الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أسباب الفساد في لبنان وعلاجه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أسباب الفساد في لبنان وعلاجه

 

 

 

الخبر:

 

استقالة الحكومة، وانهيار الاقتصاد، وتدهور العملة، والبطالة، والحراك الثوري...

 

التعليق:

 

إن المشاكل والأزمات في محافظة جبل لبنان بدأت منذ أواخر الخلافة العثمانية حين ضعفت وتدخلت الدول الغربية في شؤونها فحرضت الطوائف والمذاهب ضد بعضها وضد الخلافة وكسبت ولاء بعضها، وزادت حين فصلت فرنسا لبنان عن أصله بلاد الشام والخلافة العثمانية والأمة الإسلامية وجعلته كيانا مستقلا مع افتقاده لمقومات الدولة الناجحة... وإن أسباب الفساد في لبنان تتلخص بما يأتي:

 

أولا: فساد النظام الرأسمالي المطبق في لبنان منذ إعلان فرنسا عن قيام دولة لبنان الكبير عام 1920م ثم إنشاء دستور لها سنة 1926م مستمد من الدستور الفرنسي القائم على النظام الرأسمالي، وهذا النظام أثبت فشله في حل مشاكل الإنسان والنهوض به إلى مستوى يليق بالكرامة الإنسانية، والذي يجعل الإنسان عبدا للمادة، وما الربا ونتائجه الكارثية إلا واحد من أسس ذلك النظام الوضعي الفاشل.

 

ثانيا: الطائفية، فحين قررت فرنسا إنشاء دولة لبنان الكبير بحدوده الحالية كان يقطنه 18 طائفة، وقد سلمته لفئات من غير المسلمين وحرمت الأكثرية من مناصب قيادية معينة بل وكرست تقسيما سياسيا طائفيا زاد من الخلاف بين أهله ووصل حد التقاتل المتقطع والتوتر الدائم والجهوزية للانفجار في أية لحظة لأتفه الأسباب، فكل طائفة تعادي غيرها وكل مذهب متربص بغيره، وكل منهم يستقوي بدولة خارجية ويحتمي بها من خصومه؛ فغير المسلمين يستقوون بالغرب، بينما المسلمون يستقوون بالشرق، فالموارنة تبع لفرنسا والكاثوليك لإيطاليا والروم لروسيا، والسنة للسعودية والشيعة لإيران...

 

ثالثا: فساد الطبقة السياسية، من المعلوم أن الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان منذ إعلانه هي من أفسد الناس وأحقرهم، ومع مرور عشرات السنين على وجود دولة لبنان فقد احترفوا اللصوصية والفساد، وكلما كشفهم الناس أشعلوا الخلاف الطائفي والمذهبي واحتموا بطائفتهم وصوروا الأمر لأتباعهم أن الآخرين يستهدفون طائفتهم أو مذهبهم فينسى الناس فسادهم ويختصمون فيما بينهم.

 

رابعا: المماطلة الأمريكية في لبنان: إن الأسباب الثلاثة الأولى موجودة منذ نشأة دولة لبنان، ولكن الأمر المستجد الذي فاقم الأمور أكثر من ذي قبل هو أن أمريكا الدولة الأولى في العالم والتي تتحكم حاليا بكثير من السياسة العالمية، ولما أرادت أمريكا إعادة توزيع الأدوار في المنطقة وخاصة الدور الإيراني الذي ساعد أمريكا في احتلالها للعراق وأفغانستان وتثبيت نظام بشار سوريا، وترى الإدارة الأمريكية أنها استنفدت الكثير من دور إيران في المرحلة الحالية، جددت إدارة ترامب الضغط عليها لإخضاعها فيما يتعلق بإعادة توقيع اتفاق نووي، وفق شروط جديدة، تخدم أمريكا وتحيد أوروبا، ولا شك أن لبنان سيتأثر بهذا الضغط، مع وجود وبروز نفوذ حزب إيران الكبير وتأثيره على السلطة في لبنان، فنرى الإدارة الأمريكية تماطل في ترتيب الوضع اللبناني، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والإنسانية فنزل الناس إلى الساحات وثاروا بوجه الطبقة السياسية وغالبيتهم حمّل حزب إيران المسؤولية.

 

العلاج: يجب إعادة لبنان إلى أصله جزءا من الأمة الإسلامية وحكمه بشرع الله الذي يحرم الربا ويقطع يد السارق ويحاسب الطبقة الفاسدة ويحرم العمالة للدول الغربية ويجعل ولاء الناس لله ورسوله... وإن ذلك لكائن بإذن الله عما قريب، حين تتوحد بلاد المسلمين تحت ظل الوعد القادم؛ الخلافة على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ د. محمد إبراهيم

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 25 آب/أغسطس 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع