الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
النظام الاقتصادي الهش

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

النظام الاقتصادي الهش

 


الخبر:


بعدما وصلت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى طريق مسدود، برزت حرب العملات بين هذين المنافسين، يقول تقرير في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية. وفرضت الولايات المتحدة بالفعل رسوما على كل شيء تقريبا باستثناء بعض المنتجات التي من المقرر أن تخضع للضريبة بداية من 15 كانون الأول/ديسمبر المقبل. وقال الكاتب سلفاتور بابون في تقريره بالمجلة الأمريكية، إن أسواق العملات أضحت تشهد حربا بين واشنطن وبكين خاصة وأن اليوان الصيني يرتبط ارتباطا وثيقا بالدولار الأمريكي، حيث يحدد بنك الصين الشعبي (البنك المركزي) السعر الرسمي يوميا ويسمح في الوقت نفسه بتعويم العملة لأكثر أو أقل من 2% في الأسواق الخارجية. وبحسب الكاتب انخفضت قيمة اليوان بأكثر من 5% منذ انهيار المفاوضات التجارية في نهاية نيسان/أبريل الماضي. وذكر الكاتب أنه على الرغم من أن ذلك لا يعد بالأمر الخطير خاصة وأنه سبق لبنك إنجلترا السماح بتراجع الجنيه الإسترليني لأكثر من 10% خلال عام 2016 على خلفية التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن هذا الإجراء يثير القلق. الجزيرة نت 2019/8/29 (حرب العملات)


التعليق:


تعيش البشرية حالة مزرية من الضياع الديني والأخلاقي والإنساني وآخرها المادي، نعم للأسف هذه هي الحالة التي أوصلتها الرأسمالية للبشرية، انحطاط في جميع القيم وصلت فيها المجتمعات إلى أسفل سافلين.


إلى متى ستبقى البشرية تصطلي بنار الرأسمالية ويسفك فيها الدم الحرام، وتنتهك فيها الأعراض، وتداس فيها الأخلاق، وفوق كل هذا وذلك يعبد فيها غير الله؟!


الصين أمام خيارات اقتصادية صعبة؛ إما أنْ تعهد للتخلص من احتياطياتها من الدولار والتي تبلغ ثلث احتياطياتها الأجنبية وهو ما يقارب الثلاثة تريليونات دولار فتوقف سقوط قيمة اليوان وتبقى عملتها مرتبطة بالدولار. أو أن تفك ارتباطها بالدولار وتصبح مضطرة في هذه الحالة لاستخدام سلاح ما بحوزتها من سندات الخزانة الأمريكية والتي تزيد عن التريليون فتتخلص منها وهذا بالطبع سيؤدي لضرب الدولار، ما قد ينجم عنه أزمة أمريكية تُدخل اقتصادها في تضخم اقتصادي ترى الإدارة الأمريكية أنه بسيط يمكن لاقتصادها تجاوزه فتمنع بكين سقوط عملتها بذلك. أو تستمر الصين بربط عملتها بالدولار وتحافظ عليه مقابل التخلص من اليورو في احتياطياتها الأجنبية والذي قد يعطل الأسواق العالمية المتهالكة فيضرب سوق اليورو والين.


هذه هي أمريكا راعية النظام الاقتصادي الرأسمالي التي لا تتوانى عن ضرب أي قيمة من القيم التي تحافظ على توازن المجتمعات وتحافظ على البشرية، فأي تعاسة جلبتها الرأسمالية لنا وأي شقاء أدخلتنا فيه؟! النظام الاقتصادي الرأسمالي بقيادة أمريكا يؤكد على أن شريعة الغاب، شريعة البقاء للأقوى هي التي تطبق وليطحن ما دونه، حتى وإن هلكت البشرية برمتها!


أيها الناس، يا أيتها الأمم، يا أيها المفكرون، يا أيها المخلصون، يا من لديه حس إنساني، يا من يسعى إلى خلاص البشرية من ظلم كبير! هذه صرخة منقذ لكم، إن الحل بلفظ هذا النظام الاقتصادي المتهالك، العفن، وتبني نظام اقتصادي ونظام عالمي جديد يعهد للحفاظ على إنسانية البشر ويوازن بين القيم في المجتمع وينشر العدل والخير ويحصر الظلم والشر. إن الحل للبشرية لن يكون إلا بعودة الإسلام إلى الساحة الدولية ليتحكم بمقاليد القيادة ويسوق البشرية إلى شاطئ الأمان فيحفظ كرامتها وإنسانيتها.


إن الإسلام بنظامه الخلافة الراشدة هو الخلاص الوحيد للبشرية وليس للأمة الإسلامية فحسب بل هو أصبح مطلباً عالمياً والأمل الوحيد للأمم ليخرج الناس من جور الطاغوت وظلمه واستعباده إلى عدل الإسلام ورحمته وسماحته.


قال الله تعالى: ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مصطفى عبد الله

آخر تعديل علىالسبت, 31 آب/أغسطس 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع