الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مرة أخرى، اللاجئون يصبحون كبش فداء (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرة أخرى، اللاجئون يصبحون كبش فداء
(مترجم)

 


الخبر:


تقوم البلدان المجاورة لسوريا باعتقال المئات من العمال وإعادة الكثيرين إلى الأجزاء المتقلقلة في البلاد، مما يثير مخاوف من عمليات الترحيل الجماعي التي من شأنها أن تعرض للخطر أعداداً كبيرة من اللاجئين.


وقد استهدفت سلطات الهجرة السوريين الذين يعيشون في إسطنبول وبيروت في الأسابيع الأخيرة، حيث اعتقل أكثر من ألف شخص في كبرى مدن تركيا نهاية الأسبوع الماضي وأمهلوا 30 يوما للمغادرة. (الجارديان 2019/7/29).


التعليق:


فتحت تركيا ولبنان أبوابهما في البداية أمام النازحين من سوريا، والآن بينما يستمر الصراع بدؤوا يواجهون أزمتهم الاقتصادية، والمشاكل الناجمة عن ضعف البنية التحتية والقضايا المحلية بجميع أنواعها، لذا أصبح من السهل إلقاء اللوم على اللاجئين وتحويل السبب الجذري للقضايا المتعلقة بهذه الأزمة.


وفي كل من لبنان وتركيا، تفيد التقارير بأن السكان المحليين يتغذون على الخطاب القائل بأن المهاجرين يأخذون الوظائف المحلية ويجعلون من الصعب على الأتراك واللبنانيين الانخراط في سوق العمل، وهذا يسمح بشعور عام بقبول ترحيل اللاجئين، على الرغم من أن سوريا غير آمنة ولا يزال يحكمها نظام استبدادي.


ويمكن أن يقال الشيء نفسه عن مصير الفلسطينيين الذين نزحوا إلى الأردن ولبنان، والأفغان في باكستان، والروهينجا في بنغلاديش، وأي شخص يائس جداً في أي منطقة صراع لجأ إلى أقرب الدول المجاورة، وإن ترك موطنهم لمصير مجهول ومن ثم مواجهة المجهول هو السمة المميزة لأزمة اللاجئين في جميع أنحاء العالم.


وهناك مجالان رئيسيان ينبغي النظر فيهما، أولاً، لماذا نرى المسلمين الذين يحتاجون إلى مساعدتنا على أنهم "أشخاص آخرون"، "أجانب" و"عبء"؟ ثانياً، بدون هؤلاء اللاجئين هل ستتحسن أحوال البلاد الإسلامية فعلا؟


أما فيما يتعلق بالأمر الأول، فإن فكرة الأمة الواحدة لا يمكن أن تكون مجرد كلام، بأن نقدم المساعدات من بعيد ولكن لا نريد أن تتأثر حياتنا بمعاناة الغير، إن مفهوم "بلدنا" و"حدودنا" و"اقتصادنا" يأتي من رابطة وطنية وقومية ليس لها مكان لدى المسلم المخلص لله وللمسلمين، بغض النظر عن نسبهم.


أما بالنسبة للأمر الثاني، فعلى الرغم من الضغط الذي قد تسببه حشود الناس في البداية، فإن السبب الحقيقي لأزمتنا الاقتصادية هو أن جميع البلاد الإسلامية تخضع للنظام الرأسمالي الذي هو سبب حالتنا المزرية من حيث الاقتصاد، فالدول التي يذهب إليها اللاجئون للبحث عن فرص عمل وإمكانية خلق المزيد من الصناعة والتطور، ولكن بلا جدوى بسبب السياسات الاقتصادية الخانقة، ألا تملك تركيا إمكانية النمو الاقتصادي في جميع المجالات؟ فهي عبارة عن مساحة شاسعة من الأراضي التي تصلح للزراعة وإمكانات للصناعات الأخرى، كما أن لبنان جاهز لمزيد من النشاط الاقتصادي إذا ما كان الفكر المبدئي الصحيح هو من يوجه الاقتصاد.


إن جميع البلاد الإسلامية اليوم لا تفكر إلا داخل إطار الصندوق الرأسمالي المهيمن، إنهم ينظرون إلى بلادهم فقط ويسمحون للحدود الزائفة بأن تملي قوانينهم وسياساتهم وكيف يحكمون على الآخرين، وهذا هو السبب في أن أكثر الفئات ضعفا تستخدم ككبش فداء، والتعمق في البحث عن السبب الحقيقي وعدم إيجاد الحل الصحيح.


يجب ألا نغذّي هذه الرواية الكاذبة التي تتعارض مع ديننا، وعلينا أن نساعد إخواننا وأخواتنا المسلمين في وقت حاجتهم، كما ينبغي أن ننظر إلى كل أزمة كوسيلة لدراسة وجهة النظر الإسلامية الصحيحة.


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 06 آب/أغسطس 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع