الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مأزق لبنان العميق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مأزق لبنان العميق

 

 

 

الخبر:

 

جورج زريق الذي أحرق نفسه لن يكون بوعزيزي لبنانيّاً. (جريدة النهار)

 

التعليق:

 

حين تصل الأمور بأن يقدم أب على الانتحار أمام مدرسة أولاده، لا بد من النظر للحادثة على أنها مشكلة مجتمع وليست مشكلة فرد.

 

كل يوم يكتوي الناس بنار الاستعمار وزبانيته في لبنان. زبانية الاستعمار هم أولئك الذين يسمون أنفسهم "سياسيين"، الذين أبقوا البلد في حالة فراغ "حكومي" لمدة ثمانية أشهر يتصارعون خلالها على حصصهم داخل صناديق النهب! وبعد أن أتى الضوء الأخضر الأمريكي تم تشكيل الحكومة لننتقل من الفراغ الحكومي إلى الفراغ السياسي الذي نعيشه منذ أن قسم الاستعمار بلادنا!

 

جورج أحرق نفسه بسبب الضائقة الاقتصادية التي أصابته والتي تضرب البلد منذ عقود، والتي لا ينفك وزير الخارجية جبران باسيل بخطابه العنصري والطائفي يربط سبب وجودها بأهل سوريا الهاربين من إجرام النظام البعثي بدلاً من قول الحقيقة!

 

تلك الحقيقة الساطعة في لبنان وهي أن الكيان اللبناني هو كيان منكوب منهوب منتهي الصلاحية يحكمه جلاوزة ومجرمون. الحقيقة أن أدعياء السياسة في لبنان ليسوا سياسيين ولا دخل لهم برعاية شؤون الناس بل هم أعداء للناس وأعداء لأهل البلد، وقد أثبتت الأحداث أنهم يفتقدون لأدنى شرعية، وأن الناس لا تصدق تفاهاتهم وأكاذيبهم التي ما انفكوا يصدّعون رؤوسنا بها.

 

جورج فضّل الانتحار على أن يذل نفسه على أبواب "الدكاكين الطائفية" المسماة زورا وبهتانا "أحزاباً سياسية". هو ضحية سياسات استعمارية أحدها ضرب القطاع العام وبالتحديد التعليم الرسمي!

 

لقد حولت سياسة السلطات المتتابعة في لبنان مستوى المدارس الرسمية إلى مستوى متدنٍ جدا وإلى بيئة غير سليمة للأولاد، وهذا استتباع للفساد الموجود في كافة المؤسسات الرسمية ومن ضمنها المدارس. وهذا مما دفع الناس إلى الإحجام عن إرسال أولادهم إليها. ولم تتوقف سياسات الإهمال هنا بل حتى المنهاج الرسمي الذي تتبعه المدارس الرسمية والخاصة يتم تقصد إهماله وعدم تطويره ليصبح هو التالي منهاجاً عفى عليه الزمن. بالرغم من وجود قدرات هائلة في لبنان من أساتذة وخبراء تربية! إلا أن النظام السياسي الطائفي الفاسد يقدم الولاء للتيار السياسي على كفاءة الأشخاص!!

 

هذه الجزئية هي واحدة من العلل الجمّة التي ما فتئت تفتك بالبلد والتي لن يحلها لا تشكيل حكومة ولا انتخابات نيابية ولا حرق نفس ولا حتى ثورة عارمة. مشكلة لبنان عميقة ومتشعبة جدا ولا يمكن حلها إلا بإطار أوسع من لبنان، أي بإطار على مستوى الأمة الإسلامية؛ يكون عبر إزالة الكيان السياسي اللبناني وضمه لمحيطه الإسلامي في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد اللطيف داعوق

نائب رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 12 شباط/فبراير 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع