الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
«الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

«الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

 


الخبر:


وقعت الإمارات والبحرين اتفاقين للتطبيع مع كيان يهود، في مراسم ترأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحديقة البيت الأبيض، الثلاثاء.


وبعد ساعات من حفل التوقيع، أصدر البيت الأبيض ثلاثة نصوص تتضمن إعلان اتفاقات إبراهام بين تل أبيب وأبو ظبي والمنامة، واتفاقية التطبيع الثنائية بين الإمارات وكيان يهود، ويتألف من أربع صفحات، وملحق من 3 صفحات، ونسخة من اتفاقية البحرين مع اليهود.


وارتكزت الاتفاقات على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، والتعاون المشترك في عدة مجالات مع اليهود، غير أنها لم تذكر أن كيان يهود ملزم بوقف ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو حتى تأجيلها. (القدس العربي)

 

التعليق:


التطبيع كما هو متعارف عليه دولياً (إعادة علاقات طرفين معيّنين إلى وضعهما الطبيعي الذي كانا عليه قبل أن يطرأ هذا الموقف الصراعي بينهما)، وهذا المفهوم يعني إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين طرفين طرأ بينهما موقف غير طبيعي، أي موقف صراعي سواء بلغ حده الأعلى بإعلان الحرب أو حده الأدنى في حدود الصراعات العادية.


والجدير بالذكر هنا أن التطبيع ورفع المقاطعة الاقتصادية والسياسية هو حلم قديم ليهود وقناعة عميقة في عقول قادة الحركة الصهيونية منذ إنشاء دولتهم في فلسطين المحتلة، مع إلقاء موضوع الانسحاب وراء ظهورهم، واستمرارهم في تقطيع أوصال الضفة الغربية وقطاع غزة وغيرها من المناطق المحتلة وجعلها كانتونات منفصلة معزولة عن بعضها لا حول لها ولا قوة، يدخلونها كيف يشاؤون ومتى يشاؤون، يقتلون ويعتقلون ويفجرون ويهدمون ويجرفون المزروعات، وفي الوقت نفسه يرون التطبيع أمراً مهماً لهم!!


يسعى يهود من خلال هذا السلام المزعوم والاتفاقات المعقودة مع الدول العربية المجاورة إلى تثبيت هذا الكيان وجني الثمار الاقتصادية من اقتحامه للأسواق العربية المستهلكة والواسعة، إذ يتضمن ذلك حرية التبادل السلعي ومنح تراخيص استيراد وتصدير، والموافقة على شهادات منشأ للسلع المستوردة والسماح بإقامة المراكز التجارية المتبادلة والاشتراك في المعارض ودخول السلع لهذه المعارض إضافة إلى أنه يحق لشركات هذا الكيان الغاصب نشر الإعلانات التجارية في وسائل الإعلام، وعمل المناطق التجارية الحرة. ومنح رجال الأعمال اليهود تأشيرات دخول وخروج ورخص سكن وعمل دون عوائق، والمشاركة في المناقصات المطروحة... هذا بالإضافة إلى السيطرة على المواد الخام الموجودة بغزارة في البلاد الإسلامية.


إن هذا التطبيع وباختصار يقتضي الاعتراف المتبادل وإقامة علاقات سياسية ودبلوماسية وتجارية وثقافية واتصالات وسياحة وغير ذلك من المجالات، وهذه الأمور تعني بالمفهوم الشرعي إقرار يهود على اغتصاب أرض المسلمين والتنازل عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بالإضافة إلى موالاة أشد الناس عداوة لله وللمؤمنين وإظهار المودة لهم، وهذه من الجرائم الكبرى في الإسلام وخيانة لله ولرسوله والمؤمنين، فيهود هم كما وصفهم الله تعالى ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا...﴾ [المائدة: ٨٢].


ومما هو أكثر إيلاماً، وأكبر مُصاباً، وأعظم وقعاً، ما يُرى من ركون واطمئنان بعض المسلمين في البلاد الإسلامية للحكام، أولياء الكفار، رغم انكشاف زيفهم، وتكشيرهم عن أنيابهم الغائرة في جراح الأمة، خاصةً ما برز في مسألة هذه الاجتماعات واللقاءات التشاورية، والمفاوضات مع أعداء الأمة التي لا تفضي إلا إلى التنازل والذل وبيع أراضي المسلمين، وذلك كله تحت حجج ومُسَمَّيات يطلقها لهم علماء السلاطين من مثل المصلحة الوطنية، والواقعية وتوحيد الصف، وأهمية العلاقات الخارجية للدول!! وهم متغافلون عن خطاب الله في القرآن الكريم ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾ وقوله تعالى أيضا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [الممتحنة: ١].

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع