الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مفتي مصر وقع في مكر الكفار!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مفتي مصر وقع في مكر الكفار!

 


الخبر:


نقلت صفحة دار الإفتاء المصرية يوم 2019/9/24 كلمة مفتي الجمهورية شوقي علام أثناء مشاركته في المؤتمر العلمي الدولي السابع في موسكو تحت عنوان: "الإسلام زمن العولمة.. التراث الإسلامي وحوار الثقافات" الذي بدأت فعالياته يوم 2019/9/22. فقال في كلمته: "إن التأسيس للعلاقة والشراكة والتواصل يقتضي أولا وقبل كل شيء قيام الحوار البناء بين الأديان والثقافات".


وأضاف: "فوضع الإسلام الأسس والقواعد والأحكام الضابطة للتعامل مع الأديان والثقافات الأخرى، وكانت نقطة انطلاقه دائما المبادئ الحاكمة للإسلام ومنها مبدأ التعايش في جميع الأحوال والأزمان والأماكن كمبدأ إنساني وأخلاقي وديني فأصبح المسلمون في تناسق واندماج مع العالم الذي يعيشون فيه وكان الأصل في هذا المبدأ قوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ‏﴾ [الممتحنة: 8].


التعليق:


إن الذي تكلم به المفتي لا ينطبق على روسيا التي ذهب إليها ليتكلم فيها وهي تقاتل المسلمين في دينهم وتخرجهم من ديارهم وتحتلها منذ 300 سنة، فقد دمرت في التسعينات من القرن الماضي بلاد الشيشان وقتلت وأخرجت الكثير منهم أو نفتهم من ديارهم، وهي تحتل الكثير من أراضي المسلمين في القفقاس وقتلت وأخرجت الملايين منهم من ديارهم سواء في الشيشان أو داغستان أو الشركس أو أبخازيا أو القرم. ومؤخرا قامت واحتلت شبه جزيرة القرم مرة أخرى عام 2014 وهي بلد إسلامي واضطر كثير من المسلمين أن يهربوا فرارا من ظلمها ووحشيتها، وما زالت تضيق على الباقين فيها، وتأتي بالروس الكفار ليشكلوا الأكثرية فيها. وقد شنت حربا على أهل سوريا المسلمين منذ عام 2015 فقتلت منهم عشرات الآلاف وأخرجت الكثير منهم من ديارهم ودمرت بيوتهم ومدارسهم وأفرانهم ومؤسساتهم وما زالت تواصل قتالها وتتفاخر بقتل المسلمين بحجة أنهم إرهابيون أو متمردون على نظام إجرامي وحكام مغتصبين للسلطة وسارقين لأموال الناس.


ولهذا لم يقرأ مفتي النظام المصري الآية التي تليها ليخفي نصف الحقيقة وعذابه عند الله شديد إن لم يتب، فلم يقرأ قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‏﴾ [الممتحنة: 9] فالإسلام ينهاه أن يذهب إلى موسكو عاصمة الدولة الروسية التي تقاتل المسلمين وتخرجهم من ديارهم وتظاهر المجرم بشار أسد على إخراجهم، والإسلام يأمره أن يدعو أصحاب الديانات والثقافات الأخرى إلى الدخول في الإسلام، وليس إلى المصطلح الذي أخرجته الكنيسة الكاثولكية في الثلاثينات من القرن الماضي بما يسمى حوار الأديان حتى يكف المسلمون عن الدعوة إلى الإسلام ويساووا بين دين الإسلام الحق وباقي الأديان الباطلة.


وقال المفتي "إن من الأمور التي ينبغي علينا أن نلتفت إليها أثناء معالجتنا لقضايا الحوار بين الأديان والثقافات واستخدام الموروث الفكري الإسلامي لتعزيزه قضية تحرير المصطلحات، ومراعاة التغيرات التي قد تطرأ على دلالة مصطلح فقهي أو فكري ما نتيجة عوامل مختلفة كتغير الزمان والبيئة والأفكار والأعراف التي قد يتواضع عليها الناس أو العلماء، ثم تتغير الظروف فيتواضعون على غيرها والأمثلة كثيرة مثل دار الإسلام ودار الحرب والخلافة وأهل الذمة".


فالمقصود من كلامه قد صرح به ألا وهو "دار الإسلام ودار الحرب والخلافة وأهل الذمة". فهو يريد أن يغير المصطلحات الإسلامية بمصطلحات غربية استجابة للكفار الذين يشنون هجمة شرسة على الإسلام، ودليل ذلك ذكره للمصطلحات التي يريد الغرب الكافر إزالتها وتقلقه وتزعجه، وهي خاصة "دار الإسلام ودار الحرب والخلافة والذمة". ليركز مفهوم الدولة الوطنية العلمانية التي أقامها في مصر وفي غيرها من البلاد الإسلامية ليستبدل الذي هو أدنى وشر من نظام جمهوري وديمقراطية وعلمانية ومواطنة وحريات وغيرها من المفاهيم والمصطلحات والأنظمة الغربية، بالذي هو خير وأعلى من خلافة ودار إسلام يطبق فيها حكم الإسلام ويكون الأمان فيها بأمان المسلمين ويكون غير المسلمين أهل ذمة وأهل عهد تحفظ حقوقهم ويؤدون الواجبات التي عليهم بحملهم التابعية في ظل الخلافة.


فهو يتنازل عن المصطلحات الإسلامية ويلهث وراء المصلحات التي يخرجها الكفار بدعوى باطلة وزائفة تحت مسمى تحرير المصطلحات وأن تلك المصطلحات تتغير بتغير الزمان ليقبل بمصطلحات الكفار. ويأتي هذا ضمن الحملة التي بدأها السيسي المتسلط على حكم مصر فهو يأتمر بأمره والذي دعا إلى تجديد الخطاب الديني. أي التخلي عن المفاهيم والمصطلحات والنظم الإسلامية وتقبل مفاهيم ومصطلحات ونظم الكفر الغربية، بجانب حوار الأديان والثقافات، والذي لا يعني حمل الدعوة الإسلامية للكفار ونقاشهم لإقناعهم بالإسلام حتى يدخلوه بلا إكراه، وإذا لم يقبلوا الدخول في الإسلام وقبلوا بالعيش في دار الإسلام يصبحون أهل ذمة.


وقال المفتي "إن التعامل بين المسلمين وغيرهم من أهل العقائد والأديان والثقافات إنما يقوم على أساس التعاون على الخير الإنساني وقد جعل الإسلام الحوار الوسيلة المثلى للتفاهم بشأن قضايا الإيمان والعقيدة فقال تعالى: ﴿ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ فإذا كان الحوار هو الوسيلة المعتمدة في مثل هذه القضايا على خطورتها وأهميتها فإنه يكون أولى بالتطبيق فيما دونها من القضايا والمشكلات، وأولى أن يكون مبدأ عاما من مبادئ معالجة العلاقات الإنسانية بما فيها العلاقات الدولية".


إن الإسلام يأمره ويأمر المسلمين بالدعوة إلى الإسلام وجدال الكفار بالتي هي أحسن حتى يدخلوا في دين الله، والجدال لغة مثل جدل الحبل أي فتله، وجدله أرضا أي صرعه وغلبه، وجدله محادثة غلبه في النقاش. ومن هنا أخذ اصطلاح هذه الكلمة مما يعني مقابلة الحجة بالحجة، حتى يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق. وحتى لا يكون جدلا عقيما طلب الله اتباع الأسلوب الحسن أثناء النقاش والجدال، وهو رسم الخط الصحيح بجانب الخط الأعوج فيرى صاحبه مدى اعوجاجه. ويعني بيان ما في عقائد الكفر وأفكارهم وأنظمتهم من زيف وزيغ وباطل، وبيان ما في الإسلام من حق وصحة واستقامة في العقيدة والفكر والنظم، ودعوة أهل الباطل إلى ترك باطلهم واتباع الإسلام الحق.


ولا يوجد الخير الإنساني إلا في الإسلام. فهو الخير بحد ذاته بقوله تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. وقد أعلمنا الله أن الكفار لا يريدون الخير للمسلمين قطعا، فقال تعالى: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. فإذا كانت هذه حقيقتهم وهذا ما نراه فعلا وهم يحاربون المسلمين في كل مكان ويضطهدونهم عندما يظهرون عليهم، فكيف سيجري التعاون معهم على الخير وهم على شر ويريدون بنا الشر فيمكرون بنا ليلا ونهارا؟! ومن مكرهم حوار الأديان والثقافات وقد وقع المفتي في مكرهم. فعليه وعلى أمثاله أن يصحوا من غفلتهم ويدعو إلى الإسلام وإلى تحكيمه بإقامة دار الإسلام وإعلان الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور

آخر تعديل علىالسبت, 28 أيلول/سبتمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع