الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا تحترق والرأسمالية تنهار

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا تحترق والرأسمالية تنهار

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أعلن الرئيس الأمريكي ترامب أنه نشر الآلاف من الأفراد العسكريين وقوات الأمن المدججين بالسلاح لمكافحة العنف في البلاد. وأعلن حظر تجوال لمدة يومين في العاصمة الأمريكية واشنطن بعد تصاعد الاحتجاجات حول مقتل الشرطة للأمريكي الأفريقي جورج فلويد. وأعلن تيم والز حاكم ولاية مينيسوتا أن جنازة جورج فلويد ستقام يوم الخميس. وذكر ترامب أنه سيتم تفعيل القوات وقوات الحرس الوطني في جميع أنحاء البلاد بسبب الاحتجاجات المتزايدة والعنف. (جريدة مليات)

 

التعليق:

 

تحارب أمريكا موجة من الاحتجاجات التي لم تشهدها في تاريخها، الفوضى تعم في كل مكان. الشوارع تحترق وهناك لقطات نهب من جميع أنحاء البلاد. وبطريقة لم تستخدمها أمريكا، نزلت القوات إلى المدن وبدأت في التدخل.

 

في الواقع، الشعب الأمريكي معتاد بشكل خاص على الهجمات العنصرية وعنف الشرطة ضد السود. وقد وقعت حوادث كثيرة في البلد مماثلة لحادث جورج فلويد، ولكن أيا منها لم يتسبب في مثل هذه الاحتجاجات الضخمة. فلماذا كان رد فعل الشعب الأمريكي عنيفاً جداً على حادثة فلويد؟

 

مما لا شك فيه أن الناس يوحدهم الدين أو العرق أو الأيديولوجية. الرابطة الوحيدة التي تربط الناس الذين يعيشون في أمريكا ببعضهم وبالدولة هي المصلحة، التي تقدمها الأيديولوجية الرأسمالية. والمواطنة الأمريكية هي صفقة تمت على هذه المصلحة.

 

ومع تفشي فيروس كورونا في أمريكا، أصبح الجانب المعسر للرأسمالية قد انتشر مرة أخرى. ولم يتمكن مئات الآلاف من الأشخاص من الاستفادة من الخدمات الصحية لأنهم لا يملكون المال. أن تكون عاطلاً عن العمل في أمريكا يعني أنك محكوم عليك بالعيش في الشارع. وبهذه الطريقة، رأى الأمريكيون أن النظام الرأسمالي لا يجعل لهم أي وزن. بل على العكس من ذلك، فقد رأوا أنهم يُلقى بهم كمنتج لا قيمة له. وبينما تم نشر الفيديو الذي يتم فيه خنق فلويد بدم بارد من رجل شرير يمثل الدولة على وسائل التواصل، رأى الأمريكيون الذين حكم عليهم بظروف عمل ثقيلة وضحوا في المرة الأولى، رأوا صورتهم الخاصة في فلويد. فلويد لم يكن الوحيد الذي خنق وشعر الملايين من الأمريكيين بأنهم يتعرضون للخنق، وقتلوا مع فلويد، والباقي معروف. حيث تم خرق اتفاقية الجنسية. وأعقبت الاحتجاجات عمليات نهب، وكادت مراكز التسوق أن تنهب.

 

صرخت شابة قادت المتظاهرين أمام الكاميرات: لا تتحدثوا إلينا عن النهب، أنتم هم اللصوص! أمريكا نهبت السود، أمريكا نهبت الأمريكيين الأصليين، لذا النهب هو ما تفعلونه، هذا ما تعلمناه منكم.

 

وقد تسببت مشاهد الاحتجاج والنهب من كل مدينة تقريبا بالتشكيك في الهيمنة الأمريكية على العالم. فكيف يمكن لدولة غير قادرة على السيطرة على بلدها أن تمسك زمام أمور العالم كله؟ كيف يمكن لحكام المسلمين أن يقبلوا أن يكونوا عبيداً لدولة لا تستطيع حتى أن تجعل نفسها تستمع إلى شعبها؟

 

مما لا شك فيه أن الإجابة على هذا السؤال مغطاة في خيانة حكام المسلمين. هؤلاء الحكام الذين لا يدركون القوة الممكنة لشعوبهم، والذين يشعرون بالأمان عندما يتكئون على الغرب، وعلى أمريكا تحديدا، هم حكام منقطعون عن الأمة الإسلامية ولا يعكسون شخصية الأمة الإسلامية. لأن الأمة الإسلامية لا تربط السلطة بالتفوق العددي أو التفوق الاقتصادي. ولو كان الأمر كذلك، لما كانوا في موانئ الإمبراطورية العثمانية، التي كانت واحدة من القوى العظمى في فترة إنشائها بعد بضع سنوات من قيام دولة الخلافة، والتي كانت أكثر تفوقاً من الناحيتين العددية والاقتصادية.

 

والواقع أن الرأسمالية تهتز باستمرار. بل إنها تنزف مع مرور الوقت. فالمجتمعات تبتعد عنها، لأن زمن انقراضها قد اقترب. وحاليا الإنسانية بين خيارين: فإما أن تجدد الرأسمالية نفسها من خلال تقديم تنازلات بشأن قيمها الأساسية، أو أن نظاماً آخر سيحل محلها.

 

وعندما نعتبر أن العقلية الرأسمالية هي عقلية جشعة، يمكننا أن نرى أن الخيار الأول مستحيلاً. ولا يبدو من الممكن أن تتطور الرأسمالية وتتحول إلى نظام بين هذين النظامين، لذا فإن الخيار الوحيد هو نظام جديد.

 

وبما أنه لا يوجد مبدأ غير المبادئ الثلاثة، وبما أن نهاية الرأسمالية قد حانت، وجربت الاشتراكية وتخلي عنها، لم يبق سوى الإسلام ونظام الإسلام. وهو فعلا بالضبط ما تحتاجه البشرية.

 

إن النظام الاقتصادي الوحيد الذي لا يشجع ولا يقمع طموح الحصول على الممتلكات في الطبيعة البشرية، أي التوازنات بين الاثنين، ويركز على التوزيع العادل للثروة، وليس على ازدواجية الثروة، هو النظام الاقتصادي للإسلام.

 

الباب الوحيد الذي يمكن للبشرية، التي تسعى إلى السلام والسعادة، أن تطرقه هو الإسلام. هذه حقيقة لا يمكن دحضها. إنها مسألة وقت فقط.

والوقت يسير سريعا بطريقة لا يمكن لأحد السيطرة عليها، والوقت يقترب...

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سليمان أورغلو

آخر تعديل علىالإثنين, 08 حزيران/يونيو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع