الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
من أفطر رمضان في رؤية ابن سلمان فهو آمن فمن يأمنه مكر الله وعذابه؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

من أفطر رمضان في رؤية ابن سلمان فهو آمن
فمن يأمنه مكر الله وعذابه؟!

 


الخبر:


جاء في القرار الذي أصدره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وصدر تعميمه في كافة أقسام الشرطة والجهات المعنيّة في المحافظات بالنص بعدم المساس بأي شخص يفطر في رمضان جهرا أو سرا احتراما لحقوق الإنسان ونظرا للقيم الإنسانية والأخلاقية بناء على مشروع رؤية المملكة 2030 للتقدم والازدهار نحو الأفضل.


التعليق:


يبدو أنّ مفهوم التقدم والازدهار في رؤية ابن سلمان لا يتعلّق بمفهوم النهضة العلمية والصناعية والتكنولوجية أو ازدهار المؤسسات التعليمية والصحيّة أو تنمية البلاد اقتصاديا ودفعها نحو مصافّ البلاد (المتقدّمة)، فرغم ما تمتلكه المملكة السعودية الغنية بالنفط من احتياطيات من النقد الأجنبي تتجاوز 500 مليار دولار، وهي الأضخم في المنطقة العربية، وتعد أكبر مصدر للنفط في العالم، إلا أنها الأكثر فقراً على مستوى دول الخليج، إذ بلغت نسبته فيها نحو 25%، بحسب إحصاءات غير رسمية، في حين بلغت نسبة البطالة بين السعوديين 12.8% وفقاً لبيانات حكومية فيما تخفي الدولة الإحصاءات الحقيقية والتي تعتبر صادمة مقارنة بحجم الثروة التي تمتلكها.


إلّا أن التقدّم والازدهار في نظر ابن سلمان يتمثّل في الاستعلاء على الأحكام الشرعية ونبذ كلّ ما يتعلّق بالإسلام فكرا وتشريعا، ومحاربته وصدّه، فمن رفع الولاية عن المرأة إلى الديسكو "الحلال" إلى مجون الهيئة العامة للترفيه بالسعودية إلى اعتقال العلماء وإعدام الكثيرين منهم،... كلّ هذه المواقف يعتبرها ابن سلمان خطوات حثيثة نحو التقدم والازدهار يتباهى بها أمام سيّده الأمريكي حتى يرضى عنه. وهذا ديدن حكام العرب عموما، إذ يُقدّمون التنازلات عن الأحكام الشرعيّة باعتبارها مكاسب نحو النجاح والتقدم والازدهار. ولعلّ تأكيد ابن سلمان لعدم المساس بأي شخص مفطر احتراما لحقوق الإنسان كما أشار في قراره فيه دلالة صريحة على اتهامه بأنّ الإسلام لا يحترم حقوق الإنسان والحريات الفردية بفرضه للعقوبات الشرعيّة على كلّ من يفطر بغير عذر فمن أفطر متعمدا في رمضان، وهو مستحل لذلك فقد كفر فيستتاب، فإن تاب وإلا قتل ومن جهر بالفطر عزّره الإمام (الحاكم)، وعاقبه العقوبة التي تردعه وأمثاله عن هذا الفعل العظيم.


إنّ تقنين رفع العقوبة عن المفطرين جهرا في رمضان هو في حقيقته استفزاز صارخ لشعور أهل السعودية، ففي ظاهره حماية لمن أفطر وفي باطنه حثّ على المجاهرة بالمعصية تحت غطاء القانون، وفي هذا تطاول جريء على الأحكام الشرعية وتعدٍّ على مشاعر أهل السعودية ورفع في حالة الاحتقان والظلم بين الناس. وهل نحن نتحدّث عن مجتمع بأقليّة مسلمة حتى يحتاج لمثل هذه القرارات أم أننا نتحدث عن مجتمع مسلم محافظ يُحبّ دينه متمسّك بثوابته ويُحارَب من حكومته في السرّ والعلن لأجل هذا الدين؟؟


فقرار عدم المساس بالمفطرين جهرا هو فتح مجال لمزيد من القرارات المستفزة والمتطاولة على الدين وأحكامه ودعم لموضة الإلحاد في السعودية وعلم أبيض ترفعه المملكة لتُبيّن للغرب أنها تحمي الحريات الفردية وليس كما يُروّج لها بأنّ سجلّها أسود في مجال حقوق الإنسان والتهمة الأكبر أنها تطبّق الشريعة الإسلامية!


قد لا يدري هذا الغرّ الجاهل ابن سلمان أن الانفجار بات قريبا وأنّ ملكه تصدّع ورؤيته لن تؤتي أكلها مهما استعلى وتكبّر، فقد تستغني عنه أمريكا وتسلّمه لجلّاديه وتأتي بغيره كما جاءت به، وقد ينقلب السحر على السحرة جميعا فتستعيد الأمة سلطانها وتستأنف حياتها بالإسلام بإقامة دولة الحقّ والعزّ، الخلافة الراشدة على نهج النبوة تطوي بإذن الله هذا الملك الجبري شرقا وغربا، وتقيم حدود الله وتقطع دابر المعتدين.

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري

 

آخر تعديل علىالجمعة, 15 أيار/مايو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع