الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
خداع الشعب بحجة اتفاقية إسطنبول إفرازات لعاب الرأسمالية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خداع الشعب بحجة اتفاقية إسطنبول إفرازات لعاب الرأسمالية

 

 

 

الخبر:

 

حول اتفاقية إسطنبول أدلى رئيس الجمهورية أردوغان في اجتماع له برؤساء المقاطعات لحزب العدالة والتنمية بتصريحات مهمة جدا قائلا: "اعملوا وقوموا بالمراجعة وألغوها إذا أراد الشعب". (أخبار، 2020/7/3م)

 

التعليق:

 

ها هو الحديث عن اتفاقية إسطنبول يعود مجدداً بعد التصريحات التي أدلى بها كلٌ من رئيس الجمهورية أردوغان وعضو حزب العدالة والتنمية نعمان قورطولوش. تُرى ما هي اتفاقية إسطنبول؟ إن اتفاقية إسطنبول هي اتفاقية مجلس أوروبا بشأن منع ومكافحة العنف ضد المرأة والعنف المنزلي.

 

إن قيام الصحف الموالية للسلطة، مثل صحيفة صباح ويني شفق ويني عقد، بمعارضة الاتفاقية أمرٌ يدعو للسخرية، فالاتفاقية دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2011، بالإضافة إلى ذلك فإن الذي وقع عليها هو السلطة نفسها. إن الغرض من معارضة هذه الاتفاقية ليس الاتفاقية نفسها وإنما الاتحاد الأوروبي، خصوصا بعد أن كثر الحديث عن قيام الاتحاد الأوروبي بتنفيذ حصار على تركيا بسبب موضوع ليبيا واستثناء تركيا من قائمة الدول التي سُمح لها بمزاولة السياحة، والملاسنة الكلامية بين تركيا وفرنسا.

 

وبعبارة أخرى فإن إلغاء اتفاقية إسطنبول لا يعني وضع أحكام الأحوال الشخصية في الإسلام محلها. إذاً ماذا سيحل محلها؟ لا شك سيكون اتفاقية سيداو أي اتفاقية الأمم المتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وحقوق الإنسان وتمكين المرأة. باختصار؛ فإن السلطة وبسبب تعارض المصالح بينها وبين أوروبا فإنها ستلغي قوانين أوروبا الكفرية لتضع محلها قوانين الأمم المتحدة الكفرية والتي هي أداة من أدوات أمريكا!

 

هذا هو البعد السياسي للمسألة، أما البعد الثقافي فإن اتفاقية سيداو هي من أحد إفرازات لعاب المبدأ الرأسمالي الخرقة والفاسدة والمنحطة. فما لم يتم القضاء على الرأسمالية والديمقراطية اللتين تشكلان أساساً لهذه الإفرازات، أو بعبارة أخرى ما دام السعي وراء لعاب اللاما - وهي من فصائل الإبل - مستمرا فإن السير في هذه الحلقة المفرغة لن ينتهي، فستذهب اتفاقية إسطنبول وستأتي اتفاقية سيداو، أو ستذهب اتفاقية سيداو وسيحل محلها اتفاقية أخرى... أما عن خدعة أردوغان بقوله: "ألغوها إذا أراد الشعب"، فمنذ متى يقوم أردوغان بتنفيذ ما يريده الشعب؟! نسأل أردوغان: ألم ينتخب الشعبُ أردوغان لأنه قرأ القرآن ورفع شعارات إسلامية؟ فهذا يعني أن الناس تريد الإسلام، فهل جاء أردوغان بالإسلام وطبقه؟ وأين؟! ذلك أن مسألة تطبيق الإسلام أبعد من أردوغان، فهي مسألة أمريكا. إن أمريكا وأردوغان لا يريدان للإسلام أن يصل إلى السلطة لأنهما يعلمان أنه بوصول الإسلام للسلطة فإن مصالحهما في تركيا وفي العالم ستنتهي. فإذا كانت أمريكا لا تريد فإن أردوغان أيضا لا يريد. والأمر لا يعدو عن كونه مجرد شعار لتخدير الناس ودغدغة مشاعرهم فقط. إذ إن القاصي والداني يعلم أنه كان يمرر في مجلس البرلمان قوانين رغما عن الناس.

 

أما عن تصريحات أردوغان بقوله: "ألغوها إذا أراد الشعب" فإنها مجرد رسالة مفادها أنه رجل الشعب الذي ينفذ رغباته وطلباته وليس رجل سيدته أمريكا! خصوصا أنه وبحسب استطلاعات الرأي العام فإنه يقوم بمثل هذه الأعمال كلما انخفضت شعبيته وتحول إلى رجل القصر بدلا من رجل الشعب.

 

إذا لم يعد المسلمون إلى أحكام الأحوال الشخصية في الإسلام على وجه الخصوص وإلى أحكام الإسلام على وجه العموم، ولم يقيموا دولة الخلافة التي هي طريقة ذلك، فإنهم سيظلون متخبطين بين اتفاقية إسطنبول واتفاقية سيداو وغيرهما من الاتفاقيات الكفرية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أرجان تكين باش

آخر تعديل علىالثلاثاء, 07 تموز/يوليو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع