الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بعد 19 عاما... طالبان إلى أين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعد 19 عاما... طالبان إلى أين؟

 

 

 

الخبر:

 

بدأت أول محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان في قطر، بعد أشهر من التأخير. ووصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الاجتماع بأنه "تاريخي" أثناء توجهه إلى الدوحة لحضور مراسم بدء المحادثات.

 

وكان من المقرر أن تبدأ هذه المحادثات بعد اتفاق أمني بين الولايات المتحدة وطالبان في شباط/فبراير الماضي. لكن الخلافات حول عملية تبادل الأسرى المثيرة للجدل أوقفت المرحلة التالية، وهو الأمر الذي أسهم فيه أيضا استمرار أعمال العنف في أفغانستان، حيث ظل مأزق الحرب المتواصلة لنحو أربعة عقود قائما من دون حل.

 

التعليق:

 

تزامنت مغادرة وفد من كبار المسؤولين الأفغان متوجها إلى الدوحة مع يوم هجمات 11 أيلول 2001 والذي قامت على إثره أمريكا باحتلال أفغانستان والإطاحة بحكم طالبان، وما ترتب على ذلك من سيل دماء لم يتوقف حتى اليوم في ذلك البلد المكلوم.

 

وقدر معهد واطسون بجامعة براون في تقرير له قبل عام تقريبا عدد القتلى بأكثر من 43 ألف مدني و64 ألفا من أفراد الأمن الأفغان و42 ألفا من المقاتلين من طالبان وغيرها، غير أن الأرقام الحقيقية لن تعرف أبدا.

 

وقد أعلن التحالف الدولي الذي قادته أمريكا لاحتلال أفغانستان عن انتهاء مهمته القتالية في عام 2014 مع أن الضربات الجوية والقتل استمرا حتى اليوم. وقد بلغ إجمالي ما أعلن عنه من قتلى للتحالف حتى تلك المرحلة 3500 قتيل منهم 2400 جندي أمريكي.

 

ميدانيا استطاعت حركة طالبان كسب الأرض وفرض وجودها في مساحات شاسعة، وهذا فشل عسكري أمريكي ولا شك جعلها لا تجد سبيلا أمامها إلا جرّ حركة طالبان إلى المفاوضات كخيار وحيد للخروج من الحرب الأفغانية دون أن تظهر عليها الهزيمة. بل أصبح هذا الخيار هو استراتيجية أمريكية جعلها تهيئ مناخا مناسبا بطريقتها الخبيثة لجر طالبان لفخ المفاوضات.

 

كان يجب على حركة طالبان أن لا تتنازل لأمريكا وللنظام التابع لها وألا تنخرط في هذه اللعبة القذرة، بل تستمر في ضغطها على الأرض لتضطر أمريكا للخروج ذليلة مكسورة، خاصة وأن هذه تُعَدّ أطول حرب لأمريكا وأزماتها الداخلية المتلاحقة ستجبرها على الخروج في نهاية المطاف.

 

لا يتوقع أن تخرج المفاوضات الحالية بنتائج سريعة ولكن من المؤكد أن قيادة طالبان قد أسقطت نفسها في مستنقع كانت في غنى عنه، وما ستجلبه المفاوضات لن يخدم في النهاية إلا أهداف أمريكا وخططها في المنطقة... فهل من جرعة وعي على أحابيل الغرب الكافر؟

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. حسام الدين مصطفى

آخر تعديل علىالإثنين, 14 أيلول/سبتمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع