الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
البحر الأبيض المتوسط أثمن من أن يضحى به لأجل مكسب سياسي (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

البحر الأبيض المتوسط أثمن من أن يضحى به لأجل مكسب سياسي

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أدلى الرئيس أردوغان تصريحات بشأن جدول الأعمال خلال مأدبة طعام مع منظمة ريزي الإقليمية التابعة لحزب العدالة والتنمية. وفيما يتعلق بالتوتر في شرق البحر الأبيض المتوسط، قال "ستواصل أوروك ريس أنشطتها حتى 23 آب/أغسطس. ولن ندع أي هجوم يذهب دون رد". (سبوتنيك تركيا، 2020/08/15)

 

التعليق:

 

على الرغم من عدم وجود وصف في أدبيات المسلمين الذي يفصل البحر الأبيض المتوسط شرقاً وغرباً، إلا أنه من الواضح أن الغربيين يقومون بوصف سياسي هنا بدلاً من الوصف الجغرافي، كما يفعلون في كل مجال. وعندما نلقي نظرة على صراع السلطة في وقت متأخر على البحر الأبيض المتوسط، نشهد أن الكفار يعيثون في البر فسادا في هذا المجال. إن الدول التي تقوم بخطة لشرق البحر الأبيض المتوسط، ليس لديها حتى ساحل هنا. والحالة كذلك، فإن أمريكا وإنجلترا وروسيا وفرنسا الذين يأتون من على بعد آلاف الأميال يحاولون تقسيم شرق البحر الأبيض المتوسط. وخاصة بعد التسعينات، زادت احتياطيات الهيدروكربونات الهائلة التي تم اكتشافها في شرق البحر الأبيض المتوسط، مما حفز الاهتمام بهذه المنطقة أكثر من قبل بكثير.

 

لقد تصرف حكام عشرات الدول، التي أنشئت بعد إلغاء الخلافة العثمانية، وكأنهم منظمون للغربيين، وما زالوا يفعلون ذلك. والحقيقة أن دولاً مثل تركيا وليبيا ومصر لديها سواحل طويلة على البحر الأبيض المتوسط ولكن تأثيرها محدود جداً وهذا يعد تفسيراً لهذا الوضع. وفي الواقع إن الصراع على السلطة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ناتج عن سياسة أمريكا وأوروبا وروسيا في امتلاك احتياطيات الهيدروكربون، وضمان السيطرة على خطوط نقل الطاقة والممرات المائية والسيطرة على المنطقة من خلال الوجود العسكري. في الحقيقة إنهم يهاجمون مواردنا مع شركات الطاقة مثل الكلاب الجائعة التي تشم رائحة الدم، هو صراع للحصول على اليد العليا اقتصاديا. ومن المؤكد أنه لولا قوى الهيمنة والمتعاونين الغادرين والمحليين لما حققوها. وكان هؤلاء العملاء قد قدموا نفط الأمة ومناجمها للكفار من قبل.

 

وينبغي ألا ننسى أن الأزمات التي شهدتها تركيا مؤخرا مع اليونان في البحر الأبيض المتوسط، هي نتيجة لمعاهدة لوزان. هذا هو الحال، حتى إننا لم نتمكن من إعطاء اليونانيين، الذين هم خدم اليونان، جوابا قويا حتى اليوم، ناهيك عن وضع اليونان مكانها. وبعد أن وقعت تركيا اتفاقية المنطقة الاقتصادية الخالصة مع ليبيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وقعت اليونان أيضاً اتفاقية مماثلة مع مصر في الأيام السابقة. وهذا الوضع يعني أن المناطق الاقتصادية الخالصة في تركيا واليونان تصطدم حتماً مع بعضها بعضا. إن حقيقة أن تركيا أبلغت عن أنها أرسلت سفينتها السيزمية إلى المناطق التي تعتبرها جرفا قاريا وأنها ستجري أبحاثاً حتى 23 آب/أغسطس، هي خطوة بسيطة لا يوجد فيها أي ردع. حتى الآن، قامت اليونان بتسليح عشرات الجزر المجاورة لنا. وهي تطالب بالأماكن المجاورة لحدود تركيا الإقليمية وتضايقها. إن حقيقة أن أردوغان لا يزال يقول إنهم سيقدمون الإجابة اللازمة، هي أبعد من أن تكون جدية.

 

لقد دفن أجدادنا الجيش الصليبي في مياه البحر الأبيض المتوسط في معركة بروزة البحرية، وغزوا غرب أفريقيا. وبهذه الطريقة، كان البحر الأبيض المتوسط الكبير يتحول إلى بحيرة للمسلمين. ومن ناحية أخرى، أصبح حكام اليوم، للأسف لعبة الدول الفاسدة التي تكاد تسجنهم داخل حدودها الإقليمية. وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من امتلاكهم لعشرات الموارد التابعة للأمة، إلا أنهم يتوقعون الحل من الدول التي هي مصدر المشكلة ومنظمات قطاع الطرق مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. فلا شرق البحر الأبيض المتوسط ولا منطقة أخرى منه أثمن من استخدامها لخدمة المصالح السياسية. كما أن ضمان السلامة الإقليمية للجغرافيا الإسلامية أمر لا بد منه. وبالمثل، فإن رفض وجود آخر على البحر الأبيض المتوسط لغير المسلمين هو أيضاً أمر لا بد منه. وهو أمر إلزامي لسلامة الأمة وكذلك لحماية مواردها وثرواتها.

 

وبطبيعة الحال، فإن هذا ملك للحكام الذين لا يملكون في قلوبهم سوى خشية الله، والذين يأخذون أوامر الله كقاعدة في عهدهم وينفذون أحكام الشريعة في كل مجال من مجالات الحياة. إن الحكومات والحكام الذين لديهم ولاء لأمريكا، والذين يعتمدون على الغرب ويلتزمون بروسيا، هم على بعد سنوات ضوئية من هذه الإرادة. إن اليوم الذي يحكم فيه الرجال المخلصون بشرع الله، ستصبح فيه الحياة ضيقة على الكفار الصليبيين في البحار كما حدث من قبل على اليابسة. وبإذن الله، إما أن يبتعدوا عن جغرافية الأمة أو سيدفنون في الأرض أو حتى تحت الماء.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالسبت, 22 آب/أغسطس 2020

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 24 آب/أغسطس 2020م 11:38 تعليق

    خائن دجال حسبنا الله فيه وفي كل الخونة
    اللهم خلافه راشدة تلم شعث المسلمين وترد لهم السيادة والريادة

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع