الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
خيبة الشعوب ستتكرر وتتكرر حتى تقوم الخلافة على منهاج النبوة!!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

خيبة الشعوب ستتكرر وتتكرر حتى تقوم الخلافة على منهاج النبوة!!

 

 

الخبر:

 

على أثر احتجاجات "السترات الصفراء" في فرنسا ضد رفع أسعار الوقود، وفرض ضرائب إضافية، وإهمال الفقراء والعمال، تحول الشانزلزيه إلى ساحة للمواجهات...

 

وبحسب بيانات الداخلية، تجاوز عدد المحتجين 80 ألفاً في أنحاء فرنسا، وامتدت الاحتجاجات إلى الأراضي الفرنسية في الخارج، بما في ذلك جزيرة ريونيون في المحيط الهندي.

 

التعليق:

 

بعد السقوط المدوّي للنظام الشيوعي القميء.. وفي خضمّ تآكل النظام الرأسمالي المتوحش.. لم يعد للشعوب من بدائل سوى اجترار التجارب المفلسة وحتى تحركاتهم الاحتجاجيّة... إن ظلت مبنيّة على طلب لقمة العيش، فإنها ستواجه بالالتفافات والخدع وستنتهي من حيث بدأت باليأس والجمود.

 

يذكر ريتشارد نيكسون في مؤلفه "الفرصة السانحة" أن "النظام لا يخاف الثورات مهما اشتدّت، طالما بقيت مطلبيّة، وأن أشدّ ما يؤرق أمريكا والغرب اليوم هو بروز أفكار تكون بديلة عن منظومة الحكم القائمة..."، ويتابع "إن الإسلام والغرب على تضاد، إن المسلمين ينظرون إلى العالم على أنه يتألف من معسكرين لا يمكن الجمع بينهما، دار الإسلام ودار الحرب".

 

ويقول ويلي كلايس أمين حلف الناتو في بداية التسعينات من القرن الماضي: "لقد حان الوقت الذي يجب علينا أن نتخلى فيه عن خلافاتنا وخصوماتنا السابقة وأن نواجه العدو الحقيقي لنا جميعا وهو الإسلام".

 

أيضا يقول كيسنجر: "إن الجهة الجديدة التي يتحتم على الغرب مواجهتها هي العالم العربي الإسلامي، باعتبار أن هذا العالم هو العدو الجديد للغرب".

 

الشاهد في التصريحات السابقة هو أن مفكري الغرب على وعي كبير بإمكانية عودة الإسلام إلى الحكم والتشريع؛ ما يعني نهاية الهيمنة الغربية على العالم وسقوط النظام الرأسمالي المتهاوي...

 

وعليه فإن على الشعوب بعمومها أن تدرك - إذا ما أرادت أن تنعتق من سطوة النظام الرأسمالي المقيت - وبخاصة الأمة الإسلامية، أن الله تعالى حصر حق التشريع به وحده، لتحقيق العدل وإقامة ميزان القسط في الأرض، وعليهم أن يدركوا أنه إن خلت مسألة من تشريعٍ متصل بالوحي فإن هذا مدخل لوجود الظلم بالتشريع البشري في تلك المسألة.

 

وها هي الشعوب اليوم تكتوي بنيران التشريعات الوضعية المفلسة التي ما زادتهم إلا خبالاً!!

 

فالدعوة إلى تطبيق الإسلام هي ضرورة ملحّة لإنقاذ البشرية من رجز الرأسمالية والديمقراطية والليبرالية... والحجة قد قامت على الناس، فلا عذر لهم على الله بعد الرسل، وهذا يقتضي أن الحجة قائمة إلى يوم الدين، ﴿رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾ [النساء: 165].

 

والله تعالى لم يترك الناس سدى، أي من غير أمر ولا نهي، ولا في مسألة واحدة مما سيحاسبهم عليه، قال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى﴾ [القيامة: 36]

 

وكون الله تعالى يحصر حق التشريع به وحده، فما كان من اختلاف في شيء فحكمه إلى الله تعالى، فلا بد من أن يكون قد بين لنا حكمه في الكتاب والسنة...

 

فالدين نفسه كامل، فيه تبيان كل شيء، ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾، [المائدة: 3]، ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ [الأنعام: 38]، ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: 89]، ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 10]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [النساء: 59]

 

فالإسلام بمفاهيمه وأحكامه قادر على إيجاد المعالجات لجميع مشاكل الإنسان إذا ما طبق في ظل دولة ترعى شؤون رعاياها سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، فجميعهم سواسية أمام القانون، ولهم الحق في محاسبة الحاكم. على النقيض من الدول القائمة اليوم التي تقوم على الجباية وتقتات من الضرائب واستغلال مقدرات الشعوب وإفقارها واستئثار فئة قليلة بالمال والسلطة...

 

صفوة القول... إن الخلافة التي بشّر بعودتها خاتم الأنبياء والمرسلين r هي مخلّصة الإنسانية من ضنك الرأسمالية، وهذا أشدّ ما يخشاه فراعنة العصر اليوم، وهذا ما يبرر حربهم الضروس على أمة القرآن.

 

وإننا في حزب التحرير بما نحمله من مشروع رباني منضبط بالأدلة الشرعية؛ نستشرف عودة الخلافة التي بشّر بعودتها خاتم الأنبياء والمرسلين r لنخلص الأمة الإسلامية بل الإنسانية كلها من قهر الرأسمالية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ خبيب كرباكة

آخر تعديل علىالأربعاء, 05 كانون الأول/ديسمبر 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع