- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
القائد العسكري الأمريكي الجديد يقدم مبررات الدفاع عن الولايات المتحدة لعدم وضع حد للوجود الأمريكي في الشرق الأوسط
(مترجم)
الخبر:
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يربط صراحة وجود القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بالنفط، تواصل المؤسسة الأمريكية تبرير الوجود العسكري فيما يتعلق بالدفاع الأمريكي عن النفس ضد تهديدات المتشددين.
وفقاً لبوليتيكو: لا يرى رئيس هيئة الأركان المشتركة نهاية واضحة للوجود الأمريكي في أفغانستان والعراق وسوريا؛ الدول التي تواجه تهديد تنظيم الدولة والجماعات الخطرة الأخرى.
وقال الجنرال مارك ميلي يوم الأحد إن مهمة ضمان أن أفغانستان ليست ملاذاً إرهابياً "لم تكتمل بعد". وأضاف بأنه لن تكتمل هذه المهمة حتى تتمكن الحكومة وقوات الأمن في البلاد من الحفاظ على أمنها الداخلي.
"هذا الجهد مستمر. إنه مستمر منذ 18 عاماً متتاليةً" هكذا أخبر ميلي المضيفة مارثا راداتز من برنامج "هذا الأسبوع" في قناة إيه بي سي في أول مقابلة له منذ توليه منصبه الجديد، وأضاف "أظن أنه سيستمر في المستقبل لعدة سنوات أخرى".
وقال ميلي إنه من المصلحة الوطنية أن يكون في العراق وسوريا أيضاً منع عودة جماعات مثل تنظيم الدولة: "سنكون هناك لفترة طويلة من الوقت".
وقبل أسبوعين، أعلن الرئيس دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، وسط تصاعد الإحباط بسبب قراره سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا. وقد سمح الانسحاب لتركيا بغزو المنطقة ومهاجمة الأكراد المتحالفين مع أمريكا، الذين لعبوا دوراً فعالاً في محاربة تنظيم الدولة.
وقال ميلي الأحد إن حوالي 500 إلى 600 جندي ما زالوا في المنطقة واعترف بإمكانية عودة ظهور تنظيم الدولة دون الضغط. وقال إن موت البغدادي عطل التنظيم، لكن الولايات المتحدة تراقب عن كثب بديله. وقال الجنرال: "لا يزال هناك مقاتلون من تنظيم الدولة في المنطقة وما لم يتم المحافظة على الضغط... فهناك احتمال حقيقي للغاية بأن الظروف يمكن أن توضع من أجل عودة ظهور تنظيم الدولة". وقال: "ستكون البصمة صغيرة، لكن الهدف سيبقى كما هو: الهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة".
التعليق:
إن الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط هو ببساطة أحدث تكرار لسياسة الغرب المتمثلة في بناء إمبراطورية الغرب منذ قرون، والتي تهدف إلى استغلال ثروات وموارد العالم لنخبهم في الوطن.
الإمبراطورية الإسبانية من خلال تقديم مفهوم الدفاع عن النفس ببراعة لما زعمه أنها زيارات إسبانية سلمية للأمريكتين لا ترغب أكثر من الحقوق العالمية لحرية الحركة والتجارة الحرة. أصبح هذا النهج القانوني من الممارسات الغربية المعمول بها في أعقاب معاهدة سلام ويستفاليا مع تطور مفهوم الدولة القومية. تم تبرير الإمبراطوريات بناءً على الخضوع "الطوعي" للحكام المحليين للقوى الغربية، وقد تم تسهيل موافقتهم في الواقع عن طريق الخداع الغربي أو الإكراه. كانت هذه الشرعية ضرورية ليس من أجل السكان المحليين، الذين عرفوا جيداً ما حدث بالفعل، ولكن من أجل أن يتمكن أسيادهم الغربيون الجدد من الحفاظ على خيالهم القانوني في مجتمعاتهم.
مع سقوط الدولة العثمانية في القرن الثامن عشر من موقع القوة الرائدة في العالم، تمكن الغرب من الوصول على نطاق واسع إلى الثروات الهائلة في آسيا وأفريقيا وسرعان ما كرروا نهجهم القائم الآن عبر تلك القارات العظيمة. كانت النهاية الرسمية للإمبراطورية بعد الحرب العالمية الثانية مجرد بداية لمرحلة جديدة من الاستعمار تهدف إلى فتح الاستحواذات الاستعمارية غير المحدودة لأوروبا للسيطرة الأمريكية. فتح انهيار الاتحاد السوفيتي الجائزة الاستراتيجية العالمية للأراضي الإسلامية لتوجيه الاحتلال العسكري الأمريكي. إن احتجاجات الجنرال ميلي بشأن التهديد غير المهم لمجموعة متشددة محطمة هي ببساطة الخداع الأخير الذي يضفي الشرعية على الإمبراطورية الأمريكية العالمية.
الاستغلال المفرط للاستعمار الغربي يتجاوز التاريخ كله. يؤدي التحديد الجغرافي لمفهوم الدولة القومية في الغرب إلى تفكيرهم إلى الأبد عن الشعوب الأخرى كأجانب. حتى الإمبراطورية الرومانية سمحت في نهاية المطاف بالمواطنة الرومانية الانتقائية في جميع أراضيها. يتم توفير الحل الأكثر صواباً لنهضة وسقوط سلطة الدولة من خلال الإسلام، الذي يسعى إلى توسيع الدولة من خلال ضم شعوب جديدة على قدم المساواة المطلقة.
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، ويقول النبي r: «أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى».
يشهد التاريخ على حقيقة أن الخلافة لم تستغل شعباً على مدى ألف عام من الحكم لصالح الآخرين، وكلهم يعاملون على قدم المساواة، وهذا في الواقع سر التوسع المذهل للدولة ليشمل معظم العالم. قريباً بإذن الله ستقام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وستستكمل مهمتها في إحلال السلام والعدالة للبشرية جمعاء.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فايق نجاح
وسائط
1 تعليق
-
بوركت جهودكم الطيب