها بأي شكل. لكن هل تجرؤ هذه الجمعيات التي تزعم أنها تريد إنهاء حالة الفلتان وحماية النساء، هل تجرؤ على المطالبة بالقصاص الشرعي وهو قتل القاتل، وهو ما ينهي فعلاً جرائم القتل ويحمي أرواح الجميع من أي تهور؟ أم أن هذا يخالف أجندة الممولين؟
  • الإصرار العجيب وطول النفس الذي يحمله أهل الباطل، واستماتتهم في الترويج لباطلهم، أهل الحق أولى به، فالأصل أن يكون المسلمون هم أصحاب الفعل لا رد الفعل. وأولى بأهل فلسطين الأحرار الغيارى على أعراضهم أن يقودوا الدفة، ولا يملوا ولا يستكينوا ما دامت أعراضهم في خطر. لقد كرمنا الله فجعلنا في أرض رباط إلى يوم الدين، فما موقفنا يوم يسألنا الله سبحانه - وقد وقف كل منا بين يديه فرداً لا يملك إلا عمله - ماذا فعلنا لمنع تطبيق هذا القانون وغيره من اتفاقيات تحارب دين الله وتريد إشاعة الفاحشة في بلادنا؟ لقد كان سيدنا عمر يستعيذ بالله من جلد الفاجر وعجز الثقة. فلا تكونوا من العاجزين الخائرة قواهم واستعينوا بالله وقفوا موقفاً يرضيه سبحانه، لا بإنكاركم في قلوبكم فقط، بل إنكار باللسان واليد بكل وسيلة تستطيعونها. فأنتم أهل الأرض والسلطان بأيديكم أنتم ولا يملك أي أحد أن يملي عليكم قوانين لا تريدونها، وقد أثبتم في مواضيع كقانون الضمان ووقف تميم الداري، أنكم حين تتحدون على الحق فلا يستطيع أهل الباطل مواجهتكم. ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: 105]
  • لقد كان الخوف على الأبناء والأهل عذرَ الكثيرين في ما مضى، للتقاعس عن إنكار المنكر ومحاسبة الظالمين. سكتوا عن قول الحق خوفاً من البشر ونسوا أن الناس لا تملك لنا ضراً ولا نفعا. وإلى كل من تحدثه نفسه بشيء من الخوف نذكرهم بقول الله سبحانه: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً﴾. ونقول: إن أطفالكم الذين تخافون عليهم هم المستهدفون، وأهليكم الذين تسكتون عن الباطل لحمايتهم هم الذين تتجه سهام العدو إليهم قبلكم.
  •  لقد أغنانا ربنا بخير من قانون حماية الأسرة: شريعة عدل ورحمة أنزلها سبحانه لأجل "أن تقرَّ أعينُهنَّ ولا يحْزَنَّ ويرضَين بما آتيتَهنَّ كُلهُنّ"، وهو الذي قدَّرَ تفصيلةً في مسارِ قصَّةِ نبيٍّ كي تقرَّ عينُ امرأةٍ واحدةٍ ولا تحزنَ فردَّ مُوسى الرضيعَ إلى أمِّه.
  • وإلى من ينادي بهذا القانون الدمار من أبناء المسلمين وفي نيته حماية النساء مما تتعرض له بعضهن من أذى وظلم لا يرضاه لها رب العالمين ولا يقره شرعه، نقول لهم: لماذا لا تنادون بشرعة الله، التي جاءت رحمة للعالمين وتَدَعوا عنكم كل ما سواها؟!

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "ولما كان القرآن أحسن الكلام، نُهوا عن اتباع ما سواه‏، قال تعالى‏:‏ ‏﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾". وروى النسائي وغيره عن النبي ﷺ أنه رأى بيد عمر بن الخطاب شيئا من التوراة، فقال‏:‏ ‏«أَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، أَلَمْ آتِ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً؟ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيّاً ثُمَّ اتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي لَضَلَلْتُمْ» فهل أنتم في شك من إنصاف دين الله للنساء، ورعايته للأسرة كلها، كي تطلبوا قوانين من عدو لن يرضى عنكم حتى تتبعوا ملته؟! أذكركم بقول ربنا سبحانه: ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ فما جوابكم؟ وما قولكم يوم تلقون رسول الله فيعاتبكم لم تركتم ما جئتكم به واتبعتم ما جاءكم به عدوي وعدوكم؟ وما جوابكم يوم تقفون فرادى بين يدي الله فيسألكم ألم يتم نعمته عليكم ويرضَى لكم الإسلام ديناً، فكيف ارتضيتم بتشريع من غيره تحتكمون إليه لحماية نسائكم وأبنائكم؟!!

 

  • وختاماً أوجه حديثي لهذه الجمعيات ومن خلفها: إن الله سبحانه قد جعل في هذا الكون سنناً لا تتغير، وتدافُع الحق والباطل أهم سنة من سنن الكون. وإننا نعلم أن الله ناصر دينه لا محالة وأن الحق ظاهر ولو كره الكافرون ممن يمولون لكم مشاريعكم ويملون عليكم مواقفكم. هذا عندنا يقين لا شك فيه، وهذا يجعلنا نقف مواقف قوية لرفض كل منكر، وقانون حماية الأسرة الذي تريدونه، بإذن الله لن يمر، فنحن قوم نعمل لله، وعيوننا ترنو لجنّة عرضها السماوات والأرض، لا لأجل الدولار ورضا قوم لا يعلم الواحد منهم من أبوه!! فعودوا لأمتكم قبل أن يفوتكم القطار، وتستعيد الأمة سلطانها وتدوس كل من عاداها بأقدامها فتلفظه في مزابل التاريخ.

﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 32-33]

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

آخر تعديل علىالأربعاء, 23 أيلول/سبتمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع