الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وجهان لعملة واحدة


الخبر:


تفيد التقارير الواردة من السودان بمقتل 5 محتجين أثناء مسيرات حاشدة خرجت في العاصمة السودانية الخرطوم وغيرها من مدن البلاد.


وشهدت مناطق واسعة في العاصمة الخرطوم إضافة إلى أم درمان وبحري، حراكا جماهيريا هو الأكبر منذ فض اعتصام قيادة الجيش في مطلع الشهر الجاري.


وكان نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو وشهرته "حميدتي" قد صرح في وقت سابق بأن قناصة مجهولين أطلقوا النار على مدنيين وقوات الدعم السريع خلال مشاركة عشرات الآلاف في مسيرة بالخرطوم.


وتفيد تقارير بأن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في الخرطوم.


وقالت مصادر طبية إن 130 شخصا على الأقل قتلوا منذ أن بدأت السلطات في استهداف المتظاهرين، وأغلب القتلى سقطوا أثناء فض اعتصام القيادة المركزية للقوات المسلحة في الخرطوم.


وقالت وزارة الصحة السودانية إن 60 شخصا قتلوا أثناء فض هذا الاعتصام أوائل الشهر الجاري.


ويصر المجلس العسكري على أنه لم يعط أوامر بتفريق الاعتصام، لكنه اعترف بحدوث تجاوزات بعد إصدار أوامر بمداهمة منطقة قريبة مشهورة بالاتجار في المخدرات.


وحذر المجلس الحاكم من أنه سوف يحمل تحالف الحرية والتغيير مسؤولية أي "روح تُزهق" أثناء مظاهرات الأحد. (بي بي سي عربي)

 

التعليق:


لن نألف ولن نمر مر الكرام على أحداث سفك دماء أبناء المسلمين أينما سالت هذه الدماء في فلسطين والشام أو في مصر والسودان أو في أي مكان كان ومهما كثر عدد الضحايا: عشرات أو مئات أو ملايين، فإن حرمة دم المسلم ستبقى هي المتحكمة في مشاعرنا وهي الدافع لنا لإنكار هذا المنكر العظيم. والتحريض على إسقاط كل من يشارك في هذه الأعمال المنكرة أكانت مشاركته عملية أو تحريضية أو باللامبالاة المقيتة...
وإنه حين يحمل المجلس العسكري في السودان تحالف الحرية والتغيير مسؤولية إزهاق الأرواح ويتنصل هو منها فالحق أن نحمله هو المسؤولية عن هذه الجرائم النكراء بما مارسوه على الشعب من ظلم واضطهاد وما يمارسونه اليوم من إقفال لكل باب يوصل لاستعادة الحقوق وخاصة السلطان للانعتاق من التبعية للأعداء وتحكمهم بالعباد.


لكن هذه الحقيقة يجب أن لا تعمينا عن رؤية حقيقة أخرى لا تقل خطورة عن خطورة دور العسكر وحكمهم الظالم. إنها حقيقة أن من يتزعمون قيادة هذا الحراك الشعبي ويفرضون أنفسهم عليه، أولئك المسمون في السودان بتحالف الحرية والتغيير، إنما هم وجه آخر من وجوه عملاء الاستعمار، يظهر الحرص على مصالح الشعب ويبطن الأطماع والجشع للاستيلاء على إرث النظام الآيل للسقوط ويريد أن يستبدل به نظاما آخر لا يقل عنه ظلما وغدرا واستغلالا لهذه الشعوب المقهورة، وإن محاولات وحرص هذا التحالف على الاستفراد بقيادة الحراك والتحدث باسم الشعب وعدم السماح بوصول أي صوت آخر للشعب الثائر ينصحه ويوجهه ويصلح بوصلته، ليدل دلالة واضحة على أن ليس لهذا التحالف من اسمه نصيب. فلا هو صادق في السعي لإعطاء الشعب حرية التعبير عن نفسه ومطالبه ولا حرية السعي للتغيير الحقيقي الذي يحقق له مصلحته في الدنيا والآخرة، بل هو يركب موجة الثورة لحرفها عن مسارها والوصول من خلالها لأهدافه الخاصة.


إذ هل يعقل أن الشعب السوداني المسلم لم يجد في كل السودان من يمثل مطالبه ويتحدث بلسانه سوى ملحدين وعلمانيين، أم أنه الكيد لهذه الأمة لكي يبقى مصيرها مرهوناً بأشخاص منسلخين عنها في العقيدة والثقافة والتوجهات؟!


إن التضحية بدماء أبناء الأمة من أجل تحقيق مصالح فئات مشبوهة لهو جريمة تعادل جريمة المجلس العسكري، فهلا وعى إخوتنا في السودان على ما يحاك لهم فلا ينقادوا لكل صوت يدعي السهر على مصالحهم فيقودهم معصوبي الأعين إلا على ما يريدونهم أن يروه، مكممي الأفواه إلا بترديد ما يلقنونه لهم من هتافات، مقيدي الأرجل إلا في السير خلفهم دون هدى كما الشاة التي تساق إلى المذبح وهي مزينة كأنها تسير إلى حفلة أو مهرجان؟!


فلتتريثوا إخوتنا وتدققوا في اختيار قادتكم المعبرين حقا عما يختلج في نفوسكم ويعبر عن هويتكم كشعب مسلم مكلف بطراز خاص من العيش يتمثل بتطبيق شرع الله والسير وفق منهجه الذي ارتضاه حتى يرضى عنكم ربكم فيكلل ثورتكم بالنصر والتمكين لتعودوا ونعود معكم كما أراد لنا ربنا خير أمة أخرجت للناس، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وننشر الإسلام في أصقاع الأرض. هلم إلى السير خلف حزب التحرير لإقامة دولة الخير والعدل دولة الإسلام، فلتهتفوا بقوة بأعلى الصوت بلا خوف ولا خجل، الشعب يريد خلافة من جديد. خلافة يرضى عنها ساكن السماء وساكن الأرض.


﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة

آخر تعديل علىالثلاثاء, 02 تموز/يوليو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع