الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ديسكو "جدة" حرام ماذا عن ملايين الملاهي الليلية في بلاد الإسلام؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ديسكو "جدة" حرام

ماذا عن ملايين الملاهي الليلية في بلاد الإسلام؟؟

 

 

 

الخبر:

 

افتتحت سلسلة النوادي الليلية "وايت" فرعا جديدا في الواجهة البحرية لمدينة جدة، فيما بيّن القائمون على هذا المشروع أنّه "ديسكو محترم" للعائلات ضمن الضوابط الشرعيّة إذ يُمنع تقديم الخمور ودخول من هم دون سن 18، يأتي هذا المشروع ضمن مشاريع الهيئة العامة للترفيه بالمملكة.

 

التعليق:

 

اشتعلت مواقع التواصل الإلكتروني من مثل فيسبوك وتويتر بعد إعلان افتتاح ديسكو حلال بالمملكة وقد أثار هذا الخبر جدلا واسعا في السعوديّة ولدى كثير من المسلمين عبر العالم، خصوصا بعد إلحاق لقب الحلال بالملهى الليلي ممّا اعتبره الكثيرون إهانة للفظ الحلال.

 

كما استهجن الكثيرون هذا المشروع وعبرّوا عن استيائهم من وجود هذا المكان بجدة التي تُلقّب بباب مكة لمجاورتها بيت الله الحرام.

 

إن هذه المواقف الشعبية دليل خير على غيرة المسلمين على مقدّساتهم وحرمة بيت الله، وفضح لرؤية ابن سلمان الذي توعّدهم بالتطوير والحداثة فكانت خطواته المستعجلة فاضحة له ولسياسته المخزية وكاشفة لخيانة علماء السلاطين ودعاة البلاط الذي يباركون ويُمجّدون ويُعلنون ولاءهم التام لسياسة المملكة، وبيان خيانتهم لأمانة الشرع والدين!

 

ومع تكاثف نشاط هيئة الترفيه إلا أن الديسكو الحلال قد تصدّر أكثر حالات الاستياء رغم أنّه قد سبقته فعاليات كثيرة وسهرات مختلطة وقاعات السينما المزدحمة وتهافت للفنانين والفنانات من الشرق والغرب وإحياء للحفلات الماجنة الخاصة والعامة، فهل كلّما قرب الفساد من مكة المكرمة ارتفع حجم الانفعال والاستياء وكلما بعُد عنها تقلّص وتبلّد؟

 

ثمّ إن الاستنكار الشديد للديسكو الحلال الذي أثار حفيظة كثير من المسلمين وخاصة من البلاد العربية يثير فيّ السؤال: ماذا عن ملايين الملاهي الليلية في بلادنا؟ ماذا عن هذا المنكر العظيم الذي تُهتك فيه الأعراض وتُرتكب فيه أشنع المنكرات من خمر وزنا وعري ومخدرات وقتل وجرائم بالرقص والمجون والفجور؟

 

ألا يلزم هذا المنكر أيضا استياء واستهجان وردود فعل على سياسة حكوماتنا الفاسدة المفسدة أم أنه يُحرم فقط حينما يصير على حدود مكة المكرمة أو بيت المقدس فيثير في الناس جدلا واسترابة؟! أليس الحرام حراماً في كل مكان وزمان ففيم التناقض؟!

 

ثم إن دم المسلم أشدّ حرمة عند الله من بيته الحرام، والتقتيل والدمار الذي تُمارسه السعودية مثلا في اليمن بقيادتها للتحالف (الإسلامي)، فيه من الجرائم ما هو أبشع وأعظم من إنشاء ديسكو مجاور لمكة المكرمة! فلماذا لا يتحرّك الناس وتعلو الأصوات بفظائع السعودية وتواطؤ حكوماتهم في إراقة الدماء وهتك الأعراض واستباحة المُقدّسات؟!

 

لستُ هنا لأهوّن من حجم المنكر بافتتاح الملهى الليلي المجاور لبيت الله الحرام وإنّما لأقول إنّه ما كان ابن سلمان وهيئته للترفيه وأيّ حاكم يحاول التطاول على ما يُسمّى "بالخطوط الحمراء" لولا سكوت الناس عن باقي الخطوط، فالغيرة يجب أن تكون على الأعراض والحرمات والدماء والمقدّسات في مكّة وخارجها، وأحكام الشرع كلها خط أحمر أما ردود الفعل فلا يجب أن تكون مُجرّد استياء على ملهى ليلي أو على حفلة ماجنة أو على أحكام المواريث أو على زواج المسلمة من كافر. إن ردود الفعل يجب أن تكون من جنس المشاعر الإسلاميّة التي نحملها، ردوداً شرعيّة صارمة وقوية.

 

إنّه لا يفلح مع هؤلاء الحكام استياء وتنديد إنما زلزلة لعروشهم وإطاحة بسياساتهم وثورة على كل برامجهم ومخططاتهم واستئناف الحياة الإسلاميّة بإقامة دولة رشيدة عادلة تحفظ المقدّسات وتمنع الفسوق وتحمي الأعراض وتحقن الدماء وتحاسب الطغاة والمعتدين. وأما دون ذلك فهي خطوات بائسة ومتعثّرة تزيد من عجرفة الحكام وتماديهم في إذلالنا وإهانتنا ليقولوا لنا لقد أُكلتم عندما أكل الثور الأبيض.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسرين بوظافري

آخر تعديل علىالأحد, 16 حزيران/يونيو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع