الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العرائس المهربة إلى الصين: سعر باهظ للاتصال بطريق الحرير (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العرائس المهربة إلى الصين: سعر باهظ للاتصال بطريق الحرير

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في 23 حزيران/يونيو، أفادت وكالة الأنباء الإندونيسية (ديتيك) أن 29 امرأة إندونيسية أصبحن عرائس في الصين، وكانت هناك 13 امرأة من سانغغاو، وكاليمانتان الغربية، و16 امرأة من جاوة الغربية، وقد وُعدن بالزواج من رجل صيني ثري في حين أن أسر النساء ستُرسل بعض الأموال. ولكن في الحقيقة، تستغل المرأة وتستعبد من زوجها وأسرته في الصين.

 

قبل شهر من ذلك وفي أيار/مايو 2019 نشرت بي بي سي قصة عن العرائس الباكستانيات اللاتي يتم الاتجار بهن في الصين، ويعتقد ناشط في مجال حقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 700 امرأة باكستانية، معظمهن نصرانيات، قد تزوجن من رجال صينيين خلال عام، ما يحدث للعديد من هؤلاء النساء غير معروف ولكن منظمة مراقبة حقوق الإنسان تقول إنهن معرضات لخطر العبودية الجنسية، وهذا يرتبط أيضاً بتقريرها الخاص عن قضية ميانمار في آذار/مارس 2019. وأفادت منظمة مراقبة حقوق الإنسان بأن 1115 امرأة ميانمارية تم الاتجار بهن حتى من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة إلى الصين بوصفهن "عرائس"، ولا توجد إحصاءات موثوقة عن العدد الإجمالي، كما أن جمع هذه الإحصاءات بدقة أمر صعب، حيث لم يتم الإبلاغ عن العديد من الحالات، ولم يتم العثور على العديد من النساء والفتيات المتاجر بهن.

 

التعليق:

 

الواقع أن التجارة بالبشر ليست حالة جديدة، فهي ستظل دائما كطبيعة للنظام الرأسمالي الوحشي الذي يستهلك أي شيء كسلعة تجارية، ولهذا السبب سيستمر تجريد المرأة من إنسانيتها واستغلالها ما دامت الرأسمالية موجودة، وحالات العرائس المُتاجر بهن التي حدثت في العديد من البلدان الآسيوية (ميانمار، وباكستان، وكوريا الشمالية، وإندونيسيا) مجرد نمط جديد، بسبب العلاقة المتنامية بين العالم والصين، وعلى غرار الخطاب الأخير لنائب الرئيس الصيني، وانغ تشي شان، "لا يمكن لتنمية الصين أن تغلق بقية العالم، وكذلك التنمية في العالم لا يمكن أن تُغلق الصين"، التي تعلن بوضوح عن الدور العدواني للصين في مشاريع تطوير البنية التحتية الضخمة في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك البلاد الإسلامية.

 

ما هي بالضبط العلاقة بين مبادرة التنمية الصينية وحالات الاتجار بالبشر؟ من الواضح أن الأمر يرتبط ارتباطا وثيقا لأن العالم يرتبط بشكل متزايد بالصين برا وجوا وبالمحيطات على حد سواء. وقد جاءت حالات الاتجار بالعرائس من باكستان إلى الصين وسط تدفق غير مسبوق لعشرات الآلاف من الصينيين إلى البلاد، وتستثمر الصين مليارات الدولارات فى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو شبكة من الموانئ والطرق والسكك الحديدية ومشاريع الطاقة.

 

إن النقل الرخيص والبنية التحتية السهلة تجعل النساء المسلمات - شرف الأمة - أكثر سهولة لتتعرض لهن الأيدي القذرة للرأسماليين الشرقيين، وترتبط البلاد الإسلامية بشكل متزايد مع الصين، فضلا عن ترابط مشاكلهم الاجتماعية، وترجع المشكلة الداخلية في الصين إلى تطبيق سياسة الطفل الواحد والتصنيع، حيث انخفضت النسبة المئوية للنساء في سكان الصين باطراد منذ عام 1987، وتتزايد الفجوة بين الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، ويقدر الباحثون أن الصين لديها ما بين 30 إلى 40 مليون "امرأة مفقودة" يجب أن تكون على قيد الحياة اليوم، واقترنت هذه الأزمة أيضاً بظاهرة النساء العازبات في الصين اللواتي يترددن في الزواج، فضلاً عن التكلفة المرتفعة للزواج من النساء الصينيات - وقد أثارت كل هذه الأزمات "طلباً" قوياً على العرائس الأجنبيات من خارج الصين.

 

جميع العوامل المعقدة أعلاه كان لها تأثير كبير على البلاد الإسلامية، إن الأمة تُنهب وتمس بسهولة كبيرة، أستغفر الله! ومن الواضح أن الهيمنة الرأسمالية هي حزمة واحدة، فهي تنهب مواردنا الطبيعية، وتمس نساءنا، وفي الوقت نفسه تضعف هويتنا كمسلمين، ولهذا أثر ضار آخر لمبادرة طريق الحرير الصينية.

 

والدرس المستفاد للأمة هو مدى أهمية القضاء على الفيروس المادي في الأسر المسلمة، فقط بسبب المال والعرسان الأثرياء، يتركون بناتهم للأجانب، وهذا ليس صحيحاً، فالإسلام يعلمنا مدى قدسية الزواج، وأن الغرض من الزواج هو عبادة الله سبحانه وتعالى وليس فقط السعي إلى الرفاه المادي، كما أن الإسلام يرشد المرأة المسلمة إلى اختيار زوجها المستقبلي على أساس معايير التقوى، لأن الزوج يقع في مكان القوّام على أسرته فيعلم زوجته ويربي أطفاله بالعقيدة الإسلامية.

 

ومن جهة ثانية، فإن الإسلام أيضاً يوجب قيام الدولة بدورها في حماية نسائها، أي على عكس النظام الرأسمالي الذي يقلل من دور الدولة ويعطي الأولوية لدور السوق. أما في الإسلام فإن الدولة مسؤولة بالكامل عن شؤون رعيتها بما في ذلك صون شرف المرأة المسلمة، حيث يسجل التاريخ بماء الذهب كيف جهز الخليفة المعتصم بالله عشرات الآلاف من الجنود لغزو مدينة عمورية فقط للحفاظ على شرف امرأة مسلمة استنجدت به.

 

لذلك، دعونا نوقف الاتجار بالبشر من خلال رؤية جديدة، بدءا بالقضاء على الظلم والقسوة التي تحدث للمرأة منذ القدم؛ وبناء مجتمع قوي وصحي من خلال تعزيز بناء الأسرة من خلال تعزيز القيم الإسلامية، ثم إقامة دولة مختصة قادرة على إدارة ثروة البلاد من أجل رخاء الناس ورفاهيتهم؛ والتوزيع العادل للثروة؛ دون اعتمادها على الاستثمار الأجنبي في التنمية الاقتصادية، وأيضا، من خلال تحقيق دولة قوية ذات سيادة - دولة مستقلة، وقبل كل شيء من شأنها أن ترفض أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي الذي يهدد سيادة البلاد، ولا يمكن تحقيق كل ذلك إلا من خلال التنفيذ الكامل للنظام الإسلامي في إطار الدولة الإسلامية أي دولة الخلافة الراشدة.

 

﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فيكا قمارة

آخر تعديل علىالإثنين, 29 تموز/يوليو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع