الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
السيسي يهدم بيوت المصريين جباية وليس رعاية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السيسي يهدم بيوت المصريين جباية وليس رعاية

 

 

 

الخبر:

 

رسالة واضحة حملتها احتجاجات الأهالي بمحافظة الإسكندرية، والتي أجبرت قوات الشرطة على التراجع وعدم هدم منازلهم، والمثير أن الرسالة تبدو واضحة للطرفين، سواء الشعب أو السلطة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

تداول رواد مواقع التواصل على نطاق واسع مقاطع مصورة لأهالي منطقة المنشية في الإسكندرية وهم يتصدون لقوات الأمن التي حاولت هدم بعض المنازل في إطار الحملة الموسعة التي تقوم بها السلطات لهدم المنازل بدعوى مخالفتها وعدم قيام أصحابها بالتصالح مع الدولة عبر دفع غرامات مالية كبيرة، وهي الحملة التي أثارت غضبا شعبيا واسعا.

 

وقال نشطاء إن رسالة الإسكندرية واضحة وهي أن الشعب المصري إذا كسر حاجز الخوف فلن تستطيع السلطات الأمنية قهره، مستدلين بما حدث قبلها بيوم في منطقة الخانكة بمحافظة القليوبية، حيث تصدى الأهالي أيضا لقوات الشرطة وأجبروها على التراجع.

 

التعليق:

 

جاء السيسي للحكم ولم يجد شيئا يسرقه إلا الأراضي التي يقيم عليها الناس، فقد استولي جمال عبد الناصر على المجوهرات والذهب الذي تركه الملك فاروق والإقطاعيون وكذلك استولى على أملاكهم، وعندما جاء السادات للحكم فتح البلاد على مصراعيها للمستثمرين، ولما جاء حسني مبارك إلى الحكم وجد الأصول التي استولى عليها جمال عبد الناصر بحجة التأميم كالمصانع والشركات والمتاجر فباعها.

 

فلما جاء السيسي للحكم لم يجد شيئا من المال ليبيعه، فباع مصر نفسها وبدأ ببيع تيران وصنافير، جزيرتين في البحر الأحمر للسعودية، ثم باع 49% من قناة السويس للإمارات، ثم فرط في مياه النيل بالسكوت عن سد النهضة الذي بنته إثيوبيا والذي من نتائجه خفض حصة مصر من النيل بحيث لا تكفي للسنوات القادمة، كما باع السيسي حقول الغاز في البحر المتوسط لكيان يهود وقبرص، وباع آثار مصر...

 

وأخيرا بنى شققا سكنية بأيدي العسكر وفرض على الناس السكن فيها، رغم بُعدها عن أماكن العمل والخدمات الصحية والتعليمية التي يحصلون عليها بأسعار منخفضة، وترك بيوتهم التي يستأجرونها بأسعار مخفضة، كما فرضوا على ملاك البيوت مغادرتها دون تعويض، وبين عشية وضحاها يجد المالك نفسه كالمستأجر في شقة صغيرة لا تتسع لعائلته، وعليه أن يدفع ثمنها، وإذا أراد أن يبقى في بيته فعليه أن يدفع ثمنه للدولة تحت قانون المصالحة، الذي يدعو الناس إلى دفع مبالغ مالية كبيرة لترخيص بيوتهم، فإذا دفع ما عليه من مبالغ بقي بيته ومن لم يدفع هدم بيته، كما احتج السيسي على جريمته بأن البيوت تقع في عشوائيات تشكل خطرا على قاطنيها، وإذا تحدث الإعلام الرسمي عرض صور العشوائيات التي تنفر المشاهد من السكن فيها، وإذا بحثت عن البيوت التي تقوم الدولة بهدمها تجدها عمارات مرتبة دفع فيها المصريون كافة مدخراتهم التي جمعوها من غربتهم، والأراضي التي تهدم بيوتها يستولي عليها السيسي.

 

لقد ذهب السيسي إلى مدى بعيد عن مجرد الجباية، إنه يقود عصابة تقوم بالفساد في الأرض، لا يصح السكوت عنه، بل لا بد من مواجهته والتصدي بقوة لمنع هدم البيوت، قال رسول الله ﷺ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» والأرض التي يقيم عليها أصبحت ملكه فقد بنى عليها أمام سمع وبصر المسؤولين الحكوميين قبل سنوات كثيرة وقد ورثها سكانها من الآباء والأجداد، فلا يصح بعد ذلك أن تجرد منهم وتباع لغيرهم بحجة أنها أملاك عامة، أين كانت الدولة عنهم وهم يبنونها؟! ولماذا لم تمنعهم منذ زمن؟!

 

ومن ناحية أخرى إذا أرادت الدولة أن ترعى شؤون رعاياها وتبعدهم عن الخطر والعشوائية، فلتهدم العشوائيات وتبنيها من جديد وتعيدها لملاكها، لا أن تستولي على بيوتهم ثم تجبرهم على استئجار بيوت بعيدة عن مصالحهم وأماكن عملهم! ولكنها اللصوصية التي تتسم بها دول الذل والعار التي تتعامل مع شعوبها تعامل العدو اللدود.

 

خرج المتضررون للتظاهر والتعبير عن غضبهم، ولكن يجب على الجميع أن يخرج تضامنا معهم، حتى لا يجد المرء نفسه في ميدان الصراع ضد الدولة وحيدا في مصيبة أخرى تخترعها له.

 

وعلى الغاضبين أن لا يكتفوا بالغضب لبيوت أزيلت وأراض نهبت ولكن ليكن غضبهم لتغيير نظام اللصوص والجباية إلى نظام رعاية يعمل على توفير السكن لرعيته ويحافظ على الأموال الخاصة حفاظه على أموال الملكية العامة.

 

أسأل الله أن يرفع الغمة عن هذه الأمة وأن يريها الحق ويوفقها للسير فيه. اللهم آمين

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نجاح السباتين – ولاية الأردن

آخر تعديل علىالسبت, 12 أيلول/سبتمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع