الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
البشرية تسير نحو المجهول

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

البشرية تسير نحو المجهول

 


الخبر:


الاضطرابات العقلية من الاكتئاب والقلق تكلف الاقتصاد العالمي نحو تريليون دولار سنوياً. (CNBC).


التعليق:


إن فشل الحضارة الغربية في إسعاد البشرية أمر ليس بحاجة إلى دليل، فعلى الرغم من وفرة الإنتاج العالمي وتطور البشرية العلمي والتكنولوجي إلا أن البشر لم يحققوا الاكتفاء الذاتي من سلع وخدمات، والحديث عن الفقر وسوء الرعاية الصحية والتعليم لا يحتاج إلى نبش في أوجاع البشرية ورش للملح على جراحها، ولكن أن يصل الفشل الحضاري المهيمن على العالم بالبشر إلى هذا الحد من التردي، فهذا ما لم تمر به البشرية على مدار آلاف السنين من عمرها، فأصبح توفير أقل الحاجات التي يسعى إليها الإنسان في هذا الزمن أمراً في غاية الصعوبة، والأصعب منه الشعور بالأمن في توفير تلك الحاجات، فحتى من تمكن من الناس من تحصيل هذه الحاجات اليوم فإنه لا يأمن أن يحصلها غدا أو بعد غد مهما عظمت ثروته، مما أدى إلى هذه الأمراض النفسية والعقلية النابعة عن القلق النفسي وانعدام الأمن المعيشي والاقتصادي...الخ. قَالَ رَسُولُ اللهِ e «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» رواه البخاري.


إن أكثر الدراسات عن موضوع الاضطرابات العقلية من الاكتئاب والقلق أكثرها هي عن البشر الذين يعيشون في الغرب، فحالات الانتحار والاغتصاب والأمراض النفسية وغيرها من الأمراض المجتمعية هي الاكثر انتشارا في الغرب وليس في باقي أنحاء العالم أو في البلاد الإسلامية، وهذه مفارقة أخرى، فإن فشل الحضارة الغربية في توفير الحاجات الأساسية وإيجاد الأمن معها أضيف إليه الفراغ الروحي، حيث أهملت العلمانية الناحية الروحية لأنها عجزت عن حل العقدة الكبرى عند الإنسان حلا صحيحا، بالإجابة عن سبب وجود الإنسان وعلاقته بخالق الكون والإنسان والحياة.


إن البشرية اليوم تسير في طريق مظلم مجهول النهاية، ومصير البشرية في ظل هذه الحضارة الغربية مصير مرعب، ولا منجي ومنقذ لها إلا الإسلام، فهو العقيدة الصحيحة التي تحل العقدة الكبرى عند الإنسان، وفيه نظام حكم عادل ونظام اقتصادي يوفر للناس الأمن الاقتصادي والرفاهية وفيه النظام الاجتماعي الذي ينظم علاقة الرجل بالمرأة بما يحفظ البشرية في ظروف هنيئة مستقرة، وفيه كل ما يحتاجه الإنسان من أحكام تجعله يأنس في هذه الحياة الدنيا ويطمع بما هو أعظم من ذلك في جنات النعيم، فيجب على البشرية جمعاء العمل لجعل الإسلام نظام حياتهم، ويجب على المسلمين قيادة البشرية في هذا العمل المصيري حتى ينجوا وينجوا جميعا. ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – ولاية باكستان

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 28 كانون الثاني/يناير 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع