الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
المتحدث باسم حزب أردوغان يرفض دعوات إعلان الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المتحدث باسم حزب أردوغان يرفض دعوات إعلان الخلافة

 


الخبر:


استنكر المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمرو شاليك حالة الجدل التي انطلقت عقب افتتاح مسجد آيا صوفيا بشأن الدعوات لإعلان الخلافة. وجاءت تصريحات شاليك بعد أن نشرت مجلة "غيرشيك حياة" (الحياة الحقيقية) على غلافها عبارات تدعو لإحياء الخلافة الإسلامية مجددا. وأوضح شاليك أن تركيا دولة قانون ديمقراطية وعلمانية واجتماعية، مفيدا أنه من الخطأ افتعال استقطاب سياسي بشأن النظام السياسي لتركيا. وذكر شاليك "أن الجمهورية التركية هي المظلة المشتركة لجميع الأتراك بسماتها وخصائصها القائمة حاليا"، وقال: "فجمهوريتنا هي قرة أعيننا بجميع سماتها"، "الجدل والاستقطاب القائم منذ أمس على مواقع التواصل فيما يخص النظام السياسي لتركيا أمر ليس مطروحا وليس مدرجا ضمن أجندة البلاد"، ثم قال "أدعو بالرحمة لقائد حرب الاستقلال ومؤسس الجمهورية وأول رؤسائها مصطفى كمال وجميع قادة حرب الاستقلال...".

 

التعليق:


إن تصريحات المتحدث باسم حزب أردوغان ليست غريبة على كل من يعرف حقيقة حزب العدالة والتنمية التركي، فهو حزب علماني حتى النخاع، كما يقولون، وإن رأس النظام التركي أردوغان لا ينكر ذلك البتة، بل هو يصرح ويفخر أنه يحكم بالعلمانية، وأن العلمانية في نظره هي أن تقف الدولة على مسافة واحدة من الجميع، ومع ذلك تجد البعض ينخدعون به ويظنون به خيرا وهم يسمعونه يتلو شيئا من كتاب الله أو يدعو إلى الالتزام بسنة النبي ﷺ كما ظهر في أحد الفيديوهات، مع أنه هو أول من يرفض الالتزام بسنة النبي، إذ إن النبي كان يطبق ما يوحى إليه من ربه من أحكام، أما أردوغان فيطبق شرائع الكفر، ويرونه وهو يفتتح مسجد آيا صوفيا فينخدعون به، مع أن ما يقوم به من أعمال صالحة في نظر البعض لا يتناقض مع علمانيته، فالعلمانية لا تمنع فتح المساجد، ولا تمنع الناس من أداء الصلوات وصيام رمضان وقراءة القرآن، ولكنها تمنع وبكل شدة أن يكون للقرآن والمساجد أي تاثير على الحياة والدولة والمجتمع، عندئذ تكشر العلمانية عن أنيابها ويظهر وجهها الحقيقي.


أما بالنسبة للدعوة التي وجهها البعض إلى أردوغان وحزبه تدعو إلى إعلان الخلافة فهذا أمر غير متوقع البتة من حزب عريق في علمانيته كحزب أردوغان، فأردوغان وأفراد حزبه يؤمنون بالعلمانية ويطبقونها على مائة مليون مسلم، فكيف والحال هذا سيقوم أردوغان بإعلان الخلافة التي من أهم الأسس التي تقوم عليها هي أن السيادة للشرع، أي أن الحكم لله، وأن الإسلام بأنظمته المختلفة من حكم واقتصاد واجتماع وغيرها هي التي ستطبق في المجتمع، فكيف يتفق هذا مع علمانية أردوغان التي تدعو إلى قطع الصلة بالدين في الحياة والدولة والمجتمع؟! فهذا تناقض كبير جدا...


أما الذين يبررون لأردوغان ويقولون إنه يتدرج شيئا فشيئا للوصول إلى الحكم بالإسلام في النهاية لأنه لا يستطيع الآن تطبيق الإسلام دفعة واحدة، فما جاء في الخبر أعلاه على لسان المتحدث باسم حزب العدالة التنمية من رفض للخلافة هو خير رد على هؤلاء المبررين، فأردوغان لم يُنقل عنه لا تصريحا ولا تلميحا أنه يريد تطبيق الإسلام لا دفعة واحدة ولا بالتدرج، ولذلك فإن الكلام عن تدرج أردوغان إنما هو من قبيل أضغاث الأحلام ليس إلا، وأما القول بأنه غير قادر على تطبيق الإسلام الآن فهو قول لا أساس له من الصحة، فلماذا يقدر على تطبيق العلمانية، ودون تدرج، التي يكفر بها الملايين من مسلمي تركيا بينما لا يقدر على تطبيق الإسلام الذي هو دين الأغلبية الساحقة في تركيا؟! إن أردوغان نفسه يرد على هذه الفرية فيقول خلال ترؤسه اجتماعا للحكومة يوم الاثنين الموافق 2020/07/27: "تركيا باتت دولة تتمتع بالقوة، وذات بنية تحتية متطورة في كافة المجالات وتمتلك الإرادة فيما يتعلق باستخدام حقوقها السيادية وتدرك مدى قوتها وحجم إمكاناتها" (عربي 21)، نعم ونحن نقول إن تركيا دولة قوية ولكن قوتها لم تستخدم في صالح الإسلام والمسلمين، فقسم كبير من قوتها ضمن قوات حلف الناتو الصليبي، وقسم كبير منها أيضا يزج به أردوغان في صراعات دولية كالذي يجري في ليبيا، وقسم آخر يشارك في تثبيت نيرون الشام بشار الأسد، وطالما تمتلك تركيا كل هذه القوة العسكرية فما الذي يمنع أردوغان من تطبيق الإسلام ودفعة واحدة؟!


ثم كيف لأردوغان أن يعلنها خلافة إسلامية وهو في كل مناسبة يثني خيرا على هادم دولة الخلافة العثمانية مصطفى كمال ويترحم عليه ويتعهد بأن يسير على نهجه ويزور قبره ويصفه بالغازي؟!


إن الخلافة الثانية على منهاج النبوة قائمة قريبا بإذن الله، وهي نصر من الله كبير، وهذا النصر لا يتنزل على من يوالون أعداء الله، إن نصر الله لا يتنزل إلا على المؤمنين الصابرين العاملين بإخلاص الموالين لله ورسوله والمقتفين لخطا النبي ﷺ الذين باعوا أنفسهم لله طمعا في رضوانه وجنانه، فاللهم أنزل عليهم نصرك وأيدهم بمدد من عندك.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام

 

آخر تعديل علىالأحد, 02 آب/أغسطس 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع