الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تركيا دخلت شمال سوريا، ماذا بعد؟ (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تركيا دخلت شمال سوريا، ماذا بعد؟

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

العملية العسكرية التركية عبر الحدود إلى شمال سوريا.

 

التعليق:

 

كما هو الحال في فيلم رخيص، حيث يمكنك بسهولة التنبؤ بالمشاهد القادمة، فإن استراتيجية الولايات المتحدة لسوريا لم تتغير. في كانون الأول/ديسمبر 2018، كتبنا مقالاً بعنوان "ماذا وراء الانسحاب العسكري للولايات المتحدة من سوريا؟" والذي أشرنا فيه إلى ما يلي:

 

"نتيجة لهذه السياسة، استعاد النظام السوري الضعيف سيطرته على كل منطقة تقريباً في سوريا باستثناء منطقة إدلب التي كانت آخر قاعدة للمعارضة، والمنطقة الشمالية التي يتمتع فيها الأكراد بحكم شبه ذاتي. اللعبة النهائية تبدو قريبة. العقبات الوحيدة أمام توحيد وقيام النظام السوري هي المعارضة السورية والأكراد في الشمال.

 

أما بالنسبة للمنطقة الكردية، فقد رعتها الولايات المتحدة وحمتها من تركيا واستخدمتها بفعالية في قتال مجموعة البغدادي والجماعات الإسلامية. إن الانسحاب العسكري للولايات المتحدة سوف يتركهم دون دفاع، من ناحية التهديد التركي، ومن ناحية أخرى بشار الأسد الذي يريد إعادة كل سوريا مرة أخرى إلى سيطرة حكومته.

 

لهذا السبب شعر القادة الأكراد بالحرارة وبدأوا على الفور محادثات مع دمشق من أجل التسوية المباشرة والثنائية عندما سمعوا عن الانسحاب الأمريكي. لذلك، يتم إرغام الأكراد بشكل غير مباشر على التفاوض مع النظام السوري الذي سيؤدي في النهاية إلى دمج شمال سوريا في سوريا "موحدة"." [نهاية الاقتباس]

 

اليوم، أصبح هذا حقيقة واقعة. فقد انسحبت الولايات المتحدة من المنطقة الكردية في شمال سوريا وأعطت تركيا الضوء الأخضر للدخول. مما تسبب في اندماج قوات سوريا الديمقراطية الكردية، بدافع الضرورة، مع نظام بشار الأسد. وتم التلويح بالوداع للحلم الكردي العزيز بدولة كردية تتمتع بحكم ذاتي. وبالتالي، اكتسب نظام الأسد 70.000 مقاتل إضافي مدربين جيداً لقواته المسلحة وما لا يقل عن 30.000 شاحنة من الأسلحة (التي سلمتها الولايات المتحدة) إلى ترسانة سلاحه. بعبارة أخرى؛ دفع الجيش التركي إلى شمال سوريا، أعطى قوة فعالة لنظام الأسد المجرم.

 

الفكرة هي أنه مع انسحاب قوات سوريا الديمقراطية، فإن 2 مليون لاجئ سوري يقيمون حالياً في تركيا سيستقرون في "المنطقة الآمنة" في شمال سوريا. السؤال هو، ماذا سيحدث بعد ذلك؟ من الذي سيدير ​​هذه المنطقة عندما يعود الجيش التركي في النهاية إلى الوطن بعد طرد قوات الدفاع الذاتي؟ تركيا أم النظام السوري؟

 

الرئيس التركي أردوغان واضح في هذه القضية. الوجود العسكري التركي مؤقت وسوف يتراجع فور انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة الآمنة المخطط لها في شمال سوريا واستقرار الملاجئ السورية. وسيتم احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها وفقاً لجميع الدول الضامنة بما في ذلك تركيا وروسيا وإيران، المنخرطة بشدة في الأزمات السورية. "احترام السلامة الإقليمية لسوريا وعدم قابليتها للتجزئة وسيادتها واستقلالها، ونهاية تدخل القوى الأجنبية في الشؤون الداخلية لهذا البلد" كما قال الرئيس الإيراني روحاني.

 

هذا يعني أن الخطوة العسكرية التركية في شمال سوريا (التي نظمتها الولايات المتحدة) قد عززت نظام الأسد السوري المجرم من خلال توحيد الأكراد مع النظام واتخذت خطوات جادة لاستعادة التوحيد الإقليمي لسوريا. بعبارة أخرى: "المنطقة الآمنة" في شمال سوريا سيتم تسليمها في النهاية إلى النظام السوري وفقاً للاتفاق المبرم بين تركيا وروسيا وإيران ووفقاً للدستور السوري في جنيف والمقبول من أمريكا والأمم المتحدة.

 

وقد لخصت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية هذا بالقول: "هذا يعني في نهاية المطاف، يجب أن تُمنح الحكومة السورية الشرعية للسيطرة النهائية على جميع الأراضي الوطنية، بما في ذلك السيطرة على المناطق الحدودية مع تركيا".

 

وهذا يعني الاعتراف المباشر بالنظام السوري المجرم والتعاون مع بشار الأسد وخيانة الشعب السوري الذي ثار ضد الطاغية والنظام المستبد والذين وهبوا حياتهم من أجل تغييره.

 

أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هذا في وقت سابق وقال إن تركيا والقوى العالمية الأخرى ستفكر في العمل مع الرئيس السوري بشار الأسد إذا فاز في انتخابات ديمقراطية.

 

ومؤخرا قال أردوغان في منتدى الأعمال التركي الصربي، عندما سئل عما إذا كان من الممكن التعاون في المستقبل مع بشار الأسد، أجاب: "لن أتحدث معه بنفسي، هذه مسألة مختلفة. أجهزة المخابرات لدينا تتفاوض مع بعضها البعض". وأضاف: "نحن نحافظ على علاقاتنا مع النظام في سوريا من خلال روسيا".

 

لذا، فإن المشاهد التالية هي تسليم "المناطق الآمنة" إلى النظام السوري المجرم، وهجوم وشيك على إدلب وإدخال وتنفيذ دستور جنيف العلماني السوري..

 

مع العلم أن هذه الأمور تنتظرنا، هل ما زلنا نخدع مراراً وتكراراً من خلال بعض الدعاية الحمقاء والضعيفة؟! كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه بحكمة: "لستُ بالخِبِّ، ولا الخِبُّ يَخدعُني"!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أوكاي بالا

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

آخر تعديل علىالأحد, 27 تشرين الأول/أكتوبر 2019

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 28 تشرين الأول/أكتوبر 2019م 11:56 تعليق

    اللهم ثبت الثوار في سوريا و أيدهم بالنصر وانتقم لهم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع