الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لا تشرفنا مشاركتكم أيها الرويبضات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لا تشرفنا مشاركتكم أيها الرويبضات

 

 

 

الخبر:

 

في نيوزيلندا جمهرة تضم آلاف الناس من مختلف بلاد العالم يتذاكرون جريمة المسجدين قبل أسبوعين. [صحيفة جنوب ألمانيا]

 

 

التعليق:

 

حضر آلاف المناهضين للتعصب ومندوبون عن بعض الدول للتعبير عن أسفهم تجاه جريمة الغدر التي قام بها السفاح العنصري الأبيض في المسجدين في نيوزيلندا قبل أسبوعين. ومن الملاحظ غياب كافة الساسة من الغرب والشرق عن المشاركة في هذه المناسبة الاحتجاجية على أعمال العنف ضد المسلمين.

 

أيها الساسة الكفرة.. ويا أذنابهم الرويبضات حكام المسلمين!!

 

لم تكن لتشرفنا مشاركتكم في تأبين شهداء مجزرة المسجدين في نيوزيلندا. ولكن غيابكم شاهد عيان يدينكم بالتواطؤ مع السفاح المجرم الذي قتل الأبرياء سُجَّداً في مساجدهم. بينما سارعتم للعزاء بالسفلة الساخرين من عقائد المسلمين في حادثة تشارلي إيبدو عام 2015.

 

بلا شك أن المفارقة ظاهرة للعيان، وإن كانت المسميات متشابهة والأفعال متساوية - من وجهة نظركم - إلا أن الدلائل والوقائع واضحة تفضحكم على كافة الأصعدة.

 

فمن ناحية وفي حادثة إيبدو تضامنتم جميعا فحضر إلى باريس جمهرة من السياسيين الغرب يدافعون عما أسموه زورا وبهتانا حرية الرأي والتعبير، وسارع الرويبضات حكام المسلمين يجرون أذيال الذل والخيبة ليشاركوا في إدانة هذا العمل (الإرهابي) ليس بالأقوال فحسب بل بالمشاركة في الصف الأول في مسيرة تشارلي إيبدو التي دعت لها فرنسا تعبيرا عن رفضها لـ(الإرهاب) والاعتداء على الحريات التي تقدسها فرنسا وتتغنى بها أوروبا ويرددها ببغاوات العرب والمسلمين. وكان الشعار المرفوع فيها يدل دون شك على رفض (الإرهاب) وكافة أشكال الاعتداء المادي، والكل يعلم من هو المقصود بكلمة (الإرهاب). وهناك تكاتف الساسة في الصف الأول معبرين عن التضامن، ورفعت الأعلام الفرنسية في شبكة التواصل تقول "كلنا إيبدو". ولم يبق مجال في الإعلام إلا وشارك في نشر الخبر وساهم في التعليق عليه وتحليل أبعاده، سواء في بلاد الغرب أو العرب.

 

وفي المقابل من الناحية الثانية نجد برودة كلمات الشجب والاستنكار التي وجهها الساسة والإعلاميون تجاه هذا العمل الإجرامي، فلم نجد فيها شجبا للإرهاب ولم نسمع وصفا لهذه الجريمة بالإرهاب النصراني، كما كانوا يصفون الأعمال الأخرى بالمقابل بالإرهاب الإسلامي وأن الفاعل "إسلامي" مهما كان تاريخه وسيرته ومدى التزامه بالشرع، ما دام أصله مسلما وبشرته داكنة شرقية، فإن عمله إرهاب إسلامي أو إسلاموي! بينما ما قام به هذا المجرم رغم تصريحه وما نشره وما كتبه من أسماء ووقائع تدل صراحة على حقد صليبي دفين، لم يقل أحد من هؤلاء الساسة أو أذنابهم بأنه إجرام صليبي مرفوض أو إرهاب ديني منبوذ!

 

وبهذا نرى كيف أن الغرب لا يتردد فيهرع ليتهم الإسلام بالعدوانية والكراهية ويرمي المسلمين كافة بالإجرام ويحملهم المسؤولية، مع أنه يثبت بنفسه في أكثر الحالات أن المجرمين كانوا غير ملتزمين إسلاميا، بل إن بعضهم يعاقر الخمر، وسيرته الذاتية لا تشرف مسلما ولا تنمّ عن أخلاق مسلمين، وسجله المدني يشهد على طاقته الإجرامية التي يرغب في تفريغها في مجتمع يراه ظالما له أو يعتبره مسؤولا عن الحالة التي وصل لها من سقوط أخلاقي أو هبوط نفسي. فكم من شاب في فرنسا من أصول شرقية أو من المهاجرين لمس هذه العوامل المؤهلة للجريمة والدافعة للثأر في يومه وليله حتى إذا ما سيطرت عليه هذه الفكرة فيبحث عن مخرج "مشرف" له من مأزقه المجتمعي وأزمته النفسية، فيجد ضالته في الانتقام من كل شيء، حتى لو لم يكن على معرفة بالإسلام أو صلة بالمبدأ، فقط لأنه يبحث عن شهرة أو اعتراف بجهده أو تبرير فعله الإجرامي. وكم رأينا كيف يستغل الساسة والإعلاميون مثل هذه الأحداث لصالحهم ولغاياتهم، وعلى وجه الخصوص في التحريض على الإسلام والمسلمين ونشر الكراهية والحقد وذلك في محاولة لدفع التقدم الإسلامي في أوروبا سواء بالزحف البشري عن طريق المهاجرين أو الغزو الفكري عن طريق المقيمين في أوروبا والمسلمين من ذوي الأصول الأوروبية. وهذا دليل صريح على أن (الإرهاب) عندكم هو الإسلام، وأن الدعاوى الإعلامية مقصودة لتشويه الإسلام، ولا أستبعد أن يكون الكثير من أعمال العنف التي تحصل في العالم اليوم مدبرة، أو مسكوتاً عنها أو مشجَّعاً عليها ليصلوا بالبشرية إلى هذه الحالة الخطيرة من نشر الكراهية والبغض.

 

ومن جهة أخرى أثبت رويبضات المسلمين الحكام أنهم إمعات يتبعون أسيادهم الذين يناصبون المسلمين العداء، ولم يستحيوا أن يعلنوا عن ذلك في حضورهم، بل يطلبون منهم إدانة هذه الأعمال ومحاربة ما يسمونه (الإرهاب) بكل قواهم وبجيوشهم التي لا تسيّر دبابة ولا تحلق طائرة ولا يوجه رشاش منها تجاه من احتل أرضها وقتل أبناءها وهتك أعراضها.

 

وفي ذلك اليوم إثر حادثة تشارلي إيبدو أعرب الغرب والعرب عن موقفهم تجاه الإرهاب بشكل عام مع أنه لا يغيب عن الأذهان أن الإسلام هو المقصود به، وما كانت تلك الوقفات والمسيرات والتصريحات والتوجيهات الإعلامية والسياسية، إلا لمحاربة الإسلام الذي يصفونه بـ(الإرهاب).

 

على أن هذه الحادثة في نيوزيلندا تكشف عن مدى الذل الذي وصل إليه حكام المسلمين الذين لا يأبهون بدماء المسلمين ولا أعراضهم، ولا يدافعون عنهم ولا يهتمون بهم، ولا ينتصرون لهم، بل إني أرى أن ما ذهب إليه أردوغان من عزمه حسب زعمه على بناء مساجد أكثر في نيوزيلندا، إنما هو تعبير ساقط وتجارة بالدماء لدوافع انتخابية شخصية، لا تسمن ولا تغني من جوع، ولو سكت مثل غيره لكان أشرف له من أن يستغل الدماء الزكية لمصالح شخصية، ولا ينتصر لهذه الدماء، وكيف نطمع أن ينصر المسلمين وهو الذي يتواطؤ مع أسياده الأمريكان في ضرب إخواننا كما حصل مؤخرا في دير الزور في مذبحة الباغوز التي استهدفتها الطائرات الأمريكية المنطلقة من قاعدة إنجرليك، فدمرت البلاد وأحرقت الحرث وأهلكت النسل فراح ضحيتها أكثر من 3000 طفل وامرأة وشيخ من العزل بحجة محاربة تنظيم الدولة... وغير ذلك ما حصل من قتل وسفك للدماء في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن والصين، ألا يسمى هذا إرهابا دوليا؟!!

 

﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة – ألمانيا

آخر تعديل علىالأحد, 31 آذار/مارس 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع