الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحكام وخراب البلاد الإسلامية... طرابلس نموذجاً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحكام وخراب البلاد الإسلامية... طرابلس نموذجاً

 

 

 

الخبر:

 

رصدت رويترز 2020/7/31م حالة مدينة طرابلس اللبنانية، فقالت: في شوارع طرابلس ثاني أكبر مدينة في لبنان، لا يوجد ما يشير إلى احتفالات أو مظاهر عيد الأضحى هذا العام... فلا زينة ولا أضواء متلألئة، ولا توجد كهرباء على أي حال.

 

ولكن مع انهيار الاقتصاد اللبناني الذي ترك كثيرين يعانون الجوع والعوز، ونقص الوقود الذي يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي يوميا، ليس هناك الكثير من مظاهر الاحتفال بالعيد، فالأسعار المرتفعة تعني أن قلة فقط هم من يمكنهم تحمل تكاليف طقوس العيد المعتادة.

 

التعليق:

 

نعم، مدينة طرابلس اللبنانية تصلح نموذجاً على الخراب الذي حل ببلاد المسلمين؛ فمنذ هدم الخلافة العثمانية سنة 1924م أمسكت عصابة من عملاء الغرب بزمام أمور المسلمين، وأخذت تخرب البلاد والعباد بناءً على أوامر سادتها في الغرب، وصارت هذه العصابة تتوارث الحكم بما تملكه من أدوات القوة التي جعلها الغرب بين أيديها، حتى وصلت حالة المسلمين إلى الحالة اللبنانية؛ دولة تدفع 50% من إيراداتها ربا للبنوك الدولية! أي أنها تجر كل ما ينتجه أهل لبنان ويدفعونه على شكل ضرائب لصالح كبار الرأسماليين الدوليين المتحكمين بسياسات دولهم، وتبقي قلة من تلك الأموال نهباً لهؤلاء الحكام، أبناء العصابة.

 

وظلت الأمور تتردى أكثر فأكثر، حتى وصلت إلى أن الدولة ليست بقادرة على توفير الكهرباء للناس، وهي من أساسيات الحياة، ولو تحدثت إلى أفراد هذه العصابة المجرمة لأطالوا الحديث عن النمو الاقتصادي والرفاهية حتى يخيل إليك من وقاحتهم أنك تعيش في جنة نعيم! ولا فرق بين هذه البلدان، فلبنان والعراق لا تتمكن فيهما حكوماتهم من توفير الكهرباء على مدار عشرات السنين، رغم الإمكانيات النفطية الهائلة لبلد كالعراق، وإذا قرر الأعداء (أسيادهم) تحقيق نصر على حسابهم كقتل أمريكا لقاسم سليماني فليس أمام حكوماتهم كإيران إلا العويل والبكاء من شدة الحزن، ولعلهم يبكون مصيرهم كيف يخدمون فيُهانون، ويتعاونون فتسكب أمريكا وأوروبا فوق رؤوسهم الجحيم عندما يحقق ذلك مصلحتها.

 

إن الذي يجب الإقرار به فوراً هو أن هذه الأنظمة، العصابة المجرمة قد بلغت منتهاها، فدمرت الاقتصاد وخربت البلاد، وأن البلاد في تراجع من قاع إلى قاع دون أن تعرف مع هذه العصابة أي طريق للخلاص، وإذا سألتهم عن هذا الخراب قالوا: نحن لسنا مسؤولين عن خراب عشرات السنين قبلنا، وهم جزء وريث من هذه العصابة، لذلك وجب الرحيل، وحانت ساعة الخلاص، ولا مجال للانتظار، وإن أي انتظار هو النزول إلى قاع آخر لم نكن نتصور أنه قاع. فمن كان يتصور أن إثيوبيا ستستأسد على مصر وتحرمها من مياه النيل، وقادة مصر غارقون في قسمة المساعدات الأمريكية للعسكر التي تبني ذلاً وهواناً لدى القيادات بحيث لا يرى من قيادتهم إلا النياشين، بل ويرى جبروتهم على شعوبهم؟! وقد كان لنا في بشار الشام عبرة، فهو أسد على شعبه وذليل مهان مع كيان يهود، وكذلك إيران التي تتلقى الضربة تلو الضربة، يصفعها كيان يهود وما هي برادّةٍ يدَ لامس!! هكذا هي الأنظمة.

 

وأما الأمة فإن حيوية الإسلام قد انبعثت فيها، وكسرت حواجز الخوف، ولم يعد أمامها إلا أن تهب هبةً لله أولاً، ثم في الاتجاه الصحيح، فكم من الأصوات نادت بتحسين الاقتصاد، فجاءهم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمزيد من السموم، وليس أمام العصابة الحاكمة إلا هذه المؤسسات الدولية التي لا تبقي ولا تذر، لذلك فإن الهبة يجب أن تكون في الاتجاه الصحيح، في اتجاه هدم الحكم بالكامل وإزاحة هذه العصابة إزاحة تامةً لا التفاف فيها، وهذا لا يكون إلا إذا كانت هدماً للنظام العلماني القائم الذي بنته العصابة وأورث الأمة هذه الحالة من شدة التردي، ثم وفوراً إقامة حكم الإسلام، خلافة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال التميمي

آخر تعديل علىالثلاثاء, 04 آب/أغسطس 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع