الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
التشاكس بين المكونين العسكري والمدني في حكومة السودان الانتقالية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

التشاكس بين المكونين العسكري والمدني في حكومة السودان الانتقالية

 

 

 

الخبر:

 

أعلن عضو مجلس السيادة، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، عضو وفد الحكومة المفاوض، التزامهم بما يتم التوافق عليه مع الجبهة الثورية بشأن تعيين الولاة، والمجلس التشريعي، وقطع بأنه لن يتم تعيين ولاة ما لم يتوافق على ذلك الطرفان. (السوداني الدولية، 2020/03/01م).

 

التعليق:

 

يأتي تصريح الفريق الكباشي بأنه لن يتم تعيين الولاة ما لم يتم التوافق مع الجبهة الثورية، ردا على تصريح محمد الحسن التعايشي، عضو المجلس السيادي، والناطق الرسمي باسم الوفد المفاوض، في حديثه لبرنامج مؤتمر إذاعي يوم الجمعة الماضي، حيث قال: (الحكومة اتخذت قراراً نهائياً بتكليف ولاة مدنيين دون انتظار اتفاق السلام مع الجبهة الثورية، وتعيين الولاة أصبح أمراً ملحاً، ولا يقل أهمية من اتفاق السلام نفسه)، هذان التصريحان المتناقضان من داخل المجلس السيادي في الحكومة الانتقالية، يؤكدان الصراع الدائر بين رجال أمريكا ممثلين في المكون العسكري، وبين رجال أوروبا ممثلين في المكون المدني، وواضح جداً أن كلام المكون العسكري هو الذي ينفذ، لأنه من المعلوم أن الحكم دائماً عند الفئة الأقوى، وهم العسكر في ظل هذه الحكومة الانتقالية، إذ يملكون السلاح والقوة.

 

أما المكون المدني، والذي يعتمد على الشارع فقد بدأ رصيده في الشارع يتراجع، نتيجة للأزمات المتلاحقة، وخاصة فيما يتعلق بالخبز والوقود، والأسعار التي لم يعد لها كابح... أما المكون العسكري فهو سعيد بما يجري، بل إن قادته يتهكمون على الحكومة، وكأنهم ليسوا جزءا منها! فقد صرح رئيس المجلس السيادي البرهان بأن الحكومة - ويقصد المكون المدني - فشلت في طرح معالجات لقضايا الناس المعيشية، وأنهم عندما أعطوها بعض المقترحات لمعالجة أزمة الخبز مثلاً لم يعملوا بها. وكذلك صرح نائب رئيس مجلس السيادة (حميدتي) متهكماً على الحكومة المدنية، فقال إنهم يشتمون من مد لهم يد العون في إشارة إلى السعودية والإمارات، وما كان يقوم به شخصياً من مساهمات في حل بعض القضايا المعيشية. وبذلك ينتظر المكون العسكري، وبالأحرى أمريكا، تنتظر فشل الحكومة حتى يخرج عليها الناس في ثورة ثانية، أو قيام انتخابات مبكرة. وفي كلتا الحالتين ليس ذلك في مصلحة المكون المدني وحاضنته الحزبية ما يسمى بقوى الحرية والتغيير.

 

أما أهل السودان فلا مصلحة لهم في كل ما يجري من طرفي السلطة، بل هم من يدفع ثمن هذا التشاكس، حيث المعاناة اليومية في صفوف الخبز والوقود، وهم من يكتوي بنيران الأسعار المتصاعدة، ولا مخرج إلا بتغيير حقيقي يقوم على عقيدة الأمة، عقيدة الإسلام العظيم، التي في ظل أحكامها يعيش الجميع في طمأنينة، ويستفيدون من ثرواتهم المنهوبة، أو المعطلة بأيدي هذه الأنظمة الخانعة للغرب الكافر المستعمر. وعلى أهل السودان أن يضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم شباب حزب التحرير حتى يقيم الحزب الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فنخرج جميعا من ضنك العيش إلى رغده، ومن ظلم الرأسمالية الجشعة إلى عدل الإسلام ونوره.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية لسودان

آخر تعديل علىالأربعاء, 04 آذار/مارس 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع