الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
كيف تنتهي الحياة السياسية للحكام العملاء؟!  (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كيف تنتهي الحياة السياسية للحكام العملاء؟!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

قال الرئيس أشرف غاني، عقب اختتام الجولة الرابعة من المحادثات بين أمريكا وطالبان، في خطاب للأمة "نحن نصر على أن عملية السلام يجب ألا تكون متسرعة لأن لدينا تجربة سلام سابقة للدكتور نجيب الله (1), كيف تم خداعه، فقد منحته الأمم المتحدة ضمان السلام، ولكن للأسف أودى ذلك إلى مأساة"، وبعد بضعة أيام، وفي خطاب ألقاه أمام قوات الأمن الأفغانية، قال: "إن رئيسكم ليس شاه (2), ولا أمير يعقوب خان (3) ولن نخضع لأحد حتى توقيع معاهدة غانداماك"، وأضاف قائلا إن الطفل المحترق يهاب النار، ولكن نحن لا نخشى الحرق ولا النار نفسها، لأننا قد حصلنا على الحكمة وسنستمر في المضي بحذر شديد واتخاذ خطوات تهدف إلى ضمان كرامة البلاد.

 

التعليق:

لقد أثبت التاريخ المعاصر للبشرية بشكل لا لبس فيه أن السيد يكرم عميله الكريم مقارنة بعامله الذليل، على الرغم من ذلك، أشرف غاني تفوق ليصبح أكثر عميل ذليل من بين كل من شابهه، ويتطلب التعمق في التفاصيل لفهم الأسباب كاملة، ولكن هنا أشير إلى بعض الإجراءات الطفيفة التي اتخذها أشرف غاني لخدمة أمريكا طوال توليه الحكم، ولكن وبكل ازدراء، لم يتجاهله الأمريكيون فحسب بل تعاملوا معه كشخص عاجز غير فعال خلال العمليات الكبيرة، المعزولة وغير المشروعة.

• عقب الأربع وعشرين ساعة الأولى من رئاسته، وقع أشرف غاني على اتفاقية الأمن الثنائية مع أمريكا، معلنا أن "أفغانستان اليوم ستستعيد سيادتها الوطنية"، في حين إن هذا الاتفاق يعتبر أكثر المعاهدات خزيا في جميع أنحاء التاريخ المعاصر لأفغانستان الذي قلل من شأن معاهدة غانداماك واتفاقية خط دوراند.

• قام أشرف غاني بتشغيل النظام الضريبي، من أجل دعم الحرب الأمريكية في أفغانستان ماليا، بطريقة تمكن أفغانستان من الالتزام بمعايير صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمؤسسات الاستعمارية الدولية الأخرى، ورفع العائدات الحكومية تدريجيا من خلال فرض ضرائب باهظة، أكثر مما كانت عليه المعايير السائدة في صندوق النقد الذي يناشد التجار والصناعات والقوى العاملة والمزارعين وحتى الفقراء، على الرغم من أن معدل البطالة قد تجاوز 50%.

• تحت اسم تجديد الدوائر الحكومية ومكافحة الفساد، قدم أشرف غاني سياسة (تغيير الجيل) لجميع الإدارات الحكومية من أجل القضاء على فلول المجاهدين السابقين والشيوعيين لاستبدال العلمانيين بهم.

• وفي أعقاب الاتفاق الأمني بين واشنطن وكابول، حاول أشرف غاني إضفاء الطابع الأفغاني على الحرب في أفغانستان، والذي تسبب، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الضحايا المدنيين، في قتل أكثر من 45,000 من قوات الأمن الأفغانية، وإلى جانب هذه الحالات، فرت مئات الآلاف من الأسر من البلد أو هاجرت نتيجة لتدهور 

                                                                                                                    ___________________________

 

[1]  كانت الأمم المتحدة قد حثت الدكتور نجيب الله على الاتفاق مع الادارة الانتقالية غير الحزبية من أجل توفير نظام سياسي جديد وإنهاء الحرب في البلاد، وفي المقابل، تعهدت الأمم المتحدة بحماية حياة الدكتور نجيب الله، ومع ذلك، لم تتمكن من حماية حياة الدكتور نجيب الله ولا الحرب في أفغانستان قد انتهت.

[2]  وقع شاه معاهدة لاهور في 1838م مع رانجيت سينغ وبريطانيا آنذاك، وفي 1839م، هرع شاه، بدعم من بريطانيا، إلى قندهار وأعلن مملكته.

[3]  وقعت "معاهده غانداماك" بين أمير محمد يعقوب خان ولويس كافاغناري، المبعوث السياسي البريطاني، في 26 أيار/مايو 1879م الذي أدى في نهاية المطاف إلى توقيع "اتفاقيه كابول" أو ما يسمى باتفاق خط دوراند في 1893م بين أمير عبد الرحمن خان وهنري مورتيمر دورو.

 

الأوضاع الأمنية والاقتصادية في أفغانستان، واستغل دماء الأفغان كوسيلة لتأمين النفوذ الأمريكي في أوراسيا، هذه الطريقة لم يفعلها أي حاكم سابق حتى الآن.

 

• تحت اسم البرامج الاقتصادية وفتح الممرات الجوية وغيرها من المشاريع الاقتصادية، مهد أشرف غاني الطريق للاستثمار وتوسيع المشاريع الإقليمية التي في الواقع، هي ضمان للهيمنة الأمريكية على أفغانستان وحتى الإقليمية في البلدان، لأن المشاريع والبرامج الإقليمية تساعد على تأمين توسع النفوذ الأمريكي في المنطقة، ولكن من بين أمور أخرى، تتلقى أفغانستان حصة صغيرة جدا وغير ملحوظة في هذه اللعبة، بالاضافة إلى ذلك، ساعد أشرف غاني على استغلال ممرات التضاريس الاقتصادية في أفغانستان من الأمريكيين، كما قام بتسهيل عملية استخراج ونقل مكامن الألغام لكي يتمكن الأمريكيون من حملها بسهولة أكثر من أي وقت مضى.

 

• على الرغم من النطاق الأقصى لخدمة أشرف غاني لأمريكا، وبعد مناشدات عدة لزيارة ترامب، والرفض مرارا وتكرارا، ولكن بكل خزي، أرسل رسالة سرية لترامب، أيضا ظلت سرية ثم تسربت من وسائل الإعلام الأمريكية، ومن خلال هذه الرسالة حث ترامب على عدم سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، ونظرا لشخصية ترامب المقايضة عرض عليه خفض التكاليف، مما يعني أنه يمكن خفض القوات الأمريكية في أفغانستان إلى 3000 جندي، وخفض نفقة أمريكا عسكريا إلى ملياري دولار.

 

• في نهاية المطاف، طوال فترة ولايته، لم يقدم أشرف غاني أي شيء لشعب أفغانستان بخلاف أربع كلمات نمطية، إلى جانب ذلك، تحت اسم الإصلاحات ظل يستنزف الاقتصاد ويسفك أنهارا من دماء الناس الذين يتعرضون للإهانة إلى أن تم طرده كالذليل من قبل أسياده ليتصرف كبطل في الوقت الحاضر.

 

وفيما يتعلق بما ذكر أعلاه، فإن أشرف غاني يتحدث بصراحة عن الكلمات الصادقة القائلة بأنه لا يخاف من التعرض للحرق أو الحريق لأنه أحد الخونة، لأن الشعب الأفغاني هو الذي يدفع الثمن وتكلفة الحرق والنار وليس هو، ولكن عندما يقول: "لقد حصلنا على الحكمة ونستمر في المضي قدما بحذر شديد ونتخذ خطوات تهدف إلى ضمان كرامة البلاد"، فإنه يتفوه بكذبة ضخمة، وفي الواقع، لم يستخدم حكمته لتأمين مصالح الشعب الأفغاني، ولكن لمصلحة أسياده، إن أيا من الأمور السالفة الذكر لا يؤمن بصدق كرامة الشعب الأفغاني، وبدلا من ذلك، بذلت كل جهوده لتأمين أهداف الاحتلال الأمريكي والمستعمرين الغربيين الآخرين.

 

وتحدث أشرف غاني عن تجربة الدكتور نجيب الله التي قادت إلى الإعدام بعد الاعتماد الكامل على الأمم المتحدة، إن مصير أشرف غاني، بعد عمر من الخدمة للاحتلال الأمريكي، سيؤدي بالتأكيد إلى نفس الإذلال والخزي لأن أي حاكم يضع ثقته وإيمانه في غير الله سبحانه وتعالى ويسعى لطلب المساعدة منهم سيواجه مثل هذا المصير المشين وسيتم رفضه قريبا من أسياده بعد انتهاء حياته السياسية.

 

وقد تسبب أشرف غاني في أعمال أكثر قسوة ضد شعب أفغانستان بالمقارنة مع الدكتور نجيب الله وشاه شجاع ويعقوب خان، ولذلك فإن له علاقة غير مقيدة مع الشعب الأفغاني المسلم، علاقته مع الله سبحانه وتعالى قد قطعت بالفعل، وكما هو الحال الآن فإن أمريكا من المرجح أن تقطع العلاقة معه، بالتالي فإن أمريكا وحركة طالبان في جولات المحادثات، قد انفصلا تماما عنه شخصيا وكذلك عن حكومته، ولذلك ليس لديه خيار سوى الدخول في خطابات عاطفية في مناسبات مختلفة.

 

ومن هنا يمكن أن نستلخص درسا مستفادا؛ مفاده أن هكذا هو مصير الحاكم العميل الذي يخدم الاحتلال والاستعمار. قال تعالى: ﴿كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 12 شباط/فبراير 2019

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 12 شباط/فبراير 2019م 23:22 تعليق

    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من خان العباد وباع البلاد

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع