الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أهل مصر ما بين مطرقة الحكام وسندان شركات الأدوية الرأسمالية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أهل مصر ما بين مطرقة الحكام وسندان شركات الأدوية الرأسمالية

 

 

الخبر:

 

نقل موقع العربي الجديد السبت 2019/1/12م، تأكيد السكرتير العام لشعبة الصيدليات بالاتحاد العام للغرف التجارية في مصر، حاتم البدوي، أن بعض شركات الأدوية الخاصة تلجأ لسياسة "تعطيش السوق" لرفع أسعار أدويتها، مشيراً إلى أن "بعض الشركات قد تكون محقة في طلبها نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، وأخرى قد يكون في طلبها نوع من المغالاة"، كما نقلت ما أشار إليه صيدلي أنه مع ارتفاع الأسعار بشكل عام، بما فيها الأدوية، تنخفض القوى الشرائية في سوق الأدوية، لدرجة أن بعض المرضى، ممن كانوا يواظبون على شراء جرعات شهرية، يضطرون أحياناً لتقليل هذه الجرعات بالمخالفة لأوامر الأطباء، نتيجة ضيق ذات اليد.

 

 

التعليق:

 

عندما يغيب دور الدولة في الرعاية تضيع الرعية، هذا هو واقع مصر باختصار شديد، فالدولة التي ينبغي أن ترعى أهل مصر أصبح شغلها الشاغل هو التربح منهم ومن ورائهم ولو ببيعهم في سوق نخاسة الغرب وشركاته الرأسمالية التي تتحكم في كل شيء يستهلكه أهل مصر ومنه الدواء القاتل الذي فوق كونه كما نعلم لم يعد يعالج المرض بل يبقي المريض في حاجة للعلاج على مدى طويل يضمن تشغيل هذه الشركات ومصانعها، فكما نرى هذا الارتفاع الجنوني في أسعار الأدوية وعلى فترات متقاربة كنتيجة طبيعية لسياسات اقتصادية وقرارات اتخذها النظام على مدار السنوات الماضية أضرت بأهل مصر البسطاء والفقراء بشكل كبير، والواقع الملموس الذي أكده ذلك الصيدلي حقيقة، فيلجأ الفقراء الذين لا يملكون ثمن العلاج مع الغلاء المستمر وسياسة الإفقار الممنهج إلى تقليل جرعات الدواء الذي لا يملكون ثمنه أو التغاضي عن بعضه مخالفين أوامر الطبيب رغم ما في ذلك من خطر على حياتهم، هكذا يتعامل الناس مع المشكلة في دولة ليس فيها مكان إلا لمن يدفع الثمن كما أعلن ويعلن رئيسها الذي يطالب شعبها الكادح بالتبرع قائلا (صبح على مصر بجنيه)! هذا الشعب الذي يبحث عن هذا الجنيه.

 

يا أهل الكنانة! إن الدواء سلعة استراتيجية لا يجوز للدولة أن تضعها أبدا في يد شركات خاصة تتربح بها من رعاياها، بل يجب أن توفر الدولة لرعاياها جميعا الدواء والتداوي على أعلى مستوى ممكن وبالمجان للجميع على حد سواء لا فرق في ذلك بين غني وفقير ولا مسلم ولا غير مسلم، إلا أن هذا غير ممكن في ظل الرأسمالية النفعية التي تتربح من كل شيء وأي شيء، بل إن الرأسمالية وشركاتها قد تعمل على إيجاد المرض الذي يجعلها تبيع ما صنعته من دواء، فلا قيمة فيها تعلو على القيمة المادية ومقياس أعمالها هو النفعية التي تتجلى في بلادنا بأبشع صورها المتوحشة حيث أصبح الدواء والتداوي فقط لمن يملك الثمن!

 

إن من واجبات الدولة أن توفر الرعاية الصحية لرعاياها جميعا بلا استثناء، وهو أهم وأولى من بناء عاصمة جديدة ومسجد تحتاج الصلاة فيه لتصريح أمني! إلا أن هذا ليس من أولويات دولة لا يعنيها إلا تأمين نفسها من غضبة الشعب ولا يعنيها الشعب ولا ما يعانيه من غلاء الأسعار التي طالت حتى الدواء.

 

يا أهل مصر الكنانة! إن الرأسمالية التي تحكم بلادكم لا تعنيها مشكلاتكم ولا رعايتكم ولا علاجكم، رغم ما تملكه بلادكم من ثروة هائلة ينكرها حكامكم الذين يخرجون عليكم بين حين وآخر بقولهم (إحنا فقرا أوي) وكأنهم ينفقون عليكم من إرث أبيهم! وكأنهم لم يشهدوا ويحرسوا نهب الغرب لثروات البلاد جهارا نهارا! وطالما بقي هذا النظام فلن تبقى المشاكل فقط بل ستتفاقم لأنه هو أصل المشكلة وسبب وجودها، والعلاج الوحيد الناجع هو اقتلاع هذا النظام من جذوره بكل أركانه ورموزه ودولته العميقة التي تتربح منه، والانعتاق من التبعية للغرب الكافر ورأسماليته التي أذاقتنا الويلات، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ فبها وحدها تعالج جميع مشكلاتنا وعلى رأسها مشكلة الدواء؛ فدولة الإسلام دولة رعاية لا دولة جباية، فلا يعنيها أن تتربح من رعاياها ولا من أزماتهم ولا تتاجر بأمراضهم ومعاناتهم، بل تصل الليل والنهار لتخفيف آلامهم وأعبائهم ورفع كل أسباب معاناتهم وتنفق الغالي والنفيس على رعايتهم في الصحة والتعليم وغير ذلك دون مقابل، فكل ما يعنيها هو القيام بما أوجبه الله عليها من رعاية تامة لشئون الناس في الدين والدنيا، هذه هي الدولة التي يدعوكم لها حزب التحرير ويحمل لكم مشروعها كاملا جاهزا للتطبيق فورا بما يصلح حالكم بالشكل الذي يرضي ربكم عنكم أولاً، وينهض ببلادكم ويعالج كل مشكلاتكم... فاحملوا معه حملكم عسى الله أن ينصر بكم دينه ويقيم بكم دولته فتفوزوا فوزا عظيما.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سعيد فضل

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

آخر تعديل علىالجمعة, 18 كانون الثاني/يناير 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع