الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بعد آيا صوفيا، المطالبة بإعادة الخلافة في تركيا: أهي مصطنعة أم حقيقية؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعد آيا صوفيا، المطالبة بإعادة الخلافة في تركيا: أهي مصطنعة أم حقيقية؟

 

 

 

الخبر:

 

قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين في لقاء تلفزيوني يوم 2020/7/28م عن النقاش الجاري حول نظام الحكم وإعادة الخلافة ولعن مصطفى كمال ورفض جمهوريته وعلمانيته: "إن استئناف الجدل حول نظام الحكم هي أجندة مصطنعة، لا توجد مثل هذه الأجندة في تركيا. إن أسس ومبادئ الجمهورية التركية موضحة في الدستور، وهدفنا نقل تركيا في ذكرى مئويتها الأولى 2023م إلى المكانة التي تستحقها من خلال تحقيق دولة القانون الاجتماعي والاستقلال التام المستند على الإرادة الديمقراطية للشعب في إطار مبادئ العلمانية. وأما الجدل حول الخلافة والسلطنة ما هي إلا نقاشات مصطنعة. فبعد أن عشنا لحظات سعيدة بافتتاح آيا صوفيا، فمن جهة تبدأ إطالة اللسان على (أتاتورك) ومن جهة أخرى تبدأ الدعوات إلى الخلافة، كل ذلك يلقي بظلاله على هذا النجاح "افتتاح آيا صوفيا". إن آيا صوفيا رمز يجمعنا، لقد أنجز عمل خير، لا نقبل النقاش حول (أتاتورك)، فيجب أن لا ينظر أن هناك عملا مقصودا ضده. إن نقاش موضوع الخلافة ليس في محله، وهو نقاش لا لزوم له، ولا توجد أرضية للنقاش العلمي والديني والسياسي حوله. (أتاتورك) مؤسس الجمهورية التركية، لا نقبل بأي شكل من الأشكال اللعن. إن الحكومة ترفض بشكل قاطع أي تهجم على شخص مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال. وإن الرئيس أردوغان وأعضاء حكومته لن يقبلوا أبدا اللعن أو التهجم على أي أحد في أي وقت من الأوقات سواء في خطبة الجمعة بمسجد آيا صوفيا أو في أي مكان".

 

التعليق:

 

لقد جاشت مشاعر رئيس الشؤون الدينية فقال في خطبته يوم الجمعة 2020/7/24م في أول صلاة جمعة تقام في مسجد آيا صوفيا منذ أن أغلق كمسجد: "إن السلطان محمد الفاتح جعل هذا المكان وقفا للعبادة كمسجد إلى يوم القيامة، ومن ينتهك حرمة هذا الوقف فعليه اللعنة". فأثار ذلك حفيظة الكماليين على معبودهم. وكتبت مجلة الحياة الحقيقية يوم 2020/7/27م على غلافها: "لنستجمع من أجل الخلافة: فإذا لم يكن اليوم فمتى؟ فإذا لم تكن أنت فمن يكن؟" وهي تنشر مقالات حول الخلافة ذكرت في إحداها أن "مسألة الخلافة تطلع أمامنا كمسألة جادة اعتبارا من الربع الأخير من القرن التاسع عشر، إذ تآمرت عليها القوى الغربية وخاصة إنجلترا التي كانت تريد تمزيق العالم الإسلامي بما يخدم مصالحها الاستعمارية". وتعرضت المجلة لتآمرات الإنجليز واستخدامهم لشريف مكة الحسين بن علي وكيف اشتراه جيمس زوهراب الذي عين قنصلا لإنجلترا في جدة عام 1879م وهو أرمني من إيران ترعرع على الأراضي العثمانية فأتقن التركية وأصبح صديقه وأغراه بالعمل لحساب الإنجليز حتى يدعموه ليكون ملكا على البلاد العربية. وكذلك استخدامهم لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده بدعوتهم تحويل الخلافة إلى العرب! ودعم الإنجليز لجمعية "تركيا الفتاة" وكانوا يريدون منها إسقاط الخلافة وليس إسقاط الخليفة عبد الحميد الثاني فقط. وختمت المجلة بقولها: "مقام الخلافة وآيا صوفيا.. لنفكر معا كشعب حول الموضوع. فما تقولون؟"

 

علما أن مجلة التغيير الجذري التي يصدرها حزب التحرير في تركيا وصفحاته العديدة على الإنترنت بجانب عمله الدؤوب واتصالاته ومهرجاناته ومسيراته ومؤتمراته وندواته وكتبه ونشراته وكافة أعماله المباركة التي يقوم بها شبابه المباركون تركز على موضوع الخلافة، فكل ذلك له أثر كبير في إيجاد الرأي العام للخلافة.

 

 نعم لقد تآمر الغرب وعلى رأسهم الإنجليز على الخلافة مع حفنة خونة من العرب والترك، وتمكنوا من هدمها على يد عميلهم مصطفى كمال. وقد كشف حزب التحرير في كتاب "كيف هدمت الخلافة" الذي أصدره باسم أميره السابق عبد القديم زلوم رحمه الله كل تلك الحقائق، وكان الكتاب يوزع باستمرار في تركيا منذ الستينات من القرن الماضي، فأصبح الناس يدركون هذه الحقيقة. وإني أذكر في بداية الثمانينات من القرن الماضي؛ إذ قال لي أحد العساكر: "إن (أتاتورك) كان في نظري كالإله في السماء، وكلما قرأت في كتاب "كيف هدمت الخلافة" صفحة يسقط من عيني حتى سقط إلى أسفل نقطة في عمق الأرض، فلم أكن أعلم أنه خائن لهذه الدرجة". هذا مثال من الأمثلة الكثيرة التي لا يتسع المقال لذكرها.

 

قلنا في مقالة في جريدة الراية الغراء في العدد 296 الصادر يوم 2020/7/22م: "وجاء المجرم مصطفى كمال لعنه الله ليهدم أعرق وأعظم دولة في التاريخ دولة الخلافة يوم 1924/3/3م وبدأ يهدم الشريعة وكل شعيرة للإسلام ويبطش بالمسلمين ويعمل على حرفهم عن دينهم بشتى الوسائل ونشر كل رذيلة وفساد، فبلغ به أن أغلق مسجد آيا صوفيا عام 1930م بذريعة إجراء إصلاحات. وفي يوم 1934/11/24م أصدر قرارا باسم حكومته بتحويله إلى متحف، حيث افتتح يوم 1935/2/1م".

 

وقلنا في المقالة نفسها: "وهكذا لم ينس المسلمون أثرا من أمجادهم حتى يستعيدوه. وعليهم أن يطالبوا بإبطال قرار إلغاء الخلافة وإعادة إقامتها من جديد لأنه قرار باطل لم يحز على أغلبية المجلس، بل على عدد قليل من شذاذ الآفاق، والمطالبة بإلغاء دساتير الكفر والقوانين والقرارات الجائرة التي أصدرها مصطفى كمال ومن جاء من بعده".

 

وها هي بوادر ذلك وردود الفعل الإيجابية تظهر، بل هي من ثمرات حزب التحرير اليانعة الذي يعمل بلا كلل ولا ملل منذ تأسيسه عام 1953م على نطاق العالم ومنه تركيا التي يزداد تجاوب شعبها وتفاعله مع دعوته كل يوم أكثر من الذي سبقه، ولولا التعتيم على هذا الحزب والملاحقة الأمنية المشددة على شبابه والزج بالكثير منهم في السجون منذ الستينات من القرن الماضي، وهي مستمرة حتى اليوم، بجانب الافتراءات والأكاذيب وحملات التضليل ضده وضد الخلافة وتشويهها، لكانت سرعة تجاوب أهل تركيا المسلمين وتفاعلهم أسرع.

 

وتحاول رئاسة الجمهورية التركية يائسة أن تجدف عكس تيار الحق المتصاعد، تحاول أن تتصدى لمطالب الشعب المسلم الأصيل بإعادة الخلافة، وتدافع عن مصطفى كمال الذي يلعنه الناس في الخفاء، وتصر على ضلالة العلمانية، ولولا قانون (حماية أتاتورك) الذي يعاقب عليه المرء بالسجن حتى 6 سنوات إذا أطال لسانه عليه! لقام الناس يلعنونه جهارا نهارا ويرجمون قبره كما يرجم إبليس، ونقول للرئيس ولطاقم حكومته وللناطقين باسمه إن قطار الخلافة قد قطع محطات كثيرة وهو في طريقه إلى المحطة الرئيسية ليحط فيها فتعلن الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بإذن الله، وعندها تجيش مشاعر المسلمين عندما يصلون أول صلاة جمعة وراء خليفتهم بعدما حرموا منها منذ نحو قرن من الزمان ﴿وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

آخر تعديل علىالسبت, 01 آب/أغسطس 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع